10-فبراير-2021

أثناء تظاهرة في يانغون يوم 8 شباط/فبراير 2021 (Getty)

استخدم المتظاهرون في ميانمار إيماءة الأصابع الثلاثة الشهيرة، خلال تحركاتهم الاحتجاجية في وجه الانقلاب العسكري الذي نفّذه ضبّاط في الجيش الميانماري، في الأول من شباط/فبراير 2021.

تم استخدام إيماءة الأصابع الثلاثة أول مرة، بعد فيلم مباريات الجوع في تظاهرات تايلاند ضد الانقلاب العسكري، واليوم تشهد انتشارًا واسعًا في تظاهرات ميانمار ضد الانقلاب العسكري أيضًا

وتعدّ إيماءة الأصابع الثلاثة واحدة من الرموز الجديدة في التعبير عن الاحتجاج، ويستخدمها اليوم جيل الناشطين الشباب الذي يقضي ساعات طويلة في تصفّح الإنترنت، ويتابع أخبار الحركات الإحتجاجية حول العالم، ويفهم جيدًا نوعية الإيماءات والشعارات القادرة على لفت انتباه العالم إلى قضيته. 

اقرأ/ي أيضًا: مطالبات حقوقية وانتقادات للحكومة في الأردن عبر وسم "#حقي_مش_مكرمة"

تحمل إيماءة أو تحية الأصابع الثلاثة (السبابة، الوسطى والخنصر) دلالات رمزية عديدة، وتستخدم في مجالات مختلفة. وقد تحوّلت إلى شكل من أشكال الاحتجاج، استلهامًا من فيلم  The Hunger Games/ مباريات الجوع، الذي عُرض بداية في العام 2012، حيث ظهرت للمرة الأولى كحركة للاحتجاج أو التعبير عن الرأي. إذ يحاول الفيلم استشراف المستقبل، حيث يُجبر سكان في أمريكا الشمالية على الموت في العلن خلال برنامج متلفز، بهدف امتاع وتسلية النخبة وأبناء الطبقة العليا. وكانت تتمّ تحية الشخص من قبل أقاربه وأصدقائه قبل أن يموت، من خلال استخدام إيماءة الأصابع الثلاثة. في إشارة إلى أنهم  يشكرونه، يودّعونه، وأنهم معجبون بشجاعته.

وظهرت إيماءة الأصابع الثلاثة على أرض الواقع للمرة الأولى خلال الاحتجاجات التي شهدتها تايلاند في العام 2014 بعد الانقلاب العسكري. وقد استخدم المتظاهرون هذه الإيماءة في تحدٍّ واضح منهم لهذا الانقلاب، وللتعبير عن رفضهم له. 

المطالب الثلاثة التي قصدها المحتجون في تايلاند يومها من خلال تقديم أصابعهم الثلاثة إلى الأمام كانت تنحّي رئيس الوزراء، إقالة الحكومة وتعيين حكومة جديدة، ووضع دستور جديد للبلاد.

أما اليوم فيرفع المتظاهرون في ميانمار صوتهم عاليًا في وجه سلطة الانقلاب، مستخدمين مجموعة متنوعة من الوسائل في أنشطتهم ضمن السعي لتسليط الضوء على قضيتهم. إذ قرعوا الطناجر من على شرفات منازلهم، وهو تقليد قديم يرمز إلى طرد الشر عن البلاد. كما شاركوا في حملات واسعة من العصيان المدني وتوقّفوا عن الذهاب إلى مراكز عملهم، وعن دفع الرسوم والمستحقات المتوجبة عليهم. 

كما تجمع الأطباء والممرضون في مستشفى يانغون العام، أكبر مستشفيات البلاد،  أمام باحة المستشفى، ورفعوا إيماءة الأصابع الثلاثة. كذلك فعل مئات العاملين في المستشفيات على امتداد البلاد. 

اقرأ/ي أيضًا: جرائم مقيدة "ضد مجهول".. أبرز 4 اغتيالات لصحفيين في لبنان بعد الحرب الأهلية

فيما اعتبر الكثير من الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ميانمار أن إيماءة الأصابع الثلاثة أصبحت اليوم رمزًا لثورتهم ومقاومتهم للانقلاب. ونشروا صورًا وتصميمات  تظهر هذا الشعار، وتطالب بالحرية لميانمار. 

ونشر أحد الناشطين صورة تبيّن تظاهرة مؤيدة للانقلاب تضمّ عددًا قليلًا من الأشخاص، يرفعون أصابعهم الخمسة وهو الشعار الذي يستخدمه مؤيدو الانقلاب، وصورة أخرى تظهر أعدادًا كبيرة من الجمهور يستخدمون إيماءة الأصابع الثلاثة، وأكد على الفارق الكبير في الأعداد والحشود. واستخدم وسم #WhatsHappeningInMyanmar، أي ما الذي يحصل في ميانمار.

ناشط آخر نشر صورة لشرطي من ميانمار يحمل بندقية M23، وسأل "هل هكذا يواجهون متظاهرين عزّل يرفعون فقط ثلاثة أصابع؟". فيما طالب ناشط آخر بوقف أعمال العنف ضد المتظاهرين، كما ناشد المواطنين بالالتزام بالعصيان المدني والامتناع عن الذهاب إلى العمل، تضامنًا مع المتظاهرين الذين تستخدم الشرطة العنف المفرط ضدّهم.

كما قام المتظاهرون بعكس صور عملاقة لإيماءة الأصابع الثلاثة على الأبنية، خلال تظاهرة في يانغون، طالبوا فيها بالإفراج عن الزعيمة المنتخبة سان سو كي.

وتداول الناشطون مجموعة صور يقولون أنها تعود لتاريخ يوم الثلاثاء 9 شباط/فبراير 2021، لمتظاهرين تعرضوا لرصاص حي من رجال الشرطة، وقد أطلقوا عليهم اسم "متظاهرو إيماءة الأصابع الثلاثة".

بعد أسبوع تقريبًا من الانقلاب العسكري، من الواضح أن قطاع واسع من الشعب في ميانمار غير متقبل لحكم العسكر، وهم اليوم في صدد التحضير لثورتهم المضادة، من خلال تجميع عناصر هذه الثورة وشعاراتها، وتحديد مطالبهم. بينما ستكون الأصابع الثلاثة هي رمز هذه الثورة على ما يبدو. أصابع تطالب بالعدالة، الحرية، والديمقراطية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طريق الموت.. جهود دولية محدودة وأرقام هجرة متصاعدة عبر البحر الأبيض المتوسط

البابا فرنسيس يعلن تعيينات جديدة في الفاتيكان لتعزيز دور المرأة