10-فبراير-2021

وقفة احتجاجية ضد اعتقال الصحفيين في الصين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تم الإعلان من طرف أستراليا والصين بالتزامن يوم الإثنين 8 شباط/فبراير 2021 عن اعتقال الصحفية الأسترالية من أصول صينية، تشنغ لي، رسميًا. العملية التي أعلمت الصين أستراليا بها  في الخامس من شباط /فبراير 2021. والتهمة هي نقل وتزويد أسرار الدولة الصينية إلى دولة خارجية. وكانت تشنغ لي، 49 عامًا، تعمل مراسلة ومذيعة أخبار في النشرة الاقتصادية لدى شبكة CGTN الإعلامية الحكومية المتلفزة الناطقة بعدة لغات. وسبق اعتقال لي أن تم منعها من السفر من ثم احتجازها في ظروف غير مؤكدة منذ في آب/أغسطس 2020، وصدرت في حقها مذكرة اتهامية رسمية  مطلع شهر شباط/فبراير 2021، وفق ما وثقه تقرير لوكالة رويترز.

أبقت السلطات الصينية الصحفية الأسترالية تشنغ لي قيد الاحتجاز مدة 6 أشهر قبل أن تعلن اعتقالها رسميًا وتصدر مذكرة قضائية بالتهم الموجهة إليها

وبحسب تقرير رويترز فقد أعلن عن خبر اعتقال الصحفية لي كل من وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين. إذ قالت باين أن الحكومة الأسترالية "لديها مخاوف خطيرة جراء احتجاز الصحفية، وكذلك فالحكومة قلقة بشأن سلامتها وظروف احتجازها". وأضافت باين "يجب على الصين التعامل معها وفق ما تنص عليه القوانين الدولية وتأمين المحاكمة العادلة والمعاملة الإنسانية".

اقرأ/ي أيضًا:  إيماءة الأصابع الثلاثة.. من سلسلة "مباريات الجوع" إلى شوارع ميانمار

جاء رد المتحدث الصيني وانغ وينبين بالقول "إن جميع حقوق تشينغ لي مضمونة بالكامل". وأضاف في مؤتمر صحفي حضره موفد وكالة بلومبرغ  "إن الصين تأمل في أن تحترم أستراليا السيادة القضائية للجمهورية الصينية، وألا تتدخل في كيفية تعامل السلطات الصينية مع القضية"، وكشف عن أن وكالة الأمن الأسترالية قد قامت بالتحقيق مع صحفيين صينيين يعيشون في أستراليا خلال الأسابيع التي سبقت اعتقال تشينغ لي.

وقال السفير الأسترالي  السابق في الصين جيوف رابي، في تصريحات لوكالة رويترز أن قضية اعتقال تشينغ لي "تتجاوز العلاقات الثنائية البلدين" وأشار إلى أن دعم تشينغ لي سيكون أكثر صعوبة في ظل غياب التنسيق رفيع المستوى بين الحكومتين.

فيما ناشدت أسرة الصحفية المعتقلة، السلطات الصينية بمنحها إمكانية الوصول إلى طفليها، 9 سنوات و11 سنة، وهما متواجدان في أستراليا في زيارة عائلية ولم يستطيعا العودة إلى الصين بسبب إجراءات الحجر وتقييد الرحلات نتيجة جائحة كوفيد-19. وتجدر الإشارة إلى أن تشينغ لي ولدت في الصين ومن ثم هاجرت إلى أستراليا مع عائلتها وتابعت دراستها في جامعة كوينزلاند.

وقال أحد أفراد الأسرة في رسالة إلى وكالة رويترز "نحن مقتنعون تمامًا ببراءتها"، وأضاف "نحن نحترم العملية القضائية في الصين، ونحث السلطات على تسوية هذه المسألة بسرعة، ورحمة، وفي الوقت المناسب". كما طالبت أسرتها بالسماح لها بقراءة الجرائد وأي مواد أخرى من أجل الحفاظ على سلامتها العقلية. وجاء في بيان للعائلة "على الرغم من كونها مواطنة أسترالية منذ مدة طويلة، إلا أنها تحمل حب كبير للصين، البلد الذي ولدت فيه ويحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم".

اقرأ/ي أيضًا: طريق الموت.. جهود دولية محدودة وأرقام هجرة متصاعدة عبر البحر الأبيض المتوسط

في ذات الوقت يواجه الكاتب الأسترالي والناشط الحقوقي يانغ هينج جون، وهو من أصول صينية، المحاكمة في بكين بتهم تجسس، وهي تهم قام بنفيها بعد اعتقاله في عام 2019 في مطار جوانجزو بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية. وقال يانغ هينج جون "أنا بريء وسأقاتل حتى النهاية" ولا يزال في السجن منذ أكثر من عشرين شهرًا. وقد أثارت هذه القضية انتقادات من الحكومة الأسترالية حيث قالت وزيرة الخارجية أن "السلطات الصينية لم تبلغنا رسميًا عن اعتقال مواطنين أستراليين" حسب ما جاء في تقرير ABC news في أيلول/سبتمبر 2020.

وكانت العلاقات الصينية الأسترالية قد شهدت توترات جراء طلب العاصمة الأسترالية كانبيرا إجراء تحقيق دولي لمعرفة السبب والمصدر في انتشار فيروس كورونا، من ثم ردت بكين على ذلك الطلب بخطوات تجارية انتقامية في قطاع الفحم خصوصًا، ما تسبب في عدم تزويد عدد من المدن الصينية بالتيار الكهربائي لاحقًا. واعتبرت الصين وقتها أن طلب رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون يصب في خدمة سياسة دونالد ترامب لتحميل الصين مسؤولية انتشار فيروس كورونا وإلقاء اللوم عليها عالميًا. كما فرضت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ تعرفات جمركية على الشعير الأسترالي، وحظرت المنتجات من عدد من مصانع اللحوم الأسترالية، وأطلقت تحقيقًا في واردات النبيذ الأسترالي إليها. ومع ذلك، لا تزال الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مطالبات حقوقية وانتقادات للحكومة في الأردن عبر وسم "#حقي_مش_مكرمة"

البابا فرنسيس يعلن تعيينات جديدة في الفاتيكان لتعزيز دور المرأة