28-يناير-2024
أمطار غزة-سيول

(الترا فلسطين) الأمطار تغرق خيم النازحين في دير البلح

يعيش النازحون في قطاع غزة ضمن ظروف لا تُحتمل في ظل اشتداد البرد وغزارة تساقط الأمطار التي أغرقت خيامهم، إلى جانب عدم توفر الأمان والنقص الحاد في وسائل الحياة اليومية.

وانعكست المعاناة بشكل خاص على النازحين في دير البلح، وسط القطاع، الذين يواجهون وضعًا مأساويًا في خيامهم، إذ يعانون هم وأطفالهم من نقص في الغذاء والملابس، بالإضافة إلى نقص الأغطية التي تحميهم من برودة الطقس، وتسرّب مياه الأمطار إلى داخل خيامهم.

ومع استمرار المنخفض الجوي الذي يؤثر على الأراضي الفلسطينية، يتوالى ظهور الصور والفيديوهات التي توضح كيف غمرت الأمطار الخيام في مراكز الإيواء في شمال وجنوب قطاع غزة، ومن أبرزها انتشار فيديو لطفل يبيع في الشارع واصل عمله على الرغم من سيول الماء والبرد الشديد.

وفي لقاءات أجرتها شبكة "سي إن إن"، قال الأهالي إنهم لا يستطيعون النوم لأنهم يحاولون تهدئة أطفالهم، إذ وصفوا كيف أيقظتهم المياه منتصف الليل، وكيف أنه لم تعد لديهم ملابس لأطفالهم.

ونقل مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد البطة، خلال جولة له بين الخيام، صورة الوضع الإنساني الذي تعيشه عائلة نازحة، حيث أكّدت الأم أن الساعات الماضية كانت صعبة للغاية على أسرتها: "كادت الخيمة أن تقع علينا، حيث اضطر أطفالي للإمساك بأعمدتها الخشبية كي لا تتداعى".

قال الأهالي إنهم لا يستطيعون النوم لأنهم يحاولون تهدئة أطفالهم، إذ وصفوا كيف أيقظتهم المياه منتصف الليل، وكيف أنه لم تعد لديهم ملابس لأطفالهم

وقال متحدث الدفاع المدني الفلسطيني، محمد بصل: "الأمطار الغزيرة تنذر بحدوث فيضانات كبيرة في العديد من المناطق المنخفضة المليئة بخيام النازحين في غزة".

وأشار إلى: "تلقي أكثر من ألف إشارة وإنذار بغرق خيام ومنازل في مختلف محافظات غزة"، مضيفًا أن: "ما يعرقل عمل أطقم الدفاع المدني عدم توافر كميات الوقود اللازمة لتشغيل مضخات مياه الأمطار، ولتحريك سيارات الإنقاذ إلى المناطق الغارقة".

من جهته، حذر منسق اتحاد بلديات قطاع غزة، حسني مهنا، من تسرّب مياه الصرف الصحي إلى منازل المواطنين ومراكز الإيواء بفعل العوامل الجوية والأمطار الغزيرة.

ويوم الجمعة الماضي، حذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أن الطقس البارد والممطر في غزة يهدد بجعل القطاع الذي مزقته الحرب "غير صالح للعيش على الإطلاق".

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي: "إننا قلقون جدًا أيضًا إزاء تأثير الطقس الممطر والبارد في غزة".

وأضاف: "إنه أمر متوقع تمامًا في هذا الوقت من السنة، ويهدد بجعل الوضع غير الصحي أصلًا غير صالح لحياة الناس على الإطلاق. ومعظمهم ليس لديه ما يكفي من الملابس أو الأغطية".

تأتي هذه التحديات في ظل استمرار غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف المدنيين في منازلهم، أو في مراكز الإيواء، ما يجعل حياة مدني القطاع تواجه تهديدات متعددة الأشكال، وعلى أكثر من جبهة.