06-نوفمبر-2021

مخاوف على حياة صحفي سوري في حال ترحيله إلى الأراضي السورية (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

طالبت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات التركية بوقف إبعاد صحفي سوري معارض تنوي السلطات ترحيله إلى سوريا بسبب مشاركته في "واقعة الموز الساخرة".

طالبت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات التركية بوقف إبعاد صحفي سوري معارض تنوي السلطات ترحيله إلى سوريا بسبب مشاركته في "واقعة الموز الساخرة"

وأصدرت المنظمة عبر ممثلها في تركيا بيانًا نشرته على موقعها الرسمي قالت فيه إنها "تطلب من السلطات التركية عدم طرد الصحفي السوري ماجد شمعة اللاجئ والموقوف حاليًا داخل تركيا"، لأن "إعادته ستعرضه لأعمال انتقامية خطيرة للغاية وربما قاتلة على يد السلطات السورية"، وأوضحت المنظمة أن "ما قدّمه الصحفي ماجد شمعة العامل في قناة أورينت نيوز السورية مجرد مزحة غير مؤذية"، وذلك عندما ظهر في مشهد تمثيلي وهو يتظاهر بإخفاء الموز الذي يشتريه في الشارع قبل أن يأكله بطريقة سرية.

اقرأ/ي أيضًا: حين أصبح بشار الأسد أيقونةً لليمين المتطرف في الولايات المتحدة

وأضاف البيان أن "مراسلون بلا حدود" أُبلِغت أن "شمعة أُجبر على التوقيع على وثيقة تجبره على مغادرة تركيا"، وأوضح البيان إلى أن "محاميه ينتظر منذ نحو أسبوع لتقديم استئناف للطعن في صحة الوثيقة، لكن إدارة الهجرة رفضت الإفراج عنه حتى الآن، ومع ذلك يمكن في هذه الأثناء ترحيل شمعة دون سابق إنذار في أي لحظة". وأشار البيان إلى أنه "بصرف النظر عن المنطقة التي يفترض ترحيله إليها، فإن قدرة شمعة على ممارسة الصحافة واستخدام حرية التعبير التي تمتع بها في تركيا ستتأثر بشدة، وإذا تم ترحيله إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات المدعومة من قبل تركيا فسوف يتعرض للمضايقة إذا أعرب عن انتقادات ضدها، وكذلك إذا تم ترحيله عبر معبر كسب الحدودي فسيتم تسليمه مباشرة إلى سلطات النظام في سوريا ما يعرض حياته للخطر".  وألقى القبض على الصحفي ماجد شمعة في نهاية الشهر الفائت بتهمة "التحريض على الكراهية ضد الأتراك".

من جهته  قال إيرول أوندير أوغلو ممثل مراسلون بلا حدود في تركيا "نشير إلى أن ترحيل مواطن سوري من تركيا ينتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب مبدأ القانون الدولي، حيث لا يجوز إعادة أي لاجئ إلى بلد تكون فيه حياته في خطر".

أما رئيسة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود صابرينا بنوي فقالت إن "أورينت نيوز وهي قناة تلفزيونية مرتبطة بالمعارضة السورية، محظورة من قبل السلطات في دمشق، وإذا أُعيد ماجد شمعة إلى سوريا فسوف يتعرض لأعمال انتقامية خطيرة تكاد تكلفه حياته بسبب أنشطته".

وفي المقابل لم يصدر أي تعليق رسمي تركي بشأن قضية الصحفي السوري، بينما قالت منظمات سورية إنها تعمل من أجل منع ترحيله من خلال التواصل مع الجهات التركية المسؤولة.

وعلى الرغم من أن المشهد العام لقضية الصحفي السوري ماجد شمعة يرتبط بـ"فيديوهات الموز"، إلا أن عددًا من السوريين قالوا إن إيلاي أكسوي عضو "حزب الجيد" لها الجزء الأكبر من المسؤولية في حادثة اعتقاله، بعد تحريض ضده بدأته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعتبر أكسوي أحد أبرز شخصيات المعارضة التركية التي تسلك مسارًا يدعو إلى طرد السوريين من البلاد بالإضافة إلى المطالبة بإعادة العلاقات مع نظام الأسد، وقد شاركت عددًا من مقاطع الفيديو لسوريين يقومون بمقاطع تمثيلية للواقعة عبر "تويتر" وكتبت: "يجب إيقاف جميع أنشطة Orient المسؤولة عن هذه الفضيحة، بأسرع وقت ممكن".

وكانت قضية "فيديوهات الموز" تفجرت على خلفية برنامج لصحافي تركي يجري لقاءات لقياس رأي الشارع حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في تركيا، أدى إلى تلاسن أمام الكاميرا بين مجموعة من الأتراك وفتاة سورية، حيث اشتكى مسن تركي من أنه يمر بظروف اقتصادية صعبة معتبرًا أن وجود ملايين اللاجئين أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتقلص فرص العمل للمواطنين الأتراك. وخاطب المواطن التركي الفتاة السورية قائلًا إن "اللاجئين السوريين يأكلون الموز بينما يتعذر عليه هو شراؤه بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة"، التي قال إنه وصل إليها بسبب "اللاجئين الذين يعيشون في تركيا"، وادعى بأنه "لا يستطيع شراء الموز إلا بالحبة الواحدة، وذلك لأن السوريين يشترونه بكميات بالكيلو من الأسواق".

وقد أثار هذا الفيديو جدلًا وتسبب بغضب شريحة واسعة من اللاجئين السوريين الذين اعتبروا أن حديث المسن التركي يدلل على ارتفاع منسوب العنصرية ضدهم في تركيا، ليقوموا بعد ذلك بنشر آلاف المقاطع الساخرة وهم يأكلون الموز، ما أثار ردة فعل عكسية، فقد نشرت أكثر من 40 ألف تغريدة لأتراك ردًا على المقاطع والصور الساخرة التي نشرها سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب مغردون بمعاقبة ناشري هذه الصور والمقاطع فيما ذهب آخرون لإطلاق تهديدات ضد اللاجئين، ما دفع السلطات التركية لاعتقال أشخاص بينهم سوريون قالت إنهم "ضالعون في المشاركات الاستفزازية".

 وأمام تصاعد حملات التحريض المتبادلة حذر نشطاء من أن هذا الأمر قد يقود لعواقب كارثية على الجانبين. ويعيش حاليًا في تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري، لكن المشاعر تجاههم تغيرت للأسوأ في الآونة الأخيرة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث يقول المناوئون للحكومة بأنها تقدم دعمًا اقتصاديًا أكبر للاجئين السوريين.