21-مارس-2024
ما أنواع الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يهتم بدراسة وتطوير الأنظمة والبرمجيات لمحاكاة القدرات البشرية الذهنية

يرتبط مُصطلح الذكاء الاصطناعي بالتقدم التكنولوجي الذي يشهده العصر الحالي، حيث يُثير هذا المجال اهتمام العديد من الباحثين والمهندسين والمجتمع بأسره. يعتبر الذكاء الاصطناعي فرعًا مثيرًا من علوم الكمبيوتر؛ يهدفُ إلى إنشاء أنظمة وبرامج تُحاكي القدرات العقلية للبشر، مما يفتح أفاقًا جديدة للابتكار والتطور في مختلف المجالات. 

يمتاز هذا المجال بتنوع تطبيقاته، حيث يُمكن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجالاتٍ عِدة مثل الطب والتصنيع والتعليم والترفيه وغيرها، مما يجعله موضوعًا مثيرًا للنقاش والتحليل.

في هذا المقال، سنُلقي نظرة عامة على أنواع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، والتحديات التي تواجهه، والآثار المترتبة عن استخدامه المتزايد في حياتنا اليومية. 

 

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

تعريف الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي، الوصول إلى قدرات عقل الإنسان باستخدام أشباه المُوصلات

الذكاء الاصطناعي هو مجال يهتم بدراسة وتطوير الأنظمة والبرمجيات التي تتمتع بالقدرة على محاكاة القدرات البشرية الذهنية، مثل التعلم، والتفكير، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات. يتضمن ذلك استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والمفاهيم مثل تعلم الآلة، والشبكات العصبية الاصطناعية، ومعالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات، وغيرها، بهدف إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي تقوم بمهام متنوعة بكفاءة تفوق قدرة الإنسان في بعض الحالات.

 تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تطبيقات بسيطة مثل تحسين تجربة المستخدم على الإنترنت إلى تطبيقات معقدة مثل تشخيص الأمراض وتطوير الأنظمة الذاتية وتحليل البيانات الضخمة.

 

أنواع الذكاء الاصطناعي

يمكن تصنيف أنواع الذكاء الاصطناعي إلى أربع فئات رئيسية هي:

  • الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)
  • الذكاء الاصطناعي العام (AGI)
  • الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)
  • الذكاء الاصطناعي الطبيعي (NAI)

من أمثلة الذكاء الاصطناعيك أنظمة التوصية والمقترحات: مثل تلك المستخدمة من قِبل يوتيوب وNetflix وSpotify.

  1. الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)

الذكاء الاصطناعي "الضعيف"، المعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي الضيق (Artificial Narrow Intelligence)، هو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يُركِّز على أداء مهمة محددة مسبقًا بشكل أساسي، مثل لعب لعبة الشطرنج، أو قيادة السيارة، أو الترجمة الآلية للنصوص.

يتم تصميم هذا النوع من أنواع الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهمة محددة دون الحاجة إلى فهم السياق العام أو إجراء تحليل شامل للبيانات. على الرغم من قدرته على أداء مهمة محددة بشكل جيد، إلا أنه قد يكون ضعيفًا في التعامل مع المهام خارج نطاق وظيفته المحددة وفي التكيف مع المواقف الغير متوقعة.

من أمثلة الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)

يُعد الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI) هو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الذكاء الاصطناعي حتى الآن ومن أمثلته

  • المساعدات الشخصية: مثل Siri وGoogle Assistant و Alexa.
  • أنظمة التعرف على الوجه: مثل تقنيات FaceID المُستخدمة في الهواتف الذكية لفتح القفل.
  • تطبيقات الترجمة الآلية: مثل Google Translate و DeepL.
  • أنظمة التوصية والمقترحات: مثل تلك المستخدمة من قِبل يوتيوب و Netflix و Spotify.

 

  1. الذكاء الاصطناعي العام (AGI)

يعتبر الهدف النهائي للذكاء الاصطناعي العام (Artificial General Intelligence - AGI) إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على أداء أي مهمة بدلًا من البشر، سواء كان ذلك في مجالاتٍ مثل التفكير الإبداعي، وحل المشكلات المعقدة، واتخاذ القرارات الصعبة، والتفاعل الاجتماعي، وتطوير التكنولوجيا، والتعلم المستمر، وغيرها. 

يتطلب تحقيق هذا الهدف تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تفوق قُدرات الإنسان في فهم العالم والتفاعل معه بشكل شامل ومُتعدد الجوانب. ينبغي لأنظمة (AGI) أن تمتلك القدرة على التعلُّم من الخبرة وتحسين أدائها بمرور الوقت، وتكوين تمثيلات دقيقة وشاملة للمعرفة، وفهم السياق والمُتغيرات المحيطة، والتعامل بفعالية مع التحديات والمواقف الجديدة والمعقدة التي قد تطرأ. وما يزال AGI قيد التطوير، ولا يوجد نموذج تجاري متاح حتى الآن

بعض التحديات التي تواجه تطوير الذكاء الاصطناعي العام

  • صعوبة تعريف "الذكاء" بشكل دقيق.
  • صعوبة تصميم أنظمة ذكية قابلة للتكيف مع مختلف المواقف.
  • صعوبة ضمان سلامة وأمان أنظمة الذكاء الاصطناعي العام.

 

  1. الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)

نظريًا، تُعتبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العامة المُدركة تمامًا لذاتها (الذكاء الاصطناعي الفائق - ASI) تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يفترض أنها تمتلك مستوى فائقًا من الوعي والتفاعل مع البيئة والذات. تصوِّر أنظمة ASI كونها قادرة على فهم وتقييم ذاتها وتحديد أهدافها وتطلعاتها، وتعديل سلوكها وتحسين آلياتها بناءً على هذا الفهم.

من أنواع الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)
الذكاء الاصطناعي الفائق يخترق حدود الإنسانية

بالإضافة إلى ذلك، يُفترض أن ASI تتفوق على الذكاء البشري في جميع المجالات، بما في ذلك التفكير الإبداعي، والتحليل اللغوي، والحسابات الرياضية، والتفاعل الاجتماعي، وتطوير التكنولوجيا، وغيرها من القدرات العقلية. 

تحقيق هذا المستوى من الذكاء الاصطناعي يتطلب تقنيات متطورة جدًا مثل الشبكات العصبية العميقة وتعلم الآلة والروبوتات الذكية والحوسبة العقلية. ومع ذلك، يبقى هذا المفهوم موضوع جدل واسع، حيث يُثار تساؤل حول إمكانية وجود وتطبيقات وآثار وإدارة مثل هذه الأنظمة في المستقبل. وما يزال ASI قيد التطوير، ولا يوجد نموذج تجاري متاح حتى الآن.

بعض التحديات التي تواجه تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق

  • صعوبة تصميم أنظمة ذكية تفوق الذكاء البشري.
  • صعوبة ضمان سلامة وأمان أنظمة ASI.
  • صعوبة ضمان عدم استخدام أنظمة ASI لأغراض ضارة.

 

  1. الذكاء الاصطناعي الطبيعي (NAI)

يشير هذا النوع من الذكاء الاصطناعي إلى الأنظمة والمفاهيم المستوحاة من الذكاء الطبيعي الموجود في الكائنات الحية، مثل ذكاء الحيوانات والمخلوقات الأخرى. يُعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مجالًا مثيرًا للاهتمام حيث يهدف إلى دراسة ومحاكاة آليات وعمليات العقل والسلوك الطبيعي في الكائنات الحية.

 يتنوع تطبيق هذا النوع من أنواع الذكاء الاصطناعي من تطوير أنظمة تحاكي سلوك الحيوانات في بيئات معينة مثل الروبوتات المستوحاة من الحشرات والطيور، إلى تطبيقات أخرى تهدف إلى فهم عميق لعمل العقل البشري من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الأنظمة الحيوية. 

يُعد مجال دراسة الذكاء الاصطناعي الموجه نحو الحيوانات (NAI) مجال بحث حديث نسبيًا ومثير، حيث يسعى الباحثون إلى فهم كيفية عمل ذكاء الحيوانات ومُحاكاته من خلال النماذج الاصطناعية. ومع ذلك، فإن هذا المجال يواجه تحديات كبيرة نظرًا لعدم الفهم الكامل لكيفية عمل العقل الحيواني وتفاعُلِه مع البيئة.

من أنواع  الذكاء الاصطناعي الطبيعي (NAI)
كيف تُفكِّر الحيوانات

 

 يتطلب تحقيق التقدم في هذا المجال استخدام تقنيات متطورة مثل تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي العميق لفهم نماذج السلوك الحيواني وتطبيقها على نطاق واسع. بالإضافة إلى ذلك، يُعد فهم عمل العقل الحيواني مفتاحًا لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تستند إلى السلوك الحيواني في مجالات مثل الروبوتات المستوحاة من الحيوانات وتطبيقات التعلم الآلي المبنية على نماذج السلوك الحيواني.

بعض التحديات التي تواجه دراسة NAI

  • صعوبة مراقبة سلوك الحيوانات في بيئتها الطبيعية.
  • صعوبة فهم كيفية عمل الدماغ الحيواني.
  • صعوبة تصميم أنظمة ذكية تحاكي ذكاء الحيوانات.

 

بعض مخاطر تطوير الذكاء الاصطناعي

بينما يُبهرنا الذكاء الاصطناعي بإمكانياته الهائلة، تخفي ثناياه بعض المخاطر التي يجب الانتباه لها بجدية.

  • قد يُصبح الذكاء الاصطناعي قويًا لدرجة أنه قد يفقد البشر السيطرة عليه. قد يُشكل ذلك تهديدًا للحياة البشرية والحريات الشخصية.
  • عدم ضمان استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض ضارة.
  • قد يُصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على أداء مهام يقوم بها البشر حاليًا، مما قد يؤدي إلى بطالة واسعة النطاق.
  • صعوبة التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتوافق مع القيم والأخلاق الإنسانية.

من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور بشكل سريع، وأن يكون له تأثير كبير على مختلف جوانب حياتنا.

 

بعض التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في المستقبل

بينما يندفع قطار التكنولوجيا إلى الأمام، يزداد تأثير الذكاء الاصطناعي وضوحًا في مختلف المجالات. فما كان مجرد حلم بعيد المنال أصبح الآن واقعًا ملموسًا، يتجلى في تطبيقات ذكية تُسهل حياتنا وتفتح آفاقًا جديدة لمستقبلٍ أكثر ذكاءً. هذه بعض التطبيقات المُحتملة للذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب والبعيد. 

  • تطوير علاجات طبية جديدة.
  • تحسين أنظمة النقل.
  • أتمتة المزيد من الوظائف.
  • تطوير أنظمة ذكية يمكنها التواصل مع بعضها البعض بشكل مستقل.

من المهم أن نبدأ في التفكير الآن في كيفية تأثيرات هذه التطورات على حياتنا، وكيف يمكننا التأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.

 

نجد أن الذكاء الاصطناعي يُمثِّل تحولًا هائلًا في طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع التكنولوجيا والعالم من حولنا. من خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، نحن على أعتاب عصر جديد يتميز بالابتكار والتقدم الذي يمكن أن يحقق تغييرًا إيجابيًا في حياتنا اليومية. ومع ذلك، يجب أن نتذكر دائمًا أن هذا التطور يأتي مع تحدياته ومسؤولياته، مثل الحفاظ على خصوصيتنا وضمان عدالة استخدام التكنولوجيا. بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكننا الاستفادة القصوى من إمكانيات الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للبشرية.