18-أكتوبر-2016

نجح مورينيو في خطته الدفاعية في مواجهة ليفربول لكن هل لعب الدفاع أقصى طموحاته؟ (جون بويل/Getty)

لم تكن المتعة هي هدف جوزيه مورينيو حين وصل إلى أنفيلد، بل كان "إسكات جماهير ليفربول"، هو الهدف الحقيقي كما صرح بذلك بعد المباراة، ولعل المدرب البرتغالي نجح إلى حد بعيد بتحويل ملعب الأنفيلد إلى الأكثر هدوءاً في مواجهات الفريقين، وذلك بفعل الأداء الذي فرضه على الخصم وتحكم بإيقاعه عبر حضور ذهني مميز للاعبي فريقه.

قدم مورينيو فريقاً دون أخطاء في مواجهة ليفربول، ومنع أصحاب الأرض من إظهار تفوقهم بالسرعة والمهارات

اقرأ/ي أيضًا: تحدي الأخلاقيات يحكم ديربي إنجلترا القادم

فريق من دون أخطاء

قدم مورينيو فريقاً دون أخطاء في مواجهة ليفربول، وفي الوقت الذي يتفوق أصحاب الأرض بالسرعة والمهارات لم يظهر ذلك بوضوح في مواجهة تكتيك مورينيو، فالمدرب البرتغالي كان حريصاً على أن يبدأ الدفاع من أمام حارس المرمى، وكان الهدف الرئيسي من توزيع لاعبيه هو إغلاق المنافذ على الأجنحة.

ساديو ماني، الذي لم يشعر أحد بوجوده وفيرمينيو، الذي كان الحاضر الغائب، ولولا تسديدة كوتينيو البعيدة المدى التي أنقذها "دي خيا" ببراعة، إضافة إلى تسديدة إيمري، لكانت انتهت المباراة بهدوء من دون أي فرصة تُذكر. قدم مورينيو فريقاً بانضباط تكتيكي مميز وهو كما قال بعد المباراة، "منع خصماً مباشراً في المنافسة على اللقب من تحقيق النقاط الثلاث على أرضه".

ليفربول لا يملك عمقاً احتياطياً

تعد أبرز مشاكل ليفربول هذا الموسم غياب العمق الاحتياطي القادر على تغطية غياب اللاعبين الأساسيين. فما الذي يمكن أن يفعله كلوب لو أصيب كوتينيو مثلاً؟ أي بديل يملك لذلك؟.

في مواجهة مانشستر يونايتد، غاب اللاعب جورجينيو فينالدوم عن تشكيلة الريدز بداعي الإصابة، وشكل اللاعب نقطة ارتكاز ديناميكية وأساسية في وسط ملعب الفريق حيث كان يسمح لكل من فيرمينيو وكوتينيو وماني بالتركيز على العمل الهجومي. وفي الوقت الذي أشرك كلوب إيمري تشان بديلاً للاعب فينالدوم كأول مشاركة أساسية له هذا الموسم، لم يقدم المستوى المطلوب منه وبدا ضعيفًا من ناحية إمداد المهاجمين بالكرات في معركة وسط الملعب.

سيعاني ليفربول في حال تزايدت الإصابات في الفريق هذا الموسم، وسيجعل كل البناء الذي يقوم به يورغن كلوب عُرضة للاهتزاز بسبب المشاكل البدنية، التي لا يمكن مواجهتها في ظل غياب عمق حقيقي في تشكيلة الفريق.

تعد أبرز مشاكل ليفربول هذا الموسم غياب العمق الاحتياطي القادر على تغطية غياب اللاعبين الأساسيين

اقرأ/ي أيضًا:  يونايتد "بطلًا" دون واين روني

تركيبة جديدة في وسط يونايتد

بعد أن وصل بول بوغبا إلى الشياطين الحمر مقابل 89 مليون باوند قادماً من يوفنتوس، كان الجميع ينتظر ما يمكن أن يقدمه اللاعب الفرنسي للفريق، وبعد أن بدأ موسمه في مركز متأخر في وسط الملعب، أعلن مؤخراً أنه يُفضل اللعب خلف المهاجم كمركز يقربه من المرمى.

في مواجهة ليفربول، أشرك مورينيو للمرة الأولى كلًا من أندير هيريرا ومروان فيلايني كثنائي ارتكاز في وسط ملعب يونايتد، ونجح اللاعبان في تقديم مباراة ممتازة، خاصة الإسباني، الذي بدأت قيمته تظهر تحت قيادة المدرب البرتغالي. أما بوغبا فلعب للمرة الأولى هذا الموسم في مركز رقم 10 خلف زلاتان إبراهيموفيتش لكنه فشل مجدداً بترك بصمته الهجومية في المباراة حتى أنه لم يسدد أي كرة نحو المرمى ولم يقم سوى بتمريرة واحدة خطرة، لم ينجح زلاتان بترجمتها بنجاح.

ستوريدج فشل باستغلال الفرصة

في ظل غياب لالانا، لم يكن أمام يورغن كلوب سوى إشراك دانيال ستوريدج للحصول على فرصته، لكن رأس الحربة الإنجليزي فشل مجدداً في استغلال ذلك.

لم ينجح ستوريدج بلمس الكرة سوى مرة واحدة داخل منطقة جزاء مانشستر يونايتد، قبل أن يقوم كلوب باستبداله وإدخال لالانا في وسط الملعب، لم يستغل ستوريدج الغيابات في ليفربول ولا حتى في المنتخب الإنجليزي وباتت علامات استفهام كبيرة تُطرح حول مستوى اللاعب المتذبذب منذ الموسم الماضي.

هل هذا هو مانشستر يونايتد الذي تريده الجماهير؟

نجح مورينيو بخطف نقطة من الأنفيلد، لكن هل هذا هو مانشستر يونايتد الذي تريده الجماهير. لم يعتد الشياطين الحمر على مثل هذه الواقعية المفرطة في التعامل مع المباريات أو يمكن القول على مثل هذا الآداء الدفاعي المستمر طيلة تسعين دقيقة. فالفريق لم يقدم أي أداء هجومي يُذكر وكان بعيداً كل البعد عن مرمى الريدز معظم فترات المباراة.

من المؤكد أن العمل التكتيكي لمورينيو أتى بثماره، لكن مانشستر يونايتد لم يعتد على "ركن الباص" وإن كان مورينيو قد ركنه في وسط الملعب هذه المرة.

اقرأ/ي أيضًا:

الآنفيلد لم يعد مرعبًا

5 لاعبين سيغادرون يونايتد فور التوقيع مع مورينيو