20-يناير-2021

مخاوف أمنية قبيل تنصيب بايدن (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

حذر خبراء أمنيون من ظهور مؤشرات قليلة تدل على وجود مخططات منظمة لتعطيل مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في البيت الأبيض، مضيفين بأن التهديدات المرتبطة بـ"الذئاب المنفردة" المنضوين ضمن الجماعات اليمينية المتطرفة لا تزال تصنف على أنها مصدر قلق، لا سيما في عواصم الولايات الأمريكية، مع وجود مخاوف من حشد الجماعات اليمينية لأعضائها خارج المنطقة الأمنية في واشنطن للتسبب بأحداث عنف، في محاولة منهم لتشويه رسالة بايدن التي وجهها للأمريكيين مؤكدًا على أنه سيعيد "توحيد الأمة".

حذر خبراء أمنيون من ظهور مؤشرات قليلة تدل على وجود مخططات منظمة لتعطيل مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في البيت الأبيض

ومن المتوقع أن يدلي الرئيس الديمقراطي بالقسم الدستوري أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس في مبنى الكابيتول في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش، قبل أن تسير مركبته على طول الطريق الواصل إلى المكتب الأبيض حيث يقيم مع عائلته في السنوات الأربع القادمة، وبدلًا من دعوة مئات المؤيدين لحضور مراسم التنصيب بسبب الجائحة العالمية، قام المسؤولون بوضع ما لا يقل على مائتي ألف علم للولايات المتحدة والولايات الأمريكية، بالإضافة إلى 56 عمودًا ضوئيًا يمثلون مسؤولي الولايات والأقاليم الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: توتر يخيم على واشنطن قبل ساعات من تنصيب بايدن

الحرس الوطني يقيل اثنين من أعضائه

أفادت شبكة CBS نيوز الأمريكية بأن المسؤولين على تأمين تنصيب بايدن كرئيس للولايات المتحدة إلى جانب تنصيب كامالا هاريس كأول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، أقالوا اثنين من أعضاء الحرس الوطني المسؤولين عن تأمين مراسم التنصيب بسبب صلاتهما المحتملة بالجماعات اليمينية المتطرفة، وذلك بعد خضوع السير الذاتية لأعضاء الحرس الوطني البالغ عددهم 25 ألف عضوًا للفحص من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال قائد الحرس الوطني دانيال هوكانسون في إفادة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن العضوين اللذين تم إقصاؤهم أدليا بـ"تعليقات أو كتابات في غير محلها"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل حول طبيعة التعليقات، مشيرًا إلى أن المسؤولين أقالوا كذلك 10 من أعضاء الحرس الوطني "لعدة أسباب مختلفة" لكنها غير مرتبطة بالتطرف، ليرتفع عدد الأعضاء الذين أقيلوا لـ12 عضوًا، وقالت الشبكة الأمريكية إنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد العضويّن بعد الانتهاء من التحقيق معهما، حيثُ من الممكن مواجهة عقوبة الطرد من الخدمة.

وكان مسؤولون من الاستخبارات الأمريكية قد حذروا من وقوع أحداث عنف بالتزامن مع مراسم تنصيب بايدن في الكابيتول، وذلك بعد أقل من أسبوعين على اقتحام مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ساحة ومبنى الكابيتول خلال جلسة المصادقة على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، مما أدى لمقتل خمسة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة وامرأة، ووجه المحققون لمائة شخص شاركوا في الاقتحام تهمًا بارتكاب جرائم فيدرالية.

ترامب يصدر عفوًا رئاسيًا عن 73 شخصًا

وتأتي الاحتياطات الأمنية الأخيرة في الوقت الذي من المتوقع أن يتم تنظيم مراسم توديع ترامب من منصبه في قاعدة أندروز العسكرية المشتركة في ماريلاند بحضور مسؤولين حاليين وسابقين من إدارته مع عدد من الأشخاص الذين يوصفون بأنهم ضمن "دائرته المقربة"، فيما استبق ترامب مغادرته المكتب البيضاوي بإصدار 73 قرار عفو رئاسي، إضافة لتخفيف أحكام 70 شخصًا آخرًا.

وبحسب شبكة CNN الأمريكية فإن قرارات العفو الرئاسية معتاد عليها خلال الأيام الأخيرة للرؤساء السابقين في البيت الأبيض، حيثُ أصدر الرئيس السابق باراك أوباما في اليوم الأخير من ولاتيه 330 عفوًا أو تخفيف للأحكام، وكانت معظمها من نصيب مرتكبي جرائم المخدرات منخفضة المستوى، كما أصدر الرئيس السابق بيل كلينتون خلال الأيام الأخيرة من فترة ولايته 140 قرار عفو أو تخفيف للحكم، كما أصدر الرئيس السابق رونالد ريغان خلال أسبوعه الأخيرة 25 قرار عفو.

ووفقًا لعديد التقارير فإن ترامب ناقش مع مسؤولين من إدارته إن كان بإمكانه إصدار عفو رئاسي عن نفسه أو أحد أفراد عائلته، وهو ما دفع بعديد المحللين للتكهن بإصدار ترامب مثل هذا العفو الرئاسي، إلا أنه اختار في النهاية عدم التوجه لمثل هذا القرار، على الرغم من أنه يواجه محاكمة أمام مجلس الشيوخ خلال الأسابيع القادمة، بعد تصويت الكابيتول هيل على قرار عزله متهمًا إياه بتحريضه مناصريه على اقتحام الكابيتول.

وكانت الترجيحات تصب في خانة إصدار ترامب عفوًا رئاسيًا عن مؤسس موقع ويكيليكس للوثائق المسربة جوليان أسانج، والمسؤول السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودون الذي منحته روسيا حق اللجوء السياسي، إلا أنه اختار إصدار العفو الرئاسي لحلفائه السابقين، بما فيهم مستشاره السابق ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، إلى جانب جامع التبرعات السابق للحزب الجمهوري إليوت برويدي، ومغني الراب الأمريكي ليل واين، فضلًا عن مدير حملته السابق بول مانافورت، ومساعده السابق روجر ستون.

كان مسؤولون من الاستخبارات الأمريكية قد حذروا من وقوع أحداث عنف بالتزامن مع مراسم تنصيب بايدن في الكابيتول، وذلك بعد أقل من أسبوعين على اقتحام مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ساحة ومبنى الكابيتول

وعلى نحو غير متوقع وجه ترامب خلال خطابه الأخير للأمريكيين الذي سُجل مسبقًا في البيت الأبيض، رسالة مقتضبة لنظيره بايدن قال فيها: "نستقبل هذا الأسبوع إدارة جديدة، ونصلي من أجل نجاحها في الحفاظ على أمريكا آمنة ومزدهرة.. نتقدم بأطيب التمنيات ونرغب في أن يحالفهم الحظ"، قبل أن يضيف محذرًا الأمريكيين مما وصفه بـ"الخطر الأكبر الذي نواجهه هو فقدان الثقة في أنفسنا وفقدان الثقة في عظمتنا الوطنية".