03-يناير-2024
مناضلون فلسطينيون اغتالتهم إسرائيل

مناضلون فلسطينيون اغتالتهم إسرائيل (الترا صوت)

أضافت "إسرائيل" إلى قائمة جرائم الاغتيالات التي نفّذتها، على مدار 75 عامًا، جريمة جديدة باغتيالها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري (1966 – 2024)، مع اثنين من قادة "كتائب القسام"، أمس الثلاثاء، بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت مكتبًا تابعًا للحركة بالضاحية الجنوبية لبيروت.

تمثّل الاغتيالات والتصفيات الجسدية ركنًا أساسيًا شديد الأهمية من أركان العقيدة الأمنية لدولة الاحتلال، منذ قيامها على أراضي فلسطين عام 1948. ومنذ ذلك العام وحتى اليوم، نفّذت مئات عمليات الاغتيال التي استهدفت الكثير من الشخصيات النضالية بين سياسيين وعسكريين وأدباء سواء داخل فلسطين أو خارجها.

في هذه المقالة وقفة مع أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية التي اغتالتها "إسرائيل" خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة.


1- علي حسن سلامة

أحد أشهر قادة المقاومة الفلسطينية، ومن أكثر الشخصيات النضالية الفلسطينية التي حاول "الموساد" اغتيالها، إذ سبقت عملية اغتياله في 22 كانون الثاني/يناير عام 1972، في لبنان، خمس محاولات اغتيال فاشلة.

ولد علي حسن سلامة بقرية قولة بقضاء اللد عام 1941. التحق بـ"حركة فتح" أواخر ستينيات القرن الفائت، وتحديدًا بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967. وقد شارك في تأسيس جهازها الأمني، وكان مسؤولًا عن حماية قائدها، ياسر عرفات، وبقية القيادات الفلسطينية الأخرى. كما كان عضوًا بالمجلس الثوري للحركة.

اتهمته "إسرائيل" بأنه المخطط الرئيسي لـ"عملية ميونخ" بين 5 – 6 أيلول/سبتمبر 1972، التي احتَجز فيها عدد من الفدائيين الفلسطينيين رياضيين إسرائيليين للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.


علي حسن سلامة
علي حسن سلامة (يسار الصورة)

2- غسان كنفاني

يُعتبر غسان كنفاني أحد أهم الأدباء والمناضلين الفلسطينيين، حيث جمع بين عمله السياسي والنضالي في صفوف "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي شارك في تأسيسها وانتُخب عضوًا في مكتبها السياسي وكان الناطق الرسمي باسمها أيضًا، وبين الأدب الذي كرّسه لفلسطين وقضيتها وهموم الفلسطينيين ومعاناتهم. ناهيك كتابته للمقال وعمله الصحفي رئيسًا لتحرير مجلة "الهدف" الناطقة باسم الجبهة.

ولد كنفاني بمدينة عكا في 9 نيسان/أبريل 1936، واضطر إلى الخروج مع عائلته من يافا، حيث كان يعمل والده، قبل سقوطها بأيدي العصابات الصهيونية سنة 1948، باتجاه لبنان ثم سوريا.

عمل في العديد من الصحف اللبنانية والفلسطينية حتى ترأسه تحرير مجلة "الهدف" التي تأسست عام 1969. وبعد 3 أعوام على تأسيسها، وتحديدًا صباح الثامن من تموز/يوليو عام 1972، استُشهد غسان كنفاني مع ابنة شقيقته لميس بانفجار عبوة ناسفة زرعتها المخابرات الإسرائيلية في سيّارته بالعاصمة اللبنانية.  


غسان كنفاني

3- عدوان، وناصر، والنجار

في 10 نيسان/أبريل عام 1973، نفّذت "إسرائيل" عملية اغتيال طالت ثلاثة من كبار قادة المقاومة الفلسطينية في لبنان، وهم: كمال عدوان، وكمال ناصر، ومحمد النجار. وقد عُرفت هذه العملية باسم "عملية فردان"، بينما أطلقت عليها إسرائيل اسم "عملية ينبوع الشباب".

يُعتبر كمال عدوان من أهم قادة "حركة فتح"، وهو من مواليد قرية بربرة، قرب مدينة عسقلان المحتلة، عام 1935. كان عضوًا في اللجنة المركزية لـ"فتح"، ومسؤول مكتبها الإعلامي، إلى جانب عضويته في المجلس الوطني الفلسطيني.

أما كمال ناصر، فهو من مواليد مدينة غزة عام 1924. كان عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيسًا لدائرة الإعلام والتوجيه فيها، ومتحدّثًا باسمها.

ومحمد النجار، المقلّب بـ"أبو يوسف النجار"، من مواليد قرية يبنا بقضاء الرملة عام 1927. يُعتبر أول قائد عام لـ"قوات العاصفة"، وكان عضوًا في اللجنة المركزية لـ"فتح"، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.


عدوان، وناصر، والنجار

4- خليل الوزير

يُعتبر خليل الوزير الملقّب بـ"أبو جهاد" رمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية ويُعرف بـ"مهندس الانتفاضة الأولى"، كما يُعد من أبرز الشخصيات التي تصدّرت قوائم الاغتيال الإسرائيلية بسبب نشاطه النضالي، بين أواخر ستينيات القرن الفائت ونهاية ثمانينياته.

ولد في مدينة الرملة عام 1935، وهاجر مع عائلته إلى مدينة غزة إثر النكبة عام 1948. وأثناء إقامته في الكويت، تعرّف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس "حركة فتح"، التي شغل العديد من المناصب المهمة فيها، كما كان يُعتبر الرجل الثاني فيها بعد عرفات.

خطط أبو جهاد للكثير من العمليات الفدائية التي نفّذتها "فتح" ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولُقّب بـ"مهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى" التي يُقال إنه رسم برنامجها في رسالته الشهيرة "لنستمر في الهجوم، لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة".

اغتيل الوزير ليل 15 – 16 نيسان/أبريل 1988 في عملية نفّذتها فرقة كوماندوز إسرائيلية مكوّنة من 20 عنصرًا، وشاركت فيها طائرتان عموديتان و4 زوارق مطاطية، في ضاحية سيدي بوسعيد بتونس العاصمة.


خليل الوزير

5- فتحي الشقاقي

فتحي الشقاقي هو الأمين العام الأسبق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومؤسسها. ولد في مخيم رفح للاجئين في قطاع غزة عام 1952، وكان في شبابه مؤيدًا للتيار القومي العربي أو ما يُعرف بـ"الناصرية"، لكنه ابتعد عنه بعد هزيمة عام 1967 واقترب من التيار الإسلامي، قبل أن يبتعد عنه بعد الثورة الإيرانية بهدف تأسيس حركة الجهاد.

اغتيل على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا في 26 تشرين الأول/أكتوبر عام 1995.


فتحي الشقاقي

6- عز الدين الشيخ خليل

يُعتبر عز الدين الشيخ خليل من الجيل المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري "كتائب الشهيد عز الدين القسام". وهو من مواليد حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كان من أهم المطلوبين على قوائم الاغتيال الإسرائيلية بوصفه أحد أبرز قادة القسام خارج غزة والضفة الغربية المحتلة.

اغتيل الشيخ خليل في انفجار سيارة مفخخة في العاصمة السورية في 26 أيلول/سبتمبر عام 2004.


عز الدين الشيخ خليل

7- محمود المبحوح

يُعد محمود المبحوح واحدًا من أبرز قيادات "كتائب القسام"، وكان المسؤول عن تشكيل الوحدة 101 المتخصصة بخطف الجنود الإسرائيليين. ولد في مخيم جباليا عام 1960، وانخرط خلال شبابه في صفوف الحركة الإسلامية، ما دفع "إسرائيل" إلى اعتقاله عام 1986، قبل أن تُطلق سراحه عام 1987.

خرج المبحوح من فلسطين بعد مطاردته من قِبل سلطات الاحتلال بتهمة خطف وقتل جنديين إسرائيليين خلال "الانتفاضة الفلسطينية الأولى". وتعتبره "إسرائيل" المسؤول عن نقل السلاح من إيران إلى قطاع غزة. اغتاله الموساد في 19 كانون الثاني/يناير عام 2010 داخل غرفته في أحد فنادق مدينة دبي.


محمود المبحوح

8- صالح العاروري

يُعتبر صالح محمد العاروري مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام"، يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت. وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقائدها في الضفة الغربية المحتلة.

ولد العاروري في قرية عارورة شمال غرب رام الله عام 1966، والتحق بالعمل التنظيمي ضمن صفوف الحركة الإسلامية بالضفة الغربية في سن مبكرة، وقاد خلال سنوات دراسته الجامعية العمل الطلابي ضمن "الكتلة الإسلامية" في "جامعة الخليل" خلال الفترة ما بين عام 1985 وصولًا إلى 1992.

وبسبب نشاطه هذا، إلى جانب عدة تهم أخرى أبرزها تشكيل الخلايا الأولى لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالضفة الغربية المحتلة؛ قامت قوات الاحتلال باعتقاله عام 1992، وأمضى في سجونه قرابة 18 عامًا، حيث جرى إطلاق سراحه وإبعاده إلى خارج فسلطين عام 2010.

وفي العام نفسه، اختير عضوًا في المكتب السياسي لـ"حركة حماس". كما جرى انتخابه نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2017. ويُعتبر من أبرز أعضاء الفريق الذي فاوض بشأن إتمام صفقة "وفاء الأحرار".

استُشهد مساء أمس الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبًا تابعًا لـ"حماس" بالضاحية الجنوبية لبيروت، مع اثنين من قادة "كتائب القسام".  


صالح العاروري