12-فبراير-2021

مشهد من حارة حريك في بيروت بعد حرب تموز 2006 (Getty)

أُعلن مساء الخميس، 10 شباط/فبراير2021، عن توقّف بث قناة MTV  اللبنانية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، المنطقة التي يسيطر عليها الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، وبالتحديد حزب الله الذي يتخذ منها مقرًّا لأمانته العامة ومجلس الشورى الخاص به.

أشعل قرار حزب الله بإيقاف بث قناة MTV  في الضاحية الجنوبية مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، وانطلقت الانتقادات من زاوية الحديث عن تقييد الحريات المتواصل 

وليست هذه المرة الأولى التي يستغلّ فيها الثنائي الشيعي سطوته على موزعي كابلات بث القنوات التلفزيونية في الضاحية الجنوبية، لمنع قنوات تلفزيونية بعينها من البث، إذ سبق أن قُطع  بث تلفزيون الجديد عدة مرات بسبب مقدمات نشرات إخبارية  رأى فيها الثنائي أنها تسيء إلى قياداته وتؤدي إلى "الفتنة". 

اقرأ/ي أيضًا: ناشطون مصريون يكشفون فضائح وفظاعات الشرطة عبر وسم جديد

وقد أتى الإعلان عن توقّف بث قناة الـMTV بعد أيام قليلة من قيام الإعلامية ديما صادق باتهام حزب الله بشكل مباشر، بقتل لقمان سليم، خلال برنامجها "حكي صادق" الذي تبثّه القناة.

 

أشعل قرار إيقاف بث MTV مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان. وفيما كان قسم كبير من الناشطين والحقوقيين يستنكر الأسلوب القمعي الذي تقوم به قوى الأمر في الواقع في الضاحية، وتحكّمها بما يُسمح للمواطنين مشاهدته، كان جزء من جمهور الثنائي يعبّر عن سعادته بقطع بث القناة، بل اعتبر بعضهم أن القرار تأخّر وكان يجب أن يُتّخذ في وقت سابق.

ضمن سياق هذا النقاش اعتبرت ديما نصر الدين أن قطع بث القناة يعزل شريحة كبيرة من المجتمع عن مشاهدة رأي مغاير لرأيه. واستخدمت وسم #صفر_خوف الذي استخدمه لقمان سليم في السابق، وأعيد استخدامه بعد اغتياله، للتعبير عن رفض منطق الإلغاء. ورأت ديما في تغريدة ثانية أن قطع البث هو أولى علامات الخوف من صحوة الشعب.

وتوقّف عدد من المغردين عند التزامن بين قطع بث الـ MTV، وبين ظهور مقطع فيديو للشيخ الذي قرأ آيات قرآنية في مأتم لقمان سليم، يعلن فيه عن اعتذاره من جمهور وبيئة الثنائي الشيعي، بسبب مشاركته في التأبين. وقالوا أن التضييق على الحريات بلغ حدّه في الأيام الأخيرة.

من جانبه قال أكرم عراوي  أن الحزب الذي لا يستطيع توجيه أي كلمة للسفيرة الأمريكية التي حضرت التأبين وتجوّلت في الضاحية، يفرّغ قوته في الشيخ قارئ العزاء، وفي قناة MTV.

ورأت وداد جربوع أن حجب قناة MTV، الذي تلى حجب قناة الجديد عن الضاحية وبعض المناطق في البقاع والجنوب هو قمع للحريات. من جهتها قالت باولا نوفل أن أولياء الأمر في الضاحية لجأوا أخيرًا إلى أسلوب قطع البث، بعدما فشلت محاولاتهم في السابق في إقناع أهل الضاحية الجنوبية بمقاطعة المحطة. 

فيما تساءل بيار صقر إن كان طريق القدس يمرّ من الـMTV، وتوجّه بالسؤال إلى أمين عام حزب الله حول سبب خوفه من صوت الإعلام. 

ورأى جوزيف طوق أن حجب القناة يمثّل الانعزال بأبهى حلله، وطالب الحزب بالعمل على تلميع صورته في بقية المناطق عوضًا عن مصادرة حريات أهل الضاحية.

على المقلب الآخر، كان جمهور حزب الله يكيل الشتائم للمحطة والعاملين فيها، ويوجه إليهم تهم الخيانة والعمالة. فادي جوني، أحد أشهر الناشطين في هذا الفريق، وصف المحطة بـالـ"صهيونية"، فيما وصفها مفلح شكر بالمحطة الفتنوية، وببوق السفارة الأمريكية، واستغرب أن بثها لم يقطع منذ فترة طويلة. وطالب حساب باسم حسن بعدم الاكتفاء بمنع بث المحطة في الضاحية، بل العمل على إقفالها نهائيًا. 

يبدو أن الاحداث المتسارعة التي يشهدها لبنان في الأيام الأخيرة، تشير إلى  بواكير مرحلة جديدة غاية في الخطورة. وفي الوقت الذي لا تشير التوقعات إلى انفراجات في الملف الحكومي المعلّق، فإن اغتيال لقمان سليم، وحملات التخوين والترهيب التي تشنّها جيوش حزب الله الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإمعان في قمع الحريات، هي كلها مؤشرات على أن الأيام القادمة قد تكون محملة بتطورات متسارعة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إيماءة الأصابع الثلاثة.. من سلسلة "مباريات الجوع" إلى شوارع ميانمار

الصين تعلن اعتقال صحفية أسترالية بعد 6 أشهر من احتجازها