19-فبراير-2024
مجازر إسرائيل في لبنان

ارتكبت إسرائيل عشرات المجازر المروّعة في لبنان (ألترا صوت)

في الرابع عشر من شباط/فبراير الجاري، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة بمدينة النبطية جنوب لبنان، راح ضحيتها 11 شهيدًا، بينهم 7 شهداء من عائلة واحدة، ارتقوا إثر غارة شنّتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على مبنى سكني في أحد أحياء المدينة.

ليست هذه المجزرة الأولى التي يرتكبها جيش الاحتلال في لبنان، إذ يملك الأخير سجلًا طويلًا من الجرائم في هذا البلد تمتد على مدار 75 عامًا هو عمر الكيان الذي قام على أنقاض المجتمع الفلسطيني، وإثر عمليات قتل وتهجير وتطهير عرقي ارتكبتها العصابات الصهيونية ويكرّرها جيش الاحتلال اليوم في قطاع غزة، الذي دخل عدوانه عليه يومه الـ136.

ويعود تاريخ أول مجزرة ارتكبها الصهاينة في لبنان إلى عام 1948. ومنذ ذلك الوقت، ارتُكبت عشرات المجازر والجرائم التي راح ضحيتها مئات اللبنانيين والفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان. وفي هذه المقالة عودة إلى بعض هذه المجازر والجرائم وأشدها بشاعة وفظاعة.


مجزرة حولا

في 31 تشرين الأول/أكتوبر عام 1948، هاجمت القوات الصهيونية قرية حولا في قضاء مرجعيون، على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وارتكبت مجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من 70 شهيدًا من أهالي القرية يُقال إن الصهاينة قاموا بإعدامهم بعد جمعهم في بيت واحد هُدم فوقهم بعد قتلهم.

 

مجازر بالجملة في المخيمات الفلسطينية

تعرّضت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لاعتداءات مستمرة من قِبل جيش الاحتلال، الذي دأب خلال سبعينيات القرن الفائت على قصفها بين وقت وآخر مخلّفًا عشرات الشهداء والجرحى، وكأنه لم يكتف باحتلال بيوتهم وأرضهم وتهجيرهم منهما.

ومن بين هذه الهجمات تلك التي نفّذتها 24 طائرة إسرائيلية(1) استهدفت مخيمات اللاجئين، شمال وجنوب لبنان، يوم الـ27 من حزيران/يونيو عام 1972، وخلّفت أكثر من 59 شهيدًا مدنيًا لبنانيًا وفلسطينيًا.

وعند الساعة الواحدة من صباح الـ20 من شباط/فبراير 1973، نفّذت قوات الكوماندوس التابع لسلاح البحرية الإسرائيلية، بالاشتراك مع مظليين، وبغطاء ناري من 4 قطع بحرية(2)، هجومًا همجيًا على مخيمي البارد والبداوي شمال لبنان، ما أدى إلى استشهاد 31 مدنيًا وإصابة آخرين، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية.

وشنّت طائرات الاحتلال، في 20 حزيران/يونيو 1974، سلسلة غارات استهدفت منطقتي صيدا وصور، وأسفرت عن استشهاد 32 مدنيًا وإصابة 128 آخرين، في مخيمات عين الحلوة، والرشيدية، وبرج الشمالي، ومحلة رأس العين، ومزرعة شارنية، قرب صور.

وفي 2 كانون الأول/ديسمبر 1975، استهدفت 30 طائرة إسرائيلية مخيمات البارد والبداوي والنبطية شمال وجنوب لبنان، إضافةً إلى قرى الدوير، وزورط، وكفرتبنيت، وخربة تولا، مخلّفةً 111 شهيدًا و162 جريحًا من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين معظمهم من الأطفال.

ودمّر طيران الاحتلال، فجر الـ9 من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977، عدة قرى وبلدات لبنانية بينها قرية العزية بمحافظة الجنوب التي دُمّرت بالكامل، واستُشهد فيها 68 مواطنًا وأُصيب 100 آخرون.

 

مجزرة كونين

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه لجنوب لبنان في آذار/مارس 1978 ضمن ما يُعرف بـ"عملية الليطاني"، العديد من المجازر المروّعة بحق المدنيين اللبنانيين، بينها مجزرة وقعت في قرية صغيرة تُدعى كونين بقضاء بنت جبيل، يوم الـ15 من آذار/مارس عام 1978، راح ضحيتها أكثر من 30 شهيدًا، وعشرات الجرحى، بينهم 12 شخصًا من عائلة واحدة كانوا داخل سيارة يستعدون للهرب من القرية بينما تتساقط قذائف مدفعية الاحتلال ودباباته عليها.

 

مجزرة الخيام

وضمن العملية نفسها، ارتكبت "إسرائيل" مجزرة مروّعة في بلدة الخيام ولكن عبر وكلائها هذه المرة، إذ نفّذت المجزرة ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الذي دخل البلدة بعد قصف طائرات ودبابات الاحتلال لها لعدة ساعات دمّرت خلالها عددًا كبيرًا من منازلها. وقد أسفرت المجزرة التي وقعت يوم الـ18 من آذار/مارس 1978 عن استشهاد أكثر من 60 مدنيًا معظمهم من كبار السن.

 

مجزرة العباسية

وبعد يوم من ارتكابه مجزرة الخيام، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة أخرى في بلدة العباسية التي تعرّضت في 19 آذار/مارس 1978 لقصف عنيف لم يتوقف طوال النهار، ما دفع ببعض أهالي القرية الواقعة جنوب لبنان إلى النزوح، بينما لجأ بعضهم الآخر إلى مسجد القرية ظنًا منهم أنه أكثر أمانًا من منازلهم.

وأثناء تواجدهم داخله، قصفت طائرة من طراز إف-16، التي كان يختبرها جيش الاحتلال لأول مرة، المسجد بعدة صواريخ تسببت بمجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدًا، وعشرات الجرحى، لم يتم التعرف على بعضهم بسبب تفحّم جثثهم.

 

مجزرة صبرا وشاتيلا

بعد فرض حصار مطبق عليهما عقب اغتيال رئيس "حزب الكتائب" اللبناني بشير الجميل، اجتاحت قوات الاحتلال برفقة ميليشيات "الكتائب"، يوم الـ16 من أيلول/سبتمبر 1982، مخيمي صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، وارتكبتا واحدة من أبشع مجازر القرن العشرين التي يُقال إنها استمرت لمدة 36 ساعة، بينما تقول مصادر أخرى إنها تواصلت لمدة 43 ساعة.

أسفرت المجزرة الوحشية عن مقتل 2400 فلسطيني ولبناني، بينما تشير بعض المصادر إلى أن عدد الضحايا يُقدّر بأكثر من 3 آلاف شهيد، ويصل في مصادر أخرى إلى 4.500.

 

مجزرة قانا

تُعد واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان. وقعت في 18 نيسان/أبريل 1996 في ملجأ بقرية قانا بقضاء صور جنوب لبنان، كان يؤوي عشرات اللبنانيين من القرية والقرى والبلدات المجاورة لها، استهدفته مدفعية الاحتلال بـ17 قذيفة خلّفت أكثر من 107 شهداء، بينهم ما لا يقل عن 33 طفلًا.

 

مجزرة قانا الثانية

وقعت هذه المجزرة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو عام 2006. ففي الـ30 من الشهر نفسه، قصفت قوات الاحتلال منزلًا في بلدة قانا ما تسبب في انهياره على ملجأ كان يؤوي 63 شخصًا فقدوا حياتهم. وبلغت الحصيلة النهائية للمجزرة 65 شهيدًا، بينهم 32 طفلًا، وعشرات الجرحى.


1- بلال شرارة، قانا وأخواتها (1936 - 1996)، (بيروت، دار عالم الفكر، 1996) ص 157.

2- المرجع نفسه، ص 158.