15-يناير-2018

بدأ فيسبوك في اتخاذ احتياطات خاصة في علاقة بالصور غير اللائقة والمسيئة (كريس جاكسون/Getty)

وافق فيسبوك على دفع مبلغ لم يحدد بعد، لمراهقة تمت مشاركة صور مخلة لها على الشبكة الاجتماعية، وهو ما يعرف بظاهرة الإباحية الكيدية أو الإباحية الانتقامية Revenge Porn، وتعتبر هذه القضية الأولى من نوعها في العالم.

سيضطر فيسبوك لدفع مبلغ لم يحدد بعد، لمراهقة تمت مشاركة صور مخلة لها على الشبكة الاجتماعية في إطار ما يعرف بالإباحية الكيدية

ماهي الإباحية الكيدية أولًا؟

الإباحية الكيدية هي العرض الصريح لمحتوى جنسي لشخص أو مجموعة أشخاص ونشره دون موافقتهم عبر الوسائط المختلفة. ويمكن أن يقوم شريك ذو علاقة حميمة بإعداد هذا المحتوى الجنسي الذي يتضمن الصور أو مقاطع الفيديو بمعرفة وموافقة المعنيين أو دون علمهم. ويمكن أن يقوم شخص باستخدام هذه المحتويات لابتزاز الضحية للقيام بمزيد من الأعمال المخلة لإكراههم على إكمال العلاقة أو معاقبتهم على قطعها.

اقرأ/ي أيضًا: التلصّص في "فيسبوك".. الفضول المدنّس

ما القصة مع فيسبوك؟

دفع فيسبوك مقابل الأضرار التي تسبب بها لمراهقة في شمال أيرلندا بعد أخذ صورة لها وهي عارية وهي في عمر 14 عامًا ومشاركتها على الشبكة الاجتماعية عدة مرات، حسب ما أوردت صحيفة التلغراف في خبر لها.

وقد تم الاستحواذ على الصورة على ما يبدو عن طريق الابتزاز ومشاركتها مرات عدة من تاريخ تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 إلى كانون الثاني/يناير من عام 2016. وبعد رفع المراهقة لقضية ضد الشبكة بتهمة الإهمال وخرق قانون حماية البيانات البريطاني وإساءة استخدام المعلومات الخاصة، حاولت فيسبوك أن تسقط القضية بادعائها أن الشبكة كانت تزيل الصورة كلما وردها بلاغ عنها.

ولكنها منذ ذلك الوقت، وافقت على دفع مبلغ غير محدد مقابل الأضرار إضافة إلى الأعباء القانونية التي تكلفتها المراهقة والتي لا يمكن الكشف عن اسمها لأسباب قانونية.

اقرأ/ي أيضًا: "قاعدة الرجالة".. حكاية هروب الرجال المصريين للمجموعات السرية في فيسبوك

ويعتقد أن هذه الحالة هي الأولى من نوعها حول العالم، ويتوقع أن تكون فاتحة إلى مزيد من القضايا المماثلة ضد عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية فيما يتعلق بطريقة مراقبتها لما يجري على منصاتها. وبما أن مقر شركة فيسبوك موجود في مدينة دبلن، تخضع الشركة للقوانين الأيرلندية والأوروبية المتعلقة بالخصوصية، وهذا يعني إمكانية مقاضاتهم في أي مكان في أوروبا حول قضية ما أصبح يعرف بالإباحية الكيدية.

يؤكد محامو فيسبوك أن للموقع لوغاريتمات تختص بإزالة الصور المسيئة للأشخاص والتي يتم نشرها على موقع فيسبوك بغرض الإيذاء  

وقد قال أحد المحامين المهتمين بالقضية إن فيسبوك لديه لوغاريتمات تختص بإزالة الصور المعيبة، وقد أزالت الشبكة صورة لفتاة فيتنامية في التاسعة من العمر وهي تهرب من هجوم أمريكي بقنابل النيبال  في عام 1972، وهو ما أدى إلى موجة واسعة من الغضب حول العالم، وهو ما أجبر فيسبوك على إعادة تثبيت الصورة على موقعها.

وأضاف المحامي أن أحد اللوغاريتمات كانت المسؤولة عن وضع علامة تحديد لتلك الصورة لمراقبتها، ومن الواضح أن التقنية ذاتها يمكن استخدامها بسهولة لفلترة الصور المسيئة للأشخاص والتي يتم نشرها على موقع فيسبوك بغرض الإيذاء. ولكن الشبكة لا تستطيع خوض الجدل بأنها لا تستطيع فلترة وإزالة مثل تلك الصور.

وقد أدت هذه القضية إلى تغيير كيفية تعامل شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك مع حالات الرسائل والصور غير اللائقة والمسيئة التي يتم نشرها على موقعهم.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2017، اختبرت الشبكة الاجتماعية طريقة جديدة لمحاربة ظاهرة الإباحية الكيدية بسؤال المستخدمين عند تحميل صورهم الشخصية حتى تستطيع برمجيات الشركة التعرف عليهم لتضع علامة فارقة إذا ما تمت مشاركة صورهم على منصتها.