15-فبراير-2021

لوحة لـ حيدر فاخر/ العراق

ضفدع الشجرة

الساعةُ رماديةٌ، حان دورُ ضفدعِ الشجرة

أغانيهِ دائمًا نفسها، بطيئة وطرية

أو

أو..

لا شيء.

 

الكتابة إلى إبراهيم زاير في متحف ستراسبورغ

 

رجلٌ عجوزٌ يشاهدُ نفسهُ يغرق

في عيونِ كلبه.

لا يدَ لزهرةٍ في الهواء،

في المساء

يعودُ إلى البيت

ليرى عيونكَ الثلاثة الكبيرة

مرّة أخرى.

 

الوردة

 

الوردة قبرٌ مظلمٌ

تبكي فوق ظلّها الواضح.

 

قبر

 

القبرُ زهرةٌ جميلةٌ في ماكينةِ الشّتاء الأبدي

مواءٌ مخيفٌ في تلك الليلة

يلوّحُ القبرُ بيده

إلى الدّمية الميتة الصغيرة

الدمية ذاتِ الدم الأسود،

يهربُ القبرُ كلّ يوم

تحتَ ضغط الحديد المموّج.

 

القمر الورقيّ

 

القمرُ الورقيّ الأصفر

يغطّي الثقبَ في أنبوب الموقد

يغرقُ قمرٌ أخرُ بثوبِ ممثل أسود

سعادتي تتعفّن بالنعاس في فانوس شيخوختي.

قمرٌ قديمٌ يستلقي على العربة

معاطفُ طويلة

منفاخ ينشر ساقيه المتيبسين

في غابات شيخوختي المجففة.

 

قفزَ فمي من حلبةِ الرّقص المرفوعة

 

إنسانٌ واحدٌ في الثانية يموتُ كشجرة،

لا يوجدُ ما أفعلُه الآن يا كورت شويترز

لا يوجد ما أفعله.

 

عليكَ أن تقاتلَ طواحين الهواء

بالطّبع كان عليكَ أن تزرعَ نفسكَ في مستنقعات الحقول

تركض

وتحرث قصائدك

ببساطة لأنّ

إنسانًا واحدًا في الثانية يموتُ كشجرة.

 

التلالُ تنسجُ كفنَ العالم القديم

 

أجلسُ في مقهى

أبصقُ القليلَ من كل شيء

تسقطُ ذبابةٌ نائمةٌ

على منديلي الورقي

أوقظها

لأمسح نظارتها

لا يدَ تحملُ الجمجمةَ التي تسبحُ في الأنهار.

 

  • من مجموعة بعنوان "زهورٌ تلوّحُ كالعادة بقصائد مضحكة" تصدر قريبًا عن دار النهضة العربية في بيروت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أصداءٌ دونَ صوت

حبيبتي تتبعُ كنيسةً أخرى