27-يونيو-2023
gettyimages

القلق يدور حول زيارة حضور الأحزاب اليمينية في الحياة السياسية الألمانية (Getty)

حظيت الانتخابات المحلية الأخيرة في ألمانيا باهتمام كبير، فقد شهدت فوز مرشح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المتطرف بأول منصب قيادي على مستوى البلديات متقدمًا على منافسه مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي، وقد أثار الفوز صدمة بين يهود ألمانيا، كما اعتبر فوز حزب البديل، على الرغم من محدودية مكانه، مؤشرًا تحذيريًا  للقوى الديمقراطية في سائر ألمانيا.

يعتبر صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، لحظة فاصلة في الحياة السياسية الألمانية، وقد تساهم في بعث قوى اليمين المتطرف إلى الظهور البارز من جديد

وفي التفاصيل، أعلنت هيئة الانتخابات في ولاية تورينغن شرقي ألمانيا عن فوز مرشح حزب "البديل من أجل ألمانيا" روبرت زيسلمان بمنصب رئيس مجلس بلدية زونيبيرغ، واستطاع مرشح اليمين الشعبوي المتطرف حسم الفوز من جولة الإعادة التي نظمت الأحد الماضي، وذلك أمام منافسه الرئيس الحالي للبلدية يورغن كوبر مرشح  الحزب المسيحي الديمقراطي .

وبهذا الانتصار ينال حزب البديل من أجل ألمانيا المعروف بأفكاره ومواقفه الشعبوية اليمينية المتطرفة أول منصب قيادي على مستوى البلديات في ألمانيا، حيث يعرف الحزب بمعارضته القوية للهجرة واللجوء.

زكي وزكية الصناعي

وتشير النتائج التي أعلنتها هيئة الانتخابات إلى حصول روبرت زيلسمان على 52.8% من الأصوات مقابل 47.2% لمنافسه مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي، واللافت في هذه النتيجة أن مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي كان مدعومًا من تحالف حزبي لكنه أخفق في النهاية في الفوز.

وفي أول رد فعل على هذه النتيجة "الصادمة"، اعتبر وزير داخلية ولاية تورينغن ورئيس حزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في نفس الولاية غيورغ ماير أنّ "نتيجة الانتخابات إشارة تحذير لكل القوى الديمقراطية"، داعيًا الأحزاب "الديمقراطية لتنحية المصالح السياسية الحزبية والدفاع عن الديمقراطية بشكل مشترك". 

فوز حزب البديل بمجلس بلدية زونيبيرغ شرقي ألمانيا ليس مجرّد مصادفة أو ضربة حظ، فنتائج استطلاعات الرأي الجديد تؤكّد أن شعبية الحزب في ازدياد بين الألمان لا سيما في شرق ألمانيا. فقد قفز الحزب الشعبوي اليميني في غضون أقل من أسبوعين إلى المركز الثاني في قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا، متقدمًا على حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي الذي حصل على 18% مقابل حصول حزب البديل على 19%، فيما لا يزال الحزب المسيحي الديمقراطي يتصدر القائمة بنسبة 29%.

getty

وبناءً على هذه المعطيات رجّح المحلل السياسي هانز فورلاندر، أن  يصبح "الحزب البديل من أجل ألمانيا" لاعبًا أساسيًا في السياسة الألمانية في المستقبل القريب، مضيفًا القول: "إذا لم يكن هناك تغيير جذري في الحالة المزاجية، فإن انتخابات الولاية والانتخابات المحلية في العام المقبل يمكن أن تكون بداية لانتصارات متواصلة لحزب البديل من أجل ألمانيا".

خطاب معارض راديكالي

ويبني زيسلمان، المرشح الفائز عن الحزب اليميني، خطابه على استهداف مركز للتحالف الثلاثي الحاكم في البلاد والمكون من الاشتراكي الديمقراطية بزعامة شولتس والخضر والديمقراطي الحر، ويركز زيلسمان على ملفين حيويين هما ملف الطاقة واللاجئين.

فزيسلمان يدعو صراحة إلى التوصل لاتفاق سلام مع موسكو ويعارض الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا. 

ويستفيد زيسلمان وحزبه من شعور المواطنين في شرق ألمانيا من انخفاض مستوى معيشتهم ودخلهم مقارنة بنظرائهم في غرب ألمانيا.

تنا

صدمة يهود ألمانيا

لم تخف المنظمات الممثلة ليهود ألمانيا صدمتها من فوز حزب البديل ومرشحه ببلدية زونيبرغ بولاية تورينغن شرقي البلاد، وفي هذا الصدد عبّر المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن صدمته الشديدة حيال فوز حزب البديل من أجل ألمانيا وقال رئيس المجلس يوزيف شوستر: "ليس كل ناخب من حزب البديل له فكر يميني متطرف، لكن الحزب الذي تم انتخاب مرشحه، هو حزب يميني متطرف وفقًا لمكتب حماية الدستور الاستخبارات الداخلية".

اعتبر وزير داخلية ولاية تورينغن ورئيس حزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في نفس الولاية غيورغ ماير أنّ "نتيجة الانتخابات إشارة تحذير لكل القوى الديمقراطية"

وأبدى شوستر انزعاجه من كم الأصوات التي حصل عليها مرشح حزب البديل قائلًا: "هذا بمثابة صدعٍ في السد لا ينبغي للقوى السياسية الديمقراطية في هذا البلد أن تتقبله ببساطة".