07-نوفمبر-2016

وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية(الموقع الإلكتروني لسراج)

في تجربة هي الأولى من نوعها على صعيد الصحافة السورية، التي بدأت تنشط في السنوات الخمس الأخيرة، حاجزة مكانًا لها بعيدًا عن الصحف والمؤسسات الإعلامية، ما جعلها تلقى قبولًا لدى الرأي العام، أقدم مجموعة من السوريين على إطلاق مشروع صحافي مختلف عما هو سائد حاليًا، يحمل مسمى "وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية"، واختصارًا "سراج".

أقدم سوريون على إطلاق مشروع صحافي مختلف عما هو سائد، يحمل مسمى "وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية"، واختصارًا "سراج"

تُعرف الوحدة عن نفسها بأن "مهمتها تدريب صحفيين سوريين على منهجيات الصحافة الاستقصائية، وإنتاج تحقيقات وتقارير استقصائية (مكتوبة ومصورة وإذاعية) حول سوريا في الداخل والخارج، من قبل صحافيين سوريين مهنيين وأكاديميين يتلقون الدعم والتمويل من الوحدة".

ويُذكر أن الهدف من إطلاقها، هو إجراء تحقيقات بمهنية عالية لإيضاح المشهد السوري، والبحث أعمق في الحياة الاجتماعية، التي شهدت انقسامًا حادًا، مثلما قُسمت المساحة الجغرافية على الخريطة، لترصد مختلف المشاكل التي يعاني السوريون منها، سواء في الداخل أو في بلاد الشتات.

اقرأ/ي أيضًا: "موجات سورية": تعا لنحكي على أي موجة

وهي تقول في هذا الصدد، حسبما ورد في موقعها الإلكتروني، إنها "تتوجه لكل الصحافيين السوريين ممن يرغب بإنتاج مثل هذه التحقيقات والتقارير المتقدمة والتي تغطي الشأن السوري"، وتضيف أن الصحافيين سيخضعون في البداية "للتدريب على أسس الصحافة الاستقصائية"، وبعدها يبدؤون إنجاز تحقيقاتهم لصالح "سراج" وشركائها".

وعندما توافق "سراج" على تحقيق استقصائي يطلب إنجازه بالتعاون معها، على أن يتضمن "منهجية محترفة بعد تثبيت فرضية استقصائية محكمة بالاعتماد على حقائق مستنبطة من مرحلة بحث أولي"، تقدم منحة للصحفي الذي سيعمل على التحقيق، تشمل تغطية كافة نفقات إنجاز المقترح المقدم، بالإضافة إلى مكافأة مالية تحددها هيئة التحرير.

ويضع المشرفون على "سراج" هدفًا مستقبليًا، بأن يكونوا "مرجعية مهنية عالية المستوى والاحترافية للصحافيين السوريين ومنظمات المجتمع المدني وصناع القرار الباحثين عن المعلومة الدقيقة والتي تساعدهم على اتخاذ القرار الإيجابي الذي يحد من الفساد ويعزز الشفافية".

كما يرمون لـ"إحداث تغيير على أرض الواقع للأفضل والمساهمة في تحسين حياة السوريين عبر مساعدة المعنيين على اتخاذ القرار ومساعدة الضحايا بإيصال صوتهم ومعاناتهم لأصحاب القرار"، حسب تعبيرهم.

تواجه "سراج" تحدي الاستقصاء بشكل حيادي عن الانتهاكات ضد المدنيين، وعن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد أو الصواريخ المحرمة دوليًا

اقرأ/ي أيضًا: أعتى 11 كذبة للنظام السوري

ومن ضمن التحديات التي وضعتها "سراج" أمامها، وتحاول أن تكون مميزة في ظل القفزة النوعية التي تشهدها الصحافة السورية، هي "تحسين مهارات الاستقصائيين السوريين والعمل على نشر ثقافة التقصي في الصحافة السورية داخل وخارج سوريا، لتكون أداة رقابية تشخص الأخطاء وتتابع قضايا الفساد المالي والإداري، والانتهاكات التي ترتكب تجاه شرائح المجتمع".

إذ إن الصحافة السورية على مدار الخمس سنوات الفائتة، قدمت العديد من التجارب، هناك من استمر منها، وبينها من توقف بسبب غياب التمويل وتوقف المانحين عن تقديم الدعم، ومنها من لم يتسنَ له الاستمرار أكثر من ستة أشهر، وذلك لأنها لم تثبت جدارتها أمام الجهات المانحة، أو لأسباب لها علاقة بسياسة الوسيلة الإعلامية.

من هنا يأتي تميز "سراج"، لأنها تواجه مجتمعًا مختلفًا عما عهدته سابقًا، القضية لم تعد تتعلق بفساد مالي في إحدى مؤسسات النظام السوري، بقدر ما باتت مرحلة يجب الاستقصاء فيها بشكل حيادي عن الانتهاكات التي يتعرض لها السكان المدنيون، وعن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، ولا تزال مدفونة بين سراديبه، أو الصواريخ المحرمة دوليًا التي تقتل عشرات المدنيين يوميًا.

هذا التحدي في حال استطاع القائمون على "سراج" تجاوزه، من الممكن أن يكونوا وقتها قد قطعوا مرحلة مهمة في تأسيس صحافة بديلة، ولديها شفافية في التعاطي مع الوقائع الصادمة، التي لا تزال مطمورة، أو قيد النسيان، ريثما ينتهي مشهد الموت في سوريا، فهم عليهم أن يعلموا أن هذه مجرد بداية، في حال لم يتجاوزوها، لن يتمكنوا في الاستمرار مستقبلًا.

اقرأ/ي أيضًا:

التدوين السوري في مهب الثورة

تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة