14-فبراير-2021

لوحة لـ محمد بن لامين/ ليبيا

صدى وجعُ القلبِ 

              كلماتٌ تنزِّفُ على البياض 

صدى الحُبِّ 

              كلماتٌ ترتعِشُ على البياض 

صدى الغيابِ 

              كلماتٌ تتبخرُ طيوفًا على البياض 

صدى الحضورِ 

              كلماتٌ ترقصُ على البياض 

صدى النسيانِ 

               كلماتٌ تتذكرُ على البياض 

صدى الفناءِ 

               قبرٌ يُرسَمُ على البياض 

عميقةٌ الرُّوح المهدورةُ حبرَ حرفٍ تائِهٍ 

                               رُغمًا عن الصدى.

أنا لا أكتُبْ 

فقط 

أُترجِمُ بحبرِ الوجَعِ قُبحَ غُربةِ الرُّوحِ عن نفسِها.

غريبٌ أنا 

غريبةٌ الحياةُ 

لا أُلَخِصُ الحياةَ 

ولا أختزِلُ أنا 

فقط أطعنُ نَفْسِي بخناجرِ الكلمات.

عيونُ رُّوحِي تنزِف 

ورُّوحِي جامِحةُ الشَبَّقِ في سريرِ الموتِ 

رُّوحِي لا أمانَ لها 

بعد أن فضَّ الوجَعُ بِكارتَها.

أنا لستُ الصوت 

أنا لستُ الصدى 

أنا ذاكَ الفراغ المشدودَ

بين:

            نبعِ آهةِ الصوتِ في الوجعِ 

            وتشظِي الرُّوح في الصدى من جبلِ النجاةِ 

غريبٌ أنا 

غريبةٌ الحياةُ 

          أنا وترُ فراغٍ 

          وهي نبعٌ وجبلٌ لصوتٍ وصدى 

أنا الغريبُ عن نَفْسِي 

أنا الغريبُ عن الحياةِ 

أنا الغريبُ في الحياةِ 

              تَشطُرُّنِي الآهاتُ الهازَّةُ لآوتارِ رُّوحِي 

غريبٌ عن الغُربةِ 

غريبٌ أنا

غريبةٌ الحياةُ فيَّ 

غريبةٌ الحياةُ عنِي 

              دَكَتْ كُلُّ سيِّاطِ الأنفاسِ، إحساسَ رُّوحِي 

هَزَّتْ الحياةُ

ما لِي 

أو ما بقيَّ لِي من جسد 

أَسِيرُّ كُلِّ الوجَعِ المُرسلِ إليَّ وفيَّ 

 من حمامٍ زاجلٍ بأجنحةٍ من هواء 

أنا

   صدى كُلُّ نَّفَسٍ قال آآآه 

أنا 

   صوتُ كُلُّ صمتٍ باحثٍ عن نجاة 

أنا 

   كُلُّ متاهةٍ عن الحياةِ في الحياةِ 

لا أصبو

       لا لنجاةٍ 

            لا لمَجدٍ 

               لا لِذِكْرٍ 

فقط وفقط 

أحيَّا لأُخَدِّرَ في الحياةِ مُبتغى الموتِ 

أصرخُ لجبلِ النجاةِ لكتمِ صدى الموتِ 

أُدَوِّنُ الوجَع لتتعرَّف الحياةُ على المُعذبيِّنَ فيها 

أحسُّ 

     لتبقى الحياةُ على أملِ خلاصٍ 

أكتبُ 

    لئلا يُهانُ الصمتُ 

أتهورُ 

لأقتَلَ ويحيّا القبرُ

 وأكونُ في القبرِ أصغي:

                               لهسيسِ الصدى 

                               لبُحةِ الصوتِ 

مع 

     ريحٍ تَهزُّ الحشائشَ 

     ودبيبِ طريقٍ للديدانِ 

فأكونُ حين أكتبْ 

      الصدى من جبلِ الموتِ 

       بعدَ ردِّ صوتِ الحياةِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بسام حجار: مَزارٌ بِجَنبِ الطريق

آلدا ميريني: قتلت كل عشاقي لأنهم يريدون رؤيتي أبكي