17-أبريل-2024
ما أصغر دولة في العالم؟

(freepik) تعتبر مدينة الفاتيكان أصغر دولة في العالم

في عالم يهيمن عليه العمالقة، تظل الدول الصغيرة شاهدًا على أن القوة والتأثير لا يقاسان دائمًا بالحجم. يعرض هذا المقال نظرة عميقة على الدول الأصغر في العالم، مستكشفًا كيف تتكيف هذه الدول مع التحديات الجغرافية والسياسية والاقتصادية في سياقها الفريد. فمن خلال التعرف على خصائصها، وكيفية إدارتها لمواردها، وتأثيرها الثقافي والاجتماعي، نكتشف كيف يمكن للصغر أن يكون مصدر قوة ومرونة، مما يمكن هذه الدول من لعب أدوار مؤثرة على الساحة العالمية.

 

أصغر دولة في العالم

تعتبر مدينة الفاتيكان أصغر دولة في العالم وفق تصنيف موقع statista الإحصائي العالمي؛ وإليك أصغر 10 دول في العالم بالترتيب كما يلي: 

  1. الفاتيكان

تقع الفاتيكان داخل روما بإيطاليا، وهي أصغر دولة مستقلة بمساحة 0.49 كيلومتر مربع. وتُعتبر المركز العالمي للكنيسة الكاثوليكية ومقر البابا. وتشتهر برمزيتها الدينية والفنون الكنسية، وتضم معالم مثل كنيسة القديس بطرس والمتاحف الفاتيكانية وسقف كنيسة سيستينا. ويعتمد اقتصاد الفاتيكان على السياحة، والهدايا الدينية، وبيع الطوابع والنشرات. ولديها نظام بريدي خاص، ومحطة إذاعية وجيش الحرس السويسري. ويشكل القانون الكنسي أساس نظامها القضائي والتشريعي.

  1. موناكو

تقع إمارة موناكو على الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، وهي محاطة بفرنسا والبحر، وتبلغ مساحتها 2.02 كيلومتر مربع. وتعد مركزًا للرفاهية بنظام ضريبي يجذب الأثرياء، ولا تفرض ضرائب على الدخل الشخصي. وتشتهر بكازينو مونتي كارلو وسباق الفورمولا واحد. ويعتمد اقتصادها على السياحة، والخدمات المالية، والعقارات. وتنظم فعاليات ثقافية كمهرجان الباليه وأوبرا مونتي كارلو. وتمتلك مؤسسات تعليمية وصحية متطورة. ويحكمها الأمير ألبير الثاني بنظام ملكي دستوري.

  1. ناورو

ناورو هي دولة جزيرة صغيرة في المحيط الهادي، وتغطي مساحة 21 كيلومترًا مربعًا فقط. وحققت ناورو استقلالها في عام 1968، وكانت غنية بموارد الفوسفات التي استُنزفت بشكل كبير مع مرور الزمن، مما أدى إلى تدهور بيئي وتحديات اقتصادية. وبعد نفاد الفوسفات، حاولت ناورو تنويع اقتصادها دون نجاح كبير، وأصبحت تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الأسترالية، خاصة من خلال اتفاقيات تسمح بإقامة مراكز احتجاز لطالبي اللجوء. وتواجه البلاد أيضًا تحديات صحية وتعليمية، وتسعى لتحسين هذه القطاعات بدعم دولي.

  1. توفالو

توفالو هي دولة جزيرية في المحيط الهادئ، تتكون من 3 جزر مرجانية كبيرة، بالإضافة إلى 6 جزر صغيرة، بمجموع مساحة 26 كيلومترًا مربعًا. وتعاني توفالو من تحديات كبيرة بسبب تغير المناخ، خاصة ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد بغمر أراضيها. ويعتمد الاقتصاد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، والصيد، وإيرادات من بيع حقوق استخدام نطاق الإنترنت (.tv). تتمتع توفالو بثقافة غنية ومجتمع مترابط، وتسعى لتحسين الصحة والتعليم بدعم دولي، على الرغم من محدودية الموارد.

  1. سان مارينو

سان مارينو هي واحدة من أصغر دول العالم وأقدم جمهورياتها، حيث تأسست عام 301 وتقع داخل إيطاليا. وتبلغ مساحتها 61 كيلومترًا مربعًا، وتتمتع بتضاريس جبلية تجذب السياح. ويعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على السياحة وبيع الطوابع البريدية كتذكارات. وتحافظ على استقلالية سياسية واقتصادية قوية، ولديها نظام ديمقراطي يدير البلاد بكفاءة. وتعقد سان مارينو العديد من الفعاليات الثقافية التي تبرز تراثها الغني، وتوفر نظام تعليمي متطور وخدمات صحية جيدة لسكانها، مما يسهم في توفير مستوى معيشي عالٍ.

تواجه المالديف تحديات بيئية، خاصة من تغير المناخ الذي يهدد بارتفاع مستوى البحر.

  1. ليختنشتاين

تقع دولة ليختنشتاين بين سويسرا والنمسا، وتغطي مساحة 160 كيلومترًا مربعًا، وتُعد من أغنى الدول بناتج محلي إجمالي مرتفع للفرد. وتتميز بمناظرها الجبلية الخلابة وتجذب عشاق التزلج والرياضات الشتوية. يرتكز اقتصاد دولة ليختنشتاين على الصناعة الدقيقة والقطاع المالي، وهي معروفة بنظامها الضريبي المواتي الذي يجذب الشركات العالمية. وتُولي ليختنشتاين اهتمامًا كبيرًا للتعليم والثقافة، مع دعم قوي للفنون والموسيقى، وتمتلك نظام صحي ممتاز يخدم جميع المواطنين.

  1. جزر مارشال

جزر مارشال هي دولة جزيرة في المحيط الهادئ، وتتكون من 29 جزيرة مرجانية وأكثر من 1000 جزيرة صغيرة، بمساحة 181 كيلومترًا مربعًا. وحصلت على استقلالها في عام 1986 بعد أن كانت تحت الوصاية الأمريكية. يعتمد اقتصاد الجزر على الصيد وزراعة جوز الهند، وتتلقى دعمًا ماليًا وأمنيًا مهمًا من الولايات المتحدة بموجب اتفاقية العلاقات الحرة. وتواجه تحديات بيئية، بما في ذلك ارتفاع مستوى البحر. والدولة لها تراث ثقافي غني ونظام حكم ديمقراطي.

  1. سانت كيتس ونيفيس

تقع دولة سانت كيتس ونيفيس في البحر الكاريبي، وتتكون من جزيرتين رئيسيتين. وتغطي مساحة 261 كيلومترًا مربعًا، وتشتهر بجمالها الطبيعي الذي يضم شواطئ بيضاء وجبال بركانية. ويعتمد اقتصادها على السياحة وبرنامج الجنسية عن طريق الاستثمار. وتاريخيًا، كانت الزراعة، وخاصة السكر، مهمة، لكنها تحولت نحو السياحة والخدمات المالية. وتتمتع سانت كيتس ونيفيس بنظام برلماني ديمقراطي وتنظم فعاليات ثقافية تعكس التراث الغني للجزيرتين.

  1. المالديف

المالديف دولة جزيرة في المحيط الهندي تتكون من 26 جزيرة مرجانية تضم أكثر من 1000 جزيرة صغيرة. وتعد وجهة سياحية شهيرة بشواطئها البيضاء ومياهها الصافية والشعاب المرجانية. والسياحة هي المحرك الرئيسي لاقتصادها، يليها الصيد. وتواجه المالديف تحديات بيئية، خاصة من تغير المناخ الذي يهدد بارتفاع مستوى البحر. والإسلام هو الدين الرسمي، وتتميز بثقافة إسلامية غنية تؤثر في الحياة اليومية. وتتبع البلاد نظامًا ديمقراطيًا وقد شهدت تحولات سياسية هامة في السنوات الأخيرة.

  1. مالطا

مالطا دولة جزيرة في البحر الأبيض المتوسط تشتمل على ثلاث جزر رئيسية: مالطا، غوزو، وكومينو، وتمتد على مساحة 316 كيلومترًا مربعًا. وتعرف بتاريخها الغني ومعالمها التي تعكس تأثير الفينيقيين، والرومان، والعرب، والنورمانديين. ويعتمد اقتصادها على السياحة، والتكنولوجيا، والخدمات المالية، وهي مركز هام للخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي. وتتمتع بمناخ متوسطي يجذب السياح طوال السنة، وهي دولة متعددة اللغات، تظهر فيها الثقافة البريطانية. وهي عضو في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.

تتميز البحرين أيضًا بمجتمعها متعدد الثقافات وديناميكيته الاجتماعية والاقتصادية

ما هي أصغر دولة عربية؟

أصغر دولة عربية من حيث المساحة هي مملكة البحرين. تقع البحرين في الخليج العربي وتتكون من أرخبيل يشمل 33 جزيرة، بالإضافة إلى عدد من الجزر الصناعية. وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 765 كيلومترًا مربعًا. وتعتبر البحرين دولة ذات سيادة كاملة وعضوًا في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

تعد المنامة عاصمة البحرين وأكبر مدنها، وتشتهر بأسواقها النابضة بالحياة والمعالم الثقافية، مثل متحف البحرين الوطني ومسجد الفاتح. واقتصاد البحرين متنوع ويعتمد بشكل كبير على الصناعة، خاصة تكرير البترول والصناعات الثقيلة، بالإضافة إلى الخدمات المالية والسياحة. وتعرف البلاد بنظامها التعليمي المتطور والرعاية الصحية الجيدة. وتتميز البحرين أيضًا بمجتمعها متعدد الثقافات وديناميكيته الاجتماعية والاقتصادية.

 

وختامًا؛ يمكننا أن نرى كيف أن الحجم لا يحدد قيمة الدولة أو مدى تأثيرها في الساحة العالمية. فكل دولة، مهما كانت صغيرة، تحمل بين طياتها عوالم من التاريخ والثقافة والسياسة وموروث الشعوب. فدولتا الفاتيكان والبحرين مثال على كيفية توظيف الموارد والمكانة الجغرافية لبناء هوية فريدة ولعب دور متميز في دول المحيط ودول العالم. نأمل أن يكون هذا المقال قد أتاح فهمًا أعمق لهذه الدول وما تمثله، وأن يكون قد أثرى معرفتكم بالتنوع الجغرافي والثقافي الذي يكمن في أصغر الأماكن حول العالم.