29-نوفمبر-2017

محاكاة حادث الروضة بمدرسة في الدقهلية (فيسبوك)

يقف الفتى الملثم فوق الأجساد شاهرًا مسدسه البلاستيكي، وقد أخفى وجهه بخرقة سوداء وارتدى ملابس سوداء، وتحت أقدامه زملاؤه شكلوا ما يشبه الهضبة من الموتى، وقد ارتدى بعضهم ملابس بيضاء ملطخة بلون أحمر شبيه بلون الدماء، هذه بعض تفاصيل مشهد تمثيلي، قام به تلاميذ وتكرر في أكثر من مدرسة مصرية في تسجيد لحادثة قرية الروضة في سيناء.

هذه الخطوة صدمت البعض وأيدها آخرون، فيما اعتبرتها إدارات تلك المدارس "خطوة لتنمية الوعي" عن طريق تجسيد ومحاكاة حادث مسجد الروضة الإرهابي، الجمعة الماضية، والذي راح ضحيته نحو 309 من المصلين وأكثر من 100 مصاب.

وُجهت انتقادات حادة على مواقع التواصل لمشاهد محاكاة الحادث الإرهابي الأخير في سيناء من قبل تلاميذ صغار خوفًا من انعكاسات نفسية سلبية عليهم

على مواقع التواصل، عبر الكثيرون عن استيائهم من هذه التمثيليات مؤكدين تأثر الأطفال سلبيًا بالمشاهد. في هذا السياق، تواصل "الترا صوت" مع الطبيب النفسي الدكتور جمال فرويز، لتبين موقفه، والذي قال: "من قاموا بالعمل الإرهابي كان سعيهم تخويف المواطنين وبث الرعب في نفوس الشعب وهو ما أكد عليه المشهد التمثيلي أيضًا، الذي لا ينتهي بفوز الحق بل بالموت وينتشر فيه اللون الأحمر".

وتابع: "المدارس التي قامت بإعادة تجسيد حادث الروضة لم تصب فيما فعلت لعدة أسباب، من أهمها التأثير السلبي على الأطفال وخاصة طلاب المدرسة الذين قاموا بالعمل ومن شاهدوه فقد رسخوا تصدير الخوف"، مشيرًا إلى أن في السينما "توجد مستويات وتحذيرات لمن أقل من 12 أو 18 عامًا، لتجنيب الأطفال مشاهد تؤثر عليهم نفسيًا، ومشاهد المحاكاة تعرض الأطفال لضغوط نفسية وكان من الممكن استبدالها بكلمة أو محاضرة قصيرة حول الحادث لا أكثر".

اقرأ/ي أيضًا: هجوم مسجد الروضة بسيناء.. أكبر المجازر الإرهابية في مصر تتحدى الغياب الأمني

على مواقع التواصل، هوجمت مشاهد المحاكاة واعتبرها البعض "غير منطقية" و"تدعم العنف في نفوس الأطفال الصغار". علق تامر أبو عرب، الكاتب الصحفي المصري،  "في شخص عبقري في المدرسة قرر يعمل حاجة "كرييتيف" يعلم التلامذة بيها حب الوطن فملقاش طريقة غير إنه يجسد اللي حصل في مسجد الروضة.. اللي حصل ده يتشال فيه وزير التعليم ويتعاقب بسببه كل اللي فكر ونفذ وسكت".

وتساءل الناشط السياسي محمد صلاح إن كانت هناك تعليمات من وزارة التربية والتعليم للقيام بالمشاهد التمثيلية وذلك لتعدد المدارس التي قامت بمحاكاة الحادث، كما انتقد البعض مسؤولي المدارس، إذ قال راشد حامد: "القضية لها دلالة هامة جدًا، وهي أن المعلمين في مصر لم يدرسوا علم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي ونظريات التعلم، وحتى من درسه منهم، نسيه تمامًا ولا يطبقه في عمله، وهذا القصور هو السبب الحقيقي لفشل التعليم في مصر، والذي يأتي قبل نقص الإمكانيات المادية بكثير". بينما علق رؤوف كامل: "من الواضح أن المديرة تحب الإرهاب فهي تثبته فى عقول الأطفال بتجسيد مشاهد الإرهاب وتشجيعهم على تقليد داعش وكمان بتقول إن المسلم لا يمكن أن يقتل المسلم يعني ينفع يقتل غير المسلم.."

 

 

يذكر أن بعض أولياء الأمور والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن استحسانهم لمشاهد المحاكاة بحماس يذكّر بتصرفات اللجان الإلكترونية مستنكرين الانتقادات الموجهة لمسؤولي المدارس.

اقرأ/ي أيضًا: بحجة الإصلاح.. مجانية التعليم المصري في خطر

عقب انتشار الصور حول محاكاة الحادث الإرهابي، قرر محافظ الدقهلية الدكتور أحمد الشعراوي إلغاء تكليف مدير مدرسة يحيي الأدغم وإحالة المسؤولين عن الأنشطة للشؤون القانونية، ولم تعلن باقي الإدارات التعليمية عن خطوات مماثلة ضد مديري المدارس الأخرى، وجاء السبب الرئيسي في موقف المحافظ "للعمل دون إخطار الإدارة التعليمية"، كما صرح رئيس قطاع التعليم في محافظة الدقهلية أن "إيقاف المسؤولين يعود لعدم الحصول على إذن أمني" وليس لخلل في محاكاة مشاهد إرهابية من قبل أطفال صغار وهو ما دفع الكثيرين للسخرية.

سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي

 

اقرأ/ي أيضًا:

المدارس في مصر.. سوق تجارية بلا تعليم

جشع وتخبط نظام السيسي وراء فشل المدارس اليابانية في مصر!