20-سبتمبر-2018

سوكوري دوغلاس/السلفادور

أحبُّ البيت القديم
بذاته الواهنة المنشوعة بالرطوبة.
من يربط الحبال ويشدّها على النهار  شبه المظلم هناك
كان يعلم أنه سيرسي داخلي أشياء تعذّبني لزمن لست أعلم انقضاءه
يغلّف الدنيا بجلد بُنّي شفاف إذا خرجتُ منه سينشقّ الهواء منّى تدريجيًا وأموت
لأنتقل بثقل حمامة لسموات زرقاء وترابية إظلامها العتيق كالفضة
أودّع والديّ من فوق وأبكي بدموع متساقطة على اغماءاتي اليومية القصيرة
أكتب كى لا أبصق عصبيتى وهياجي فى وجه الصغار
أطفال كانوا دومًا يمسحون بأيديهم الصغيرة الرخوة الدموع
ويضعون شعري صعب المراس خلف أذنيَ
يسمعونى أصواتهم الشفيفة بشفاه طرية ودموية
وألسنة هادئة كالمياه البيضاء
وأسنان لها ابتسامات ساهدة وأعين داخلية كالعسل.
*
كتل الطين الصغيرة المنشوعة بأنسجة الدماء
التى كانت تكلمنى لأهدأ ذات مرة
أتذكرها الآن وأنا أحلم بذات البيت القديم
صاحب الغرف الساقعة والشرفة العالية والحواجز الوهمية 
 وأنا أودّ لو أموت قليلًا والذهاب إلى هناك
لأفهم لمرّة أخيرة
جدوى الجلوس وستائر الغرفة مغلقة لتنشّق جزيئات النهار
أسمع من قِبل وجوه مطوّلة وغير مرئية
أحاديث كلّها لم تكن ملكي
والآن وقد استرددت دماغي
ماذا أفعل بها؟

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أطفال للبيع!

سيرة مختزلة عارية لرجلٍ عارٍ