31-أكتوبر-2016

أطفال سوريون لاجئون

كثيرة هي القصص التي سيخبركَ بها الأطفال الصاعدون إليكَ يا الله
سيخبرونكَ عن نظراتهم المرتعدة وهي تلاحق أشلاءهم الصغيرة المتطايرة في الهواء 
عن أصوات أمهاتهم الثكالى التي علقت بآذانهم وهنَّ يستنجدن بكَ تحت الركام 
عن دموع آبائهم التي غسلت أشلاءهم الغضّة وهم يوارونهم الثرى
عن فتياتٍ سرق الموت منهنَّ بسماتهنَّ الخجلة قبل أن يهتدي الحب لأزقة أرواحهنَّ المتعطشة للفرح 
سيخبرونكَ عن البشرية المريضة التي أودعتها أمانتكَ وخانتكَ
عن الدماء التي أضحت مسرحًا لهذا العالم الأخرس المريض
سيخبرونكَ عن كلِّ هذا الوجع
وستبكي يا الله
نعم ستبكي
فليسَ هناكَ ما هو أكثر مدعاةً للبكاء من كلِّ هذا!
*

يا الله
لماذا أعطيتنا نحن النساء أرحامًا
نحمل فيها وجعًا نازفًا
كلُّ الأجنة التي تحملها أرحامنا مشاريع مؤجلة للموت
عناوين بطاقاتنا أضحت أرامل وثكالى
يا الله
ما عدنا نريد أطفالًا تأخذهم منا بالموت
أرح جراحاتنا النازفة 
آن لكَ أن تستجيب لكل هذا القهر يا الله..
*

أنا زوجة كلُّ الذين حملتهم الأكتاف إلى المقابر
أنا العاشقة التي لا تزال تنتظر الحب على شرفات الغائبين
أنا الأمُّ الثكلى التي أطعمت أطفالها لكلِّ هذا الموت 
أنا وجعٌ ينزف في خاصرة الأغاني
أنا "فلسطين" يا أبي
*

كذئبة أعصر قلبي 
أنهشه ويعوي نبضي بوجع
أقف بين يدي الله
وأبكي 
أسأله يا الله لماذا يموت الذين نحبهم؟!

اقرأ/ي أيضًا:

الطريق إلى خطوات الله

كيْت تشوبان: حسرة