13-مارس-2017

آلاف الكوريين الجنوبيين يحتفلون بسقوط الرئيسة بارك جين–هي (كيم هيون/الأناضول/Getty)

في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، شرحت الجريدة تفاصيل الفوضى التي قادت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك جين–هي إلى خارج المؤسسة الرئاسية وأدت إلى انتشار الاحتجاجات والمظاهرات في البلاد مطالبة بإقالة أول امرأة ترأس البلاد.

صوتت الجمعية الوطنية في كوريا ديسمبر الماضي على تجريد بارك من صلاحياتها التنفيذية بأغلبية 234 صوتًا مقابل 56 صوتًا

من هم عائلة ال "تشوا"؟

الأب تشوا، هو زعيم روحي للرئيس الأسبق، وابنته "تشوا سون سيل" التي سيطرت على حياة بارك، الرئيسة الحالية، وابنة الدكتاتور الأسبق أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا: لاهاي تدخل في أزمة دبلوماسية مع أنقرة

ولكن كيف بدأت القصة؟

كان للسيدة "بارك"، الرئيسة الحالية، صديقة اسمها تشوا سون-سيل قُتل والدها عام 1974، أي وقتما كان والد بارك حاكمًا دكتاتوريًا للبلاد. لاحقًا أصبح لتشوا سون سيل (الابنة) سيطرة على بارك الرئيسة الحالية للبلاد.

ووفقًا لصحيفة كوريا تايمز فقد أسس تشوا الأب كنيسة الإيترنال لايف في السبعينيات، مازجًا عناصرًا من الدين المسيحي والبوذي والشينوديزم (الديانة التقليدية القديمة للكوريين)، ومضيفًا بعضًا من عناصر الديانة الشامانية. دعا تشوا الأب نفسه باسم "بوذا العصر الحديث"، ودعا جميع الناس هناك إلى السعي إلى الحياة الأبدية.

بعد مقتل والد تشوا عام 1979 على يد عميل كوري لوكالة الاستخبارات الأمريكية السي آي إيه، قال القاتل إن علاقة بارك، والد الرئيسة، بوالد تشوا، هي أحد الأسباب وراء فعلته.

ما هو تأثير تشوا سون سيل؟

بعد وفاة الأب عام 1994 في عمر الثانية والثمانين، خلفت تشوا سون-سيل والدها وأصبحت مرشدة روحية لبارك بصفتها الابنة الأولى، وذات نفوذ سياسي خاص بها.

يقول ديفيد كانج المتخصص في الشؤون الكورية في جامعة كاليفورنيا للسي إن إن: "العائلة لها تأثير كبير على بارك، جين خاصة" ويضيف: "إنها أكثر بكثير من مجرد أنها تعرفها بشكل عادي، إن الأمر معقد جدًا وكأنها راسبوتين وبارك جي ما هي إلا مجرد دمية".

وعلى الرغم من عدم تقلد "سيل" أي منصب رسمي فإن بعض الاكتشافات الحديثة تشير إلى أن "تشوا سون سيل" الزعيمة الروحية للرئيسة لديها اطلاع على الخطابات الرسمية وبعض الوثائق السرية للرئاسة الكورية.

وسائل الإعلام المحلية والأحزاب المعارضة، اتهمت تشوا بسوء استغلال علاقتها بالرئيسة وذلك لتجبر بعض المؤسسات على التبرع بملايين الدولارات لمؤسسات تملكها الزعيمة الروحية تشوا!. وفي اعتذار رسمي على التلفزيون، قد قالت الرئيسة بارك: إن "تشوا" اطلعت على بعض الوثائق الرسمية لفترة زمنية قصيرة بعد وصول بارك إلى السلطة ولكنها لم تحدد ماهية هذه الوثائق. وأضافت بارك: "أنا في حالة صدمة وقلبي محطم لتسببي في هذا القلق للرأي العام".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا يقلق الهولنديون من فيلدرز؟

أُنهيت زعامة أول رئيسة تحكم كوريا الجنوبية، وستعقد البلاد انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد

الشامانية والطوائف

في الوقت الذي أحاط فيه الغضب بـ"تشوا " بسبب تأثيرها على المشهد السياسي الكوري، فقد ألقت الفضيحة السياسية الضوء على التأثير الكبير للبدع والطوائف الدينية الأخرى على سير العملية السياسية في البلاد. تتشابه الشامانية الكورية أو ديانة الموزيسزم، وهي ديانة ارتبطت بالعرق الكوري، مع ديانة الشنتو اليابانية. ووفقًا لوزارة الثقافة والسياحة الكورية فإن ديانة الموسزم "تركز على حل المشكلات اليومية من خلال التواصل بين البشر والعالم الروحي، من خلال ما تؤسسه الديانة الشامانية من علاقات متبادلة".

تنتمي البلاد إلى الكنيسة الموحدة والتي تُعرف باسم Moonies لمؤسسها سون-موينج-مون المشهور بحفلات الزفاف الجماعية الكبيرة وبإجبار أتباعه على قطع الصلات بعائلاتهم. وبينما تسيطر المسيحية والبوذية على الحياة الدينية في كوريا، تمارس بعض الكنائس بعض الطقوس الشامانية ويطلب الناس المشورة من العرافين أو من الكهنة الشامان.

وفقًا لوسائل الإعلام الكورية، فإن تشوا، الأب، قد أسس حركة جمعت عناصر من الديانات الثلاث، وادعت القدرة على التواصل مع الموتى، وخلق الأشياء، وتوفير الحماية السحرية. وفي خطاب تنصيب بارك، وقفت الرئيسة أمام شجرة مزينة بالحرير الملون، كوصية من تشوا لتحقيق الازدهار وجلب الحظ.

فوضى في كوريا!

بمجرد خروج فضيحة "تشوا" إلى العلن، تحدى الكوريون برودة الشتاء العصيبة وخرجوا إلى الشوارع بالآلاف للتظاهر والاحتجاج.

وعلى الرغم من أنه قد تم إلقاء القبض على تشوا، فإن رئيسة كوريا الجنوبية لها حصانة من الملاحقة القضائية إلا في حالة العصيان أو الخيانة العظمى، وفترة رئاسة بارك كان من المقرر لها أن تنتهي في 2018، ولكن الدعوات لإقالتها الآن أصبحت تصم الآذان وقد صوتت الجمعية الوطنية في كانون الثاني/ديسمبر على تجريد بارك من صلاحياتها التنفيذية بأغلبية 234 صوتًا مقابل 56 صوتًا.

وبعد أربعة أشهر، أيدت المحكمة الدستورية التصويت وأُنهيت زعامة أول رئيسة تحكم كوريا الجنوبية، وستعقد البلاد انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد.

اقرأ/ي أيضًا: 

هل تحكم الشعبوية المجتمع الغربي؟