11-فبراير-2021

لوحة لـ بهرم حاجو/ سوريا - ألمانيا

وأنتَ تفتحُ زجاجة مُعتّقةً، حاذر أن تسْكُبَ ذاكِرتَك دُفعةً واحدةً، فكؤوس الخمّارات ستُصبِحُ بلا طعم وتِلك الأشياء القديمة لنْ تثمل لِتطرُدها بتُهمة الشّقاء والعربدة.

 

لن يكفيك حُضنُ حبيبةٍ عابرة لأنّها مُستنزفة وأنتَ مترنّحٌ لا تعرف الوجهة في أزقّة اللّيل الفارغة،

تغرقان في شبقٍ كاذبٍ،

لِيعيش كلُّ مِنكما أوهامهُ؛

فقط تلتقيان في آخر رعشةٍ، تلك الأخيرةَ، الصّادقة.

 

فوق المدينة، تحوم الحمائم منذ فجر الولادة، فلم تجد غير كتفي مستقرًّا،

أيجذبُها الوجع أيضا؟

حين عشّشت في صدري ونتفتْ ريشها المنهك، وهديل الحزن يرتدُّ بين أضلعي.

 

عندما أردتُ أنْ أكون قِسًّا في كنيستي المهجورة، المشعوذات أصبحن يأتينني حتّى يتطهّرن من خطيئاتهنّ.

وحبيبتي تتبعُ كنيسةً أخرى.

أوَ كُلّما التفتُّ أجدُ أنّ ظلّي أصبح مائلًا أكثر.

 

ماذا لو أُتيحتْ أمامكِ المقصلة وقِيل لك افعلي ما شئت؟

ستقتلينني بكلّ ما أوتيت من قوّة، فأنتِ متعوّدة على قتلي آلاف المرات،

حتّى أصبحتُ مثل الأجداث الخاويّة، بلا قرار،

كمْ تمنيتُ أن تكوني أنتِ لا الشيطانَ الذي يسكنُ أعماقكِ، حتى أعود وأحبّكِ.

 

وأنتَ تفتحُ زُجاجةً مُعتّقةً، اكتُبْ قصص حبٍّ مُنتشيّة عن العابِرات اللّواتي ثقبن هذا القلب، عن الخيبات المتتاليّة، عن الوهم والسّراب في عينيك،

واضحك في وجهِ هذا الحزن الأزليّ، ولا تكُن بارعًا في الوداع، ففي نهاية النّشوة كُلُّهم يرحلون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صانع العسكر

شتاء يابس سيمرّ على مهل