تابع مانشستر يونايتد صحوته وحققّه فوزه الرابع تواليًا، على حساب ضيفه أرسنال متصدر الجدول بنتيجة 3-1، في قمة الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي شهدت تألّقًا كبير لماركوس راشفورد، حيث صنع هدفًا وسجّل اثنين، كذلك شهدت المشاركة الاولى للوافد الجديد أنطوني، توّجها بتسجيل أول أهدافه مع الشياطين الحمر. الفوز قاد الفريق إلى النقطة 12 في الدوري، ليقفز من خلالها إلى المركز الخامس بفارق ثلاث نقاط فقط عن الصدارة.
أما أرسنال فقد تعثّر للمرة الأولى هذا الموسم، بالرغم من أنه فدّم مباراة كبيرة وصنع لاعبوه الكثير من الفرص، دون أن ينجحوا في تحويلها إلى أهداف. وبرغم الخسارة فقد حافظ أرسنال على صدارة الجدول بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي وتوتنهام.
قمة بظروف مثالية للفريقين
كان من الصعب التكهّن بنتيجة قمة مباريات الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي بين مانشستر يونايتد وضيفه ارسنال قبل انطلاقتها، فأصحاب الأرض وقفوا على أقدامهم بعد الخسارة في أول جولتين، وحققوا ثلاثة انتصارات متتالية، أبرزها كان في كلاسيكو الكرة الإنجليزية ضد ليفربول في الجولة الثالثة، وبدا واضحًا مع الوقت أن أفكار المدرب الهولندي تين هاغ وفلسفته بدأت تتسلل إلى اللاعبين، فبات الفريق أكثر قدرة على السيطرة على الكرة وتناقل التمريرات وخلق الفرص المحقّقة.
في المقابل فإنّ أرسنال نجح بتحقيق العلامة الكاملة في الجولات الخمس الأولى، ما مكّنه من احتلال الصدارة، الأمر الذي رفع منسوب التفاؤل لدى جماهير الفريق بقدرته على العودة على المنافسة، لكنه تفاؤل حذر باعتبار أن الفريق لم يواجه أي من فرق التوب 6 حتى الآن، وبالتالي فإن اللعب في الأولد ترافورد سيكون امتحانًا حقيقيًا لامكانيات النادي.
رونالدو على الدكة من جديد
للمباراة الرابعة على التوالي، قرّر تين هاغ ترك كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، ما يؤشر إلى أزمة عميقة بين الرجلين، خاصةً مع إقفال نافذة الانتقالات وبقاء الدون مع النادي، وقد بدأت ترجح كفة مقولة أن المدرب الهولندي غير مقتنع باللاعب ويريد معاقبته، على حساب فرضية أنه غير جاهز بسبب عدم مشاركته في الجولة التحضيرية، فالصفقة الجديدة أنطوني البرازيلي القادم من أياكس، دخل المباراة أساسيًا، بالرغم من أنه لم يشارك سوى بعدد محدود من الحصص التدريبية.
على المقلب الآخر، تلقى أرسنال أخبارًا سارة مع عودة ظهيره الأيسر زنشنكو إلى التشكيلة الأساسية، بعدما غاب في الجولتين السابقتين بداعي الإصابة، كذلك بدأ متوسط الميدان النرويجي أوديجارد المباراة، بعد شكوك حول جاهزيته بسبب إصابة تعرض لها في مباراة منتصف الأسبوع.
شوط أول جميل ينتهي لصالح أصحاب الأرض
المدربان استخدما الرسم التكتيكي 4-2-3-1. تين هاج لجأ تقريبًا لنفس العناصر التي فازت على ليستر سيتي في المباراة السابقة، باستثناء تواجد أنتوني بدلًا من إيلانجا، بينما افتقد أرسنال للاعبه المصري محمد النني بعد تعرضه لإصابة ستبعده طويلًا عن الملاعب، وحلّ بدلًا منه لوكونجا، مع استمرار غياب توماس بارتي بداعي الإصابة أيضًا.
تبادل الفريقان السيطرة وصناعة الفرص منذ الدقائق الأولى، وأظهر الوافد الجديد أنطوني بعض اللمحات الجميلة التي تفاعلت معها جماهير الأولد ترافورد، فيما سنحت أول فرصة محققة لجادون سانشو الذي سدّد من داخل منطقة الجزاء، لكنه وجد رامسديل بالمرصاد.
ردّ أرسنال عبر هجمة مرتدة أدت إلى انفراد مارتينلي وتسجيله الهدف الأول، لكن الحكم ألغاه بعد العودة لتقنية الفار، بسبب خطأ ارتكبه أوديغارد على إيريكسون في بداية الهجمة. الهدف الملغى أشعل حماس لاعبي الأرسنال، فسيطروا على الدقائق التالية واقتربوا من التقدم أكثر من مرة بواسطة مارتينلي خاصةً، لولا التألق الكبير لدي خيا.
في الدقيقة 29، وبعكس سير المباراة، شنّ لاعبو مانشستر هجمة مثالية ومنظمة شاركها فيها الخماسي الهجومي بدءًا من إيريكسون، لتصل الكرة لراشفورد على مشارف منطقة الجزاء، فيمررها بينية مميزة لأنطوني الذي انفرد وسجّل أول أهدافه في أولى مبارياته مع الشياطين الحمر. بداية ممتازة للنجم البرازيلي الشاب، وهدف جميل جماعي آخر يسجله الفريق، وتمريرة حاسمة للمباراة الثانية على التوالي لراشفورد.
حاول أرسنال العودة بالنتيجة قبل العودة إلى غرف الملابس، لكن دفاع اليونايتد بقيادة ليساندرو مارتينيز نجح بإبعاد الخطر أكثر من مرة، وقبل أن تأتي صافرة الحكم، أرسل راشفورد كرة طويلة لولبية فوق رامسديل، لكن الحارس الدولي الإنجليزي نجح في تدارك الموقف، وينتهي معها الشوط الأول بتقدم الشياطين الحمر.
راشفورد يتوهج ويحسم النتيجة
دخل أرسنال الشوط الثاني مهاجمًا بهدف معادلة النتيجة، وسنحت له عدة فرص في الدقائق الأولى بواسطة زنشنكو، ثم أهدر اوديجارد وساكا فرصةً مزدوجة، قبل أن تصيب عرضية ساكا عارضة ديخيا وتخرج، وفي الدقيقة 57 قام تين هاج بأول تبديلاته، فأشرك رونالدو بدلًا من أنطوني، وانتقل لأسلوب لعب 4-4-2، وبعدها بثلاث دقائق نجح أرسنال بتثمير أفضليته، وسجّل التعادل بواسطة باكايو ساكا، الذي استفاد من خطأ في التشتيت من فاران، فأودع الكرة بسهولة داخل المرمى. تعادل مستحق لأرسنال قبل نصف ساعة من نهاية المباراة.
لم تدم فرحة لاعبي أرسنال بالتعادل أكثر من ستة دقائق، حيث نجح راشفورد بتسجيل هدف التقدم، مستفيدًا من تمريرة بينية رائعة لبرونو فرنانديز، استلمها وانفرد برامسديل وأودع الكرة داخل الشباك، هذه المرة أبى الشياطين الحمر أن يتركوا للمدفعجية فرصة العودة من جديد، فواصل برونو نثر تمريراته السحرية، ووضع إريسكون في مواجهة المرمى، فمررها الدانماركي عرضية لراشفورد نجم المباراة، الذي توّج مجهوده بهدفين وتمريرة حاسمة، قبل أن يغادر ملعب المباراة بداعي الإصابة.
بحث أرسنال عن تذليل النتية بالحد الأدنى في الدقائق المتبقية، وطالب الفريق بركلة جزاء بعد تدخل من البديل هاري ماغواير، لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب، لتنتهي بعدها المباراة بفوز ثمين الشياطين الحمر أعلنوا من خلاله دخولهم على خطّ المنافسة بشكل جدي، كذلك نجح تين هاغ في اختباره الثاني ضد فرق التوب 6 بعد الفوز على ليفربول، فيما سيكون أرتيتا مطالبًا بتعديل أوتاره في حال أراد المحافظة على صدارته في الجولات القادمة.
