10-مارس-2016

جاكسون بولوك/ أمريكا

مطر

مطرٌ على شفتيكِ

كأنما كلماتي السماء...

وحزنٌ يجتاحُ وجهكِ الصغير

وأنا في إحدى زوايا الغُرفة

مبتلًا بالصور والذكريات

مطرٌ على ملامح غربتي

أبكي بُكاءً ليس لي

بعيونٍ ليست لي

أبكي بُكاءً مُستعارًا

فهل تُغفر دموعي المسروقة!؟

 

على حافة الأُمنية

يأسي الممنوعُ من الحياة

كأسي نبيذ

وعاهرةٌ ترقصُ في العراءِ على حافةِ الأُمنية

 

سئمت الكتابة

سئمت الكتابة

فكلما خلوت إلى دفتري

طارتِ الكلمات عن السطور

أفزعتني .. كأنها خفافيشُ

ضايقَها الليلُ وصوتيَ المبحوح

 

يأسي الممنوعُ من الحياة

كأسي نبيذ

وعاهرةٌ تمشي بكعبها العالي على ظهري

تدوسُ بعهرها طُهري

تمزقني...

كلما ذكّرتُها بأنني شاعرٌ

 

وطني الممنوعُ من الحياة

كأسي مرارٌ

ونواح أُغنيةٍ

وطفلةٌ تغفو على صدري

تبكي...

فأُرضعُها قليلًا من المأساة..

 

وطني الممنوع من الحياة

قطّةٌ مبتورةُ الذنبِ

ألتقيها صُدفةً في سكرةِ الظلامِ

فتُخيفني

وأُخيفُها

لا أدري إلى أين أذهبُ وأنا أنظرُ في عينيها

ولا هي تدري

وفي النهايةِ...

ليس لنا إلا أن نتحاضنَ

 

لَيْلي الممنوعُ من الحياة

لا ضياءَ فيه

لا مواويلَ فيه

ولا عاشقين

فيه نجمتانِ تائهتانِ

وبقايا من قمرٍ ماتَ شهيدًا

وفيه تمتمةُ تلكَ التي مزقتني

في لحظةٍ من لحظات القصيدة
 

ليلي الممنوع من الحياة

لا شيءَ فيه سوى شعري

لا شيءَ فيه سوانا...

أنا وتلك البومةُ

أما شعري فقد أحرَقْتُهُ

حطّمت أصنامَهُ كُلّها

توحد تبعد اختفاء البومةِ

وحدتُ إلهي.. ومضيت.

 

عزيزي البحر

جاءت الموجة الأولى .. نادت

سألتها: هل تُكلمينني؟.. انتهت!

جاءت الثانية أومأت بيدها

قلت لها هل أنا المقصود؟ انتهت!

جاء البحر

جاءت أمواجهُ كلّها...

داسَ على وجهي ومضى

وكأنني يا بحر

لم أكن في الهوى شيئًا مذكورًا

كأنني

لم تلدني امرأة

ولم يطلقوا علي اسمي يوم ولدت

كأني أعيش بلا صوت

بلا ذراعين

بلا أي قصيدة كتبتها

وكان مصيرها التشرد معي

لا أحمل ذكرى ضحكة.. أو لمسةِ امرأة

رُبما ينقصني شاطئ ورمل

وقليلٌ من الملح لأكون مثلك

جئتُك فارغًا

بيدٍ فارغة

ودفتر فارغ

ووجهٍ فارغ

خذني إليك نبيًا لم تتم رسالته

بيروت شاخت

صارت شوارعها

تعرفني من وقع خطواتي

ورصيفها يحفظ قصائدي عن ظهر قلب

ومشردوها صاروا يعرفون

أنهُ ليس في جيبي سوى الكلام

كل لافتة فيها تدل على اتجاه

إلا أنا يا بحر

لم أقرأ لافتة..

إلا ودلتني على قصيدة تشردت بها أكثر

اقرأ/ي أيضًا:

الأحلامُ.. فكرةٌ مريعة!

تسوّل