13-مايو-2017

ما وراء هروب الرجال المصريين للمجموعات السرية على فيسبوك؟ (آن هارمس/The Christian Science)

منافسات في الطبخ، وطلب للخدمات، وقصص شخصية بعضها جنسي وأخرى بلا هدف، تفكير بسيط يقترب من السطحية، أو عرض عميق فلسفي، أسئلة يستحي البعض من عرضها في وجود سيدات على صفحته الشخصية فيهرب بما يشغله إلى أقرانه من نفس جنسه، بل هناك من يطلب الدعم المادي أو ملابس مثلًا فيجد "الرجالة" واقفين جنبه. مزيج مختلط، مختلف، مرتبط بأمور كثيرة يحاول فيها الرجال المصريون، الهروب من التواجد الأنثوي إلى مساحة ذكورية يمكن الحديث فيها بلا حساب.

يشبه البعض المجموعات الخاصة بالرجال في فيسبوك بنوادي القتال وهي مجموعات ذات قواعد محددة تمنع بعض الأحاديث والتعابير والإعلانات

هكذا يمكن أن تلخص سبب هروب الرجال المصريين للمجموعات السرية الخاصة على موقع فيسبوك، وخلال الأشهر الماضية ارتفعت شهرة تلك المجموعات وجذبت الآلاف من الرجال المصريين للتواجد والتحدث والنقاش، "الترا صوت" يعرض أبرز هذه المجموعات ورأي بعض أعضائها، والسبب في اشتراكهم مع التأكيد على عدم نقل منشورات الأعضاء الخاصة التي تعد جزءًا من الحرية الشخصية. 

اقرأ/ي أيضًا: التلصّص في "فيسبوك".. الفضول المدنّس

"مجموعات الرجالة" السرية وشروطها

المجموعات الخاصة للرجال المصريين تتشابه مع أي مجموعة خاصة أخرى بداية من تحكم مدير الصفحة في دخول الأعضاء والسماح بالمنشورات، مع التدقيق من خلال أدمن المجموعة في البحث داخل صفحة المشترك والتأكد أنها صفحة لذكر ليست لفتاة تحاول التلصص بالإضافة إلى الالتزام بعدم عرض ما يحدث داخل الصفحة على الملأ، ويصف البعض تلك الصفحات بنوادي القتال "fight club” والتي تتخذ من قاعدة when you talk about fight club, then there is no fight club  وتعني أنه في حالة الحديث عن شيء سري فإن هذا يعني ضمنًا أنه ليس موجودًا.

وتتخذ معظم المجموعات العامة غير التابعة لتيار سياسي أو ديني شروطًا للمنشور تمنع الحديث في السياسة والدين والجنس الصريح والأمور المختلف حولها وتحذف كل شخص يسب ويختلق المشاكل وكذلك الإعلانات الدعائية، وبعضها يمنع الألفاظ المتجاوزة والجنسية في حين لا تمنع أخرى وتسمح بوجود ألفاظ جنسية في منشورات الأعضاء.

يهرب الرجال المصريون للمجموعات السرية الخاصة على موقع فيسبوك (ماركو لونغاري/أ.ف.ب)

جت في السوسته

هي أكثر المجموعات السرية الخاصة شهرة على الساحة خلال الفترة الماضية وتسببت المجموعة في عدد من المشاكل والصراعات والمعارك الكلامية بين بعض الفتيات، كمدافعات عن حقوق المرأة، وبعض الشباب، وصلت للتهديد بالمقاضاة وشهدت المجموعة، التي كانت تضم خلال الثلاثة أيام الأولى لها 19 ألف مشترك، حالة من الدعاية عقب تلك المعارك الكلامية، والتي دفعت الرجال للكتابة في وسم/ هاشتاغ بنفس اسم المجموعة وهو ما أدى إلى أن تحظى بشهرة واسعة باعتبارها مساحة حرية وتعبير عن الرأي خاصة بالرجال فقط، ليرتفع عدد الأعضاء في المجموعة إلى 58 ألف عضو في مدة بسيطة بمعدل يتجاوز الستة آلاف عضو يوميًا.

السيدات المعترضات على وجود مثل تلك المجموعات اعتبرن، وفقًا لحديثهن، أن الرجال يسيطرون على كل شيء ويجلسون لساعات طويلة على المقاهي، والاعتراض الثاني هو الحديث عن النساء بطريقة غير مقبولة.

ويطلق أعضاء مجموعة "جت في السوسته" على أنفسهم "السوستجية"، واسم الجروب له إسقاط جنسي، على ما يبدو ولكن لم يعلن أحد عن ذلك بشكل واضح، وانضم للمجموعة، وفقًا لمؤسسها، شخصيات عامة وإعلامية ولكن بعضها غادر المجموعة والبعض الآخر غير متفاعل ولكن من أبرز المتفاعلين على المجموعة المحامي والحقوقي المصري جمال عيد، ودافع عنه في أحد منشوراته العامة قائلًا: "جت في السوستة، جروب مقتصر على الرجال والشباب فقط، ناس بتضحك وتتكلم في أمور خاصة بالرجال، لكنه لم يؤذ ولم يضر أحدًا، أنا شاركت فيه، ومبسوط به وبأغلب الشباب اللي فيه، خليك في حالك وسيب الجروب في حاله".

يقبل المصريون على جروبات فيسبوك السرية لتبادل الخبرات الخدمية وفي محاولة لعدم الوقوع في فخ التجارب الفاشلة

جمال عيد

مؤسس مجموعة "جت في السوسته"، محمد جيري، أوضح منذ بداية تأسيس المجموعة أنها خاصة للأسئلة التي يكون لدى الرجال حرص على أن لا تطرح بشكل عام ومن ذلك اعتبار المجموعة مساحة للرجال، بتعبيرات "ايموشن" ضاحكة، بعيدًا عن "عالم النساء المتوحش".

اقرأ/ي أيضًا: "فيسبوك" سبب في فصل طلاب مصر.. فاشية الأكاديميا

الأزمات الاقتصادية تهيمن على الجروبات

جروب "7ad ye3raf "Men Only"، هو واحد من أبرز المجموعات التي تجد انتشارًا واسعًا بين الرجال المصريين ويصل عدد أعضائها نحو 131 ألف عضو، وترتبط الأسئلة الخاصة بالمجموعة بالخدمات العامة، وبعض الخبرات ويعتبر أكثر محافظة من مجموعة "جت في السوسته" حيث يمنع منعًا باتًا الحديث في الجنس أو استخدام أي مصطلحات جنسية أو السؤال عن المخدرات وهكذا.

ويكون الرد من الأعضاء أصحاب التجارب والخبرات السابقة، وكان أشهر المنشورات التي أظهرت مدى التضامن بين أعضاء المجموعة ما حدث في المجموعة مع بداية شهر آيار/ مايو الجاري ونشر عضو، حافظ أعضاء المجموعة على سرية اسمه، رجاء من الأعضاء باستعارة حذاء لحضور زفافه بعد أيام نظرًا لعدم قدرته على شراء حذاء جديد.

لم يمر يوم على نشر الطلب إلا وعرض مئات الشباب المساعدة على العريس الجديد وعرضت معارض أحذية إرسال حذاء له مجانًا، كما عرض بعض المصورين تصوير الزفاف مجانًا وعرض البعض بدلة وآخرون اقترحوا إيصاله بسيارتهم في مشهد خرج لأول مرة من داخل المجموعة إلى العام.

تفاعل كبير مع هذا البوست في إحدى المجموعات السرية

وإلى جانب مجموعة "حد يعرف"، هناك مجموعة أخرى لها انتشار واسع بين مجموعات الشباب محبي الطهي وتسمي "هناكل إيه النهاردة - للرجال فقط" ويتنافس الرجال في تلك المجموعة من خلال بنشر أبسط وأرخص الطرق للطهي ويهتم بها المغتربون بشكل رئيسي وآخرون ينشرون الأكلات مع الوصف الدقيق لطريقة الطهي.

هاشم يحيى، مدير تسويق عقاري، وعضو في إحدى المجموعات السرية يقول لـ"الترا صوت": "سبب انتشار هذه المجموعات السرية هي الرغبة في نقل الخبرات الخدمية مع ارتفاع الأسعار وعدم الرغبة في الوقوع في فخ التجارب الفاشلة وأيضًا أصبح اللقاء في مقهى مكلفًا بالنسبة بعض الشباب وخاصة المتزوج حديثًا، فتحول بعض الشباب من الجلوس في المقهى إلى المجموعات السرية على فيسبوك، نتحدث فيها بكل أريحية دون وجود عائق أو الشعور بالحرج". ويوضح هاشم: "منذ فترة بعيدة صارت المجموعات الخدمية المختلطة تسبب أزمات ولكن الأمر اختلف تمامًا في المجموعات السرية للرجال فقط".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"فيسبوك".. ملجأ المغاربة؟

ممتنعون عن النشر في فيسبوك