02-فبراير-2024
محور فيلادلفيا.. هدف إسرائيل الاستراتيجي في العدوان على غزة

(Getty) إسرائيل "تعهدت بعدم القيام، في الوقت الراهن، بأي عملية عسكرية في رفح".

يتصاعد الحديث عن محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، من الناحية الإسرائيلية، ونية تنفيذ عملية عسكرية فيه، في أعقاب زيارة رئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال أهارون حاليفا، للقاهرة يوم الإثنين الماضي.

وفي أعقاب الزيارة، أشارت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن خلاصة الزيارة كانت توافقًا على اعتبار محور فيلادلفيا "قضية حساسة" و"العمل فيه خطوة بالغة الأهمية"، مضيفةً أن "إسرائيل ليست معنية بالعمل في المنطقة من دون التنسيق الهام" مع الجانب المصري.

تقترح إسرائيل نشر تقنيات تكنولوجية على محور فيلادلفيا، بدلًا من نشر قواتها أو تنفيذ عملية عسكرية في اللحظة الراهنة

وأضافت الإذاعة أن إسرائيل تعهدت أمام مصر بأنها "لن تعمل عسكريًا في منطقة رفح، قبل أن تسمح للنازحين هناك بالخروج من هذه المنطقة، وذلك من أجل خفض مخاطر نزوح موجات لاجئين فلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، وهو التخوف المركزي لدى مصر".

وبحسب الإذاعة، فإن الخيارات لدى دولة الاحتلال ستكون إما إعادة النازحين إلى شمال غزة، وهو ما يحتاج إلى موافقة المستوى السياسي في إسرائيل، أو نقلهم إلى مدينة خانيونس بعد نهاية العدوان عليها.

وفي تحديث جديد، حول قضية أصبحت تتصدر الإعلام الإسرائيلي، كشف موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن إسرائيل "تواصل دراسة بدائل لنشر قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على محور فيلادلفيا"، نتيجة معارضة مصر.

وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن الاقتراح البديل، هو وضع "تقنيات تكنولوجية" على المحور تكشف عن عن أي وجود فلسطيني أو محاولات اقتراب منه.

وفي المقابل، سيعمل 750 شرطيًا مصريًا في الجانب المصري من محور فيلادلفيا. في الوقت نفسه، أجرت إسرائيل محادثات مع إحدى الدولة الخليجية، في محاولة لإقناعها بتمويل بناء سياج تحت الأرض يؤدي إلى فصل كامل بين غزة وسيناء، من أجل "إحباط الأنفاق".

وبناءً على ما سبق، أضاف "يديعوت أحرونوت"، بأن إسرائيل "تعهدت بعدم القيام، في الوقت الراهن، بأي عملية عسكرية في رفح".

وقدر مسؤولون إسرائيليون، أن إسرائيل ومصر "تقتربان من اتفاق" بشأن رفح ومحور فيلادلفيا، بعد الاتصالات الإسرائيلية مع المخابرات المصرية.

وتابع الموقع الإسرائيلي: "أوضحت إسرائيل لكبار المسؤولين الأميركيين أنه سيكون هناك وجود إسرائيلي معين، في منطقة محور فيلادلفيا. وفي الوقت نفسه، أرسل مسؤولون إسرائيليون كبار إلى المخابرات المصرية طلبًا عاجلًا لإجراء اختبارات في عمق الأرض، والتي ستكشف ما إذا كانت هناك أي أنفاق تحت الأرض في منطقة فيلادلفيا".

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن من غير الواضح حاليًا "إمكانية موافقة مصر على بناء الجدار تحت الأرضي"، وبحسب مسؤول مصري فإن الخطة من غير المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل.

وفي السياق نفسه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "القوات الإسرائيلية ستواصل حملتها العسكرية من غزة إلى رفح، على الرغم من الأعداد الهائلة من المدنيين الفلسطينيين هناك. ونشر غالانت تغريدة على تويتر، جاء فيها: "تم حل لواء خان يونس التابع لحركة حماس، وسنكمل المهمة ونواصل طريقنا إلى رفح. الضغط الكبير الذي تمارسه قواتنا على حماس يقربنا من عودة المختطفين أكثر من أي شيء آخر. سنستمر حتى النهاية، ليس هناك طريقة أخرى"، وفق تعبيره.

والليلة الماضية، نفت وسائل إعلام مصرية، الأنباء التي تتحدث عن توافق بين إسرائيل ومصر على كيفية التعامل مع محور فيلادلفيا، أو وجود أي ترتيبات أمنية بشأن.

جاء ذلك، بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من السلطات المصرية عن "مصدر أمني رفيع المستوى" لم تسمه.

ونقلت القناة، عن المصدر ذاته "نفيًا لما تم تداوله حول اقتراب التوصل مع إسرائيل لاتفاق حول رفح ومحور صلاح الدين/ فيلادلفيا، أو تركيب أي وسائل تكنولوجية بالمحور". كما نفى المصدر نفسه "وجود أي ترتيبات أمنية جديدة بشأن ذلك المحور".

وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل "لا تستطيع القضاء على حماس دون ممارسة السلطة على المنطقة الحدودية الجنوبية لغزة، بما في ذلك معبر رفح المصري"، الذي كان بمثابة نقطة عبور حيوية للأشخاص والمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

نفت وسائل إعلام مصرية، الأنباء التي تتحدث عن توافق بين إسرائيل ومصر على كيفية التعامل مع محور فيلادلفيا، أو وجود أي ترتيبات أمنية بشأن

وترى التقديرات الإسرائيلية بأن "السيطرة على محور فيلادلفيا، ستكون أمرًا حاسمًا من أجل إقامة وضع استراتيجي جديد في غزة"، بحسب ما قال عضو شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال سابقًا والأستاذ في جامعة رايخمان مايكل ميلشتاين لـ"الواشنطن بوست".

وأضاف ميلشتاين: "عليكم السيطرة على هذا الممر، بما في ذلك معبر رفح الحدودي، وإلا فهذا يعني أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار أو حتى تسوية أوسع في غزة، وستظل الحدود بأكملها مفتوحة، فإن حماس ستحصل بسرعة كبيرة على كل ما تحتاجه، من وجهة النظر العسكرية لإعادة ترميم نفسها".