24-فبراير-2023
getty

نفذ "سفاح اليرموك" مجزرة خلال تجمع لسكان المخيم من أجل تسلم المساعدات (Getty)

أصدرت المحكمة الإقليمية في العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس حكمًا بالسجن مدى الحياة على موفق دواه المعروف بـ"سفاح اليرموك" بعد إدانته أمام المحكمة، بارتكاب جريمة حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا عام 2014.

أصدرت المحكمة الإقليمية في العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس حكمًا بالسجن مدى الحياة على موفق دواه المعروف بـ"سفاح اليرموك"

وبهذا الحكم تكون المحكمة قد وافقت على طلب المدعي العام الألماني الذي طالب بالحكم مدى الحياة على المتهم، في القضية المعروفة إعلاميًا وقضائيًا بـ"مجزرة ساحة الريجة" التي ارتكبها موفق دواه، الملقب بـ"سفاح اليرموك". ويأتي هذا الحكم ضمن سلسلة محاكمات تشهدها ألمانيا ضدّ متهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا، لجنود وضباط خدموا جيش نظام بشار الأسد وساهموا في قمع الثورة السورية.

وتعود تفاصيل قضية "سفاح اليرموك"، موفق دواه إلى آذار/مارس عام 2014، عندما قام باستهداف تجمع للمدنيين الفلسطينيين بقذيفة صاروخية "أثناء تجمعهم لتسلّم مساعدات إنسانية داخل مخيم اليرموك، خلال فترة الحصار من قبل نظام الأسد"، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد منهم ( لا يقل عن 7 أشخاص)، وجرح آخرين، في مجزرة صنفت كجريمة حرب ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

وقد نجحت حينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في توثيق تفاصيل المجزرة المعروفة بمجزرة ساحة الريحة، حيث تؤكّد مصادر الشبكة أنها حدثت في 23 من آذار/مارس 2014، في مخيم اليرموك الذي تعرض منذ تموز/يوليو 2012 لحصار من قبل قوات النظام التي شددت من حصارها على المخيم بتاريخ تموز/يوليو 2013، بمنعها جميع المواد الغذائية والطبية من الدخول إلى المخيم، ما تسبب بمجاعة كبيرة وعشرات الوفيات بحسب مصادر حقوقية دولية متعددة.

وتوافقت الروايات والمصادر أنه في يوم وقوع مجزرة ساحة الريحة (23 آذار/مارس 2014)، عندما قامت "الجبهة الشعبية- القيادة العامة"، المتحالفة مع قوات النظام السوري بقصف طابور تجمع فيه الفلسطينيون المحاصرون لتسلّم مساعدات غذائية من وكالة الأونروا، بقذيفة هاون، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص بينهم سيدة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 20 شخصاً آخرين.

وبحسب التحقيقات التي قامت بها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تبين من خلال الصور والفيديوهات واللقاءات العديدة، أنه "لم يكن هناك أي هدف عسكري محدد أو وجود لعناصر مسلحين من المعارضة السورية في المنطقة".

وبعد ذلك أكّدت شهادات الشهود أنّ من قام بتوجيه ضربة القذيفة كان موفق دواه المعروف بسفاح اليرموك وهو فلسطيني سوري متهم بالانتماء لحركة "فلسطين حرة" التابعة لأجهزة أمن النظام السوري.

وفي هذا الصدد أكّد المدعي العام الألماني في مرافعته الختامية أمام المحكمة أن شهادات الشهود، أكّدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن المتهم "موفق دواه هو من قام بإطلاق القذيفة التي قتلت على الأقل سبع ضحايا وجرحت ثلاثين"، مطالبًا المحكمة بالحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو ما استجابت له المحكمة يوم أمس في قرارها.

يشار إلى أن "سفاح اليرموك" متهم أيضًا "بارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب خلال الفترة التي كان يوجد فيها على ما يعرف بحاجز البطيخة، على مدخل مخيم اليرموك، إلى جانب عناصر الجبهة الشعبية القيادة العامة وعناصر الأمن العسكري التابعين للنظام".

جريمة المتهم موفق دواه لا تقتصر على جريمة الحرب موضوع الملف، ولكنه أيضًا ارتكب جريمة ضد الإنسانية بمشاركته بالحصار القاتل لمخيم اليرموك

وأضاف المحامي باتريك كروكر، من المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، أنّ "جريمة المتهم موفق دواه لا تقتصر على جريمة الحرب موضوع الملف، ولكنه أيضًا ارتكب جريمة ضد الإنسانية بمشاركته بالحصار القاتل لمخيم اليرموك، مما دفع الناس للموت جوعًا أو بسبب نقص الأدوية، وأن وجود الضحايا متجمعين لتسلّم المساعدات وقت إطلاق القذيفة هو أساساً بسبب الحصار الخانق، الذي تعرضوا له بسياسة ممنهجة تعد جريمة ضد الإنسانية".