08-فبراير-2024
نيوتن غزة حسام العطار (رويترز)

نيوتن غزة حسام العطار (رويترز)

يربط المراهق حسام العطار مروحتين اقتناهما من سوق الخردة ببعض الأسلاك، من أجل إنشاء مصدر للكهرباء لإنارة الخيمة التي يعيش فيها مع عائلته، بعد أن تم تهجيرهم إلى رفح بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.

يطلق النازحون في المخيم عليه لقب "نيوتن غزة"، تقديرًا لبراعته، أما حسام البالغ من العمر 15 عامًا فيقول لوكالة "رويترز" للأنباء: "بدأوا يطلقون عليّ اسم نيوتن غزة بسبب التشابه بيني وبين نيوتن"، ويضيف: "كان نيوتن يجلس تحت شجرة تفاح عندما سقطت على رأسه تفاحة فاكتشف الجاذبية. ونحن هنا نعيش في الظلام والمآسي، والصواريخ تسقط علينا، لذلك اخترعت هذا الضوء".

نيوتن غزة: "كان نيوتن يجلس تحت شجرة تفاح عندما سقطت على رأسه تفاحة فاكتشف الجاذبية. ونحن هنا نعيش في الظلام والمآسي، والصواريخ تسقط علينا"

يتجمع حاليًا أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في رفح جنوب القطاع، بجوار السياج الحدودي مع مصر.

نصبت عائلة حسام خيمتها بجانب منزل من طابق واحد، ما مكّن المراهق حسام من الصعود إلى سطح المنزل وتركيب مروحتين فوق بعضهما البعض، كي تعملا كتوربينيْ رياح صغيرين قادرين على شحن البطاريات.

أوصل حسام المروحتين بأسلاك مرّرها عبر المنزل، واستخدم أزرارًا ومصابيح وقطعة رقيقة من الخشب تمتد إلى داخل الخيمة لتركيب نظام إضاءة لعائلته.

نيوتن غزة

فشل حسام في أول محاولتين لتركيب نظام الإضاءة، واستغرق الأمر بعض الوقت للتمكّن من تشغيله في ثالث محاولة.

يقول المراهق الفلسطيني: "بدأت تطوير النظام شيئًا فشيئًا، حتى تمكّنت من مدّ الأسلاك عبر الغرفة إلى الخيمة التي نعيش فيها، حتى يكون في الخيمة ضوء"، وأضاف: "كنت سعيدًا جدًا أنني خفّفت معاناة عائلتي وأمي وأبي المريض وأطفال أخي الصغار. خفّفت كتيرًا من المعاناة والأزمة التي نعيش فيها في هذه الحرب".

تقول "رويترز"، إنه وسط حالة اليأس لا يزال حسام متمسكًا بأحلامه وطموحاته.

"أنا سعيد جدًا أن يلقبني أهل المخيم بنيوتن غزة، لأنني آمل أن أحقق حلمي بأن أكون عالمًا مثل نيوتن، وأن أبتكر اختراعًا لن يفيد سكان قطاع غزة فقط، بل دول العالم كله"، هذا كان حلم حسام.