28-فبراير-2017

أحمد مورشيدلو/ إيران

كان عليكِ أن تكوني هنا
طيفًا أو روحًا، سنونوًا عابرًا 
لا تكوني غيمًا أبيضَ
الطائرات تفض بكارة السماء في كل لحظة 
وتبصق على غيومها البيض 

كان عليكِ أن تكوني هنا لتمسحي الدمع عن عيون الأمهات 
هنا لتكوني غطاءً تلتحف به قلوب الأطفال المرتجفة.. 
هنا لكي تري الطفل إبراهيم يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتسائل 
لماذا؟

عندما تحوم الطائرات في هذا المدى الذي تلسعهُ الحيرة 
لما علي أن أكتم الدمع؟ 
أعرف أنه ليس خوفًا كاملًا 
ليس خوفًا كاملًا 
كنا خائفين نعم 
ولكن لم حتى ونحن مقبلون على الموت علينا أن نكتم دمعنا 
الدمع الذي بمعانٍ لا تحد 
ولم يكن خوفًا. 

مرحبًا أيتُها المشانق العالية 
أيتها الحبال المتدلية من السماء 
المشدودة أمراسها على حواف الغيم 
والتي تتخاطفنا عبثًا 
دون جدوى أو سبب معين. 

لا أرض لنقف عليها 
كأنها لم تكن أمًا لنا يوما 
هذه الأرض تغور تحت أقدامنا 
كلما تدلت مشنقةٌ جديدة من السماء.

لا قبور لتسع جثثنا 
هذا التراب يلفظنا بقرف 
كأنا لم نغرق بطينه حبًا ووجدًا 
كأن كل الدم الذي بذلناه له رخيصًا 
لم يكن كافيًا.

سأسأل الشوارع عن يومٍ قديم 
عن عذريتها الأولى 
كيف كانت؟
هذا السيلُ من الأخضر اليانع الذي كان يغطيها 
وتلك الأشجار 
الأشجار التي اقتلعناها لنصنع منها أعوادًا للرماح. 

متآلفون مع البشاعة
كارهون للقُبل 
حبيبان يمارسان الحب في مغارة/ جريمة كاملة
الجوع أمرٌ طبيعي 
والكراهية فضيلة.

مثلًا كيف سأقول لكم الآن يا إخوتي بأنّا نشترك بنفس التكوين 
تلك النواميس البسيطة 
لماذا علي الآن أن أعيدها على مسامعكم؟

 

اقرأ/ ي أيضًا:

القمَر والخُبز والوُجوه

تعويضًا عن حادث