13-يونيو-2019

من وقفة لنشطاء في فرنسا لأجل روح الساروت

عادة ما يكون استشهاد الثوّار أو المعارضين، أو حتى المواطنين، دافعًا لإحياء الأوطان بعد موتها، وقد تجلى ذلك في الشهيد خالد سعيد أيقونة الثورة المصرية، ومن قبله البوعزيزي الذي قتلته نيران الظلم قبل أن تقتله نيران الحقيقة، يعيد التاريخ نفسه اليوم ليكتب فصلًا جديدًا مضيئًا عنوانه عبد الباسط الساروت.

هل سيغيّر رحيل الساروت من واقع الثورة السورية الأليم أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه؟!

يقول كارل ماركس: التاريخ يعيد نفسه مرتين، الأولى على شكل مأساة والثانية على شكل مهزلة. وهو ما نأمل ألا نراه يحدث في ملحمة الساروت. خاض عبد الباسط معركة الثورة بكل أطيافها وألوانها، انتشلته الثورة من حراسة المرمى إلى حراستها، قاد المتظاهرين في الميادين، ألهبت أغانيه حماسهم الوقّاد، حمل السلاح ليذود عن وطنه، قاتل ثم رحل، ثم عاد فقُتل.

اقرأ/ي أيضًا: حرب على صورة الساروت واسمه

كما تعلم، استشهد الساروت على أيدي جنود بشار الأسد، استشهد بعدما أزعجهم وقضّ مضاجعهم، ربما بموته سينامون مرتاحي البال، لكن الثوار لن يعرفوا النوم، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل سيغيّر رحيل الساروت من واقع الثورة السورية الأليم أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه؟!

إذا نظرنا إلى مشهد الثورة السورية سنجده مبعثر الأوراق، اختلف الثوار فيما بينهم فتعدّدت انتماءاتهم وتحطمت أحلامهم فوق صخرة العدو، فالعدو عدوان، تمرّ دمشق على الصراط، فتجد عن يمينها نار بشار وعلى يسارها نار داعش، بينما يساعدها على العبور ثائرون قد جعلوا الوطن غايتهم، ولكن الوطن ليس دائمًا بمستجيب.

من المؤكد أن استشهاد الساروت قد أزاح الغمامة عن أعين الذين يخافون مصير سوريا تحت قذائف الدبابات وأسلحة الكيماوي، وهي التي كانت تغرق في رائحة الورود التي طالما تغنى بها الشعراء، الآن تكتشف الثورة أن العدو قد يودي بحياة ملاكها الحارس، فهل سيدرك الثوّار خطورة ما ينتظرهم؟!

ليست دعوة للمزايدة وإنما للتفكير، فعادة ما تولد الخلافات صغيرة ثم تكبر، وهو ما عانته سوريا بين ثائريها، فهل سيتعلمون الدرس أم سيقعون في ذات الأخطاء؟ هل يكون عظم المصاب دافعًا للتوحد في مواجهة العدو أم لمزيد من الهزيمة؟ لا تموت الثورة برحيل مقاتليها لكنها تموت عندما تصل إلى المنتصف فلا تكمل الطريق، فأنصاف الثورات مقابر للثوار، واليوم نحن أمام سؤال: هل ستتم الثورة هلالها بدرًا كاملًا؟

هذا ما نتركه للثوّار وللأيام ليجيبونا عنه، ستدور رحى الزمن مرة أخرى، لكنها حتمًا لن تجود بساروت آخر، على روحه السلام، وعلى واقعنا -إن لم ينصر ثورته- السلام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نبيل الملحم: أغار من عبد الباسط الساروت

الساروت.. موت ثائر