18-فبراير-2021

عبوة بلاستيكية من إنتاج كوكاكولا في نهر بالقرب من تولوز الفرنسية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بدأت شركة كوكاكولا للمشروبات الغازية بتجربة عبوات مصنوعة من مواد ورقية بدل البلاستيك وذلك في خطوة نحو الحفاظ على البيئة وتقليل الاستخدامات البلاستيكية في منتجاتها، التي ينتج عنها نفايات مضرة وملوثة بيئيًا. إذ يمكن للتجربة الجديدة أن تقلل بشكل كبير من كمية النفايات التي تنتجها الشركة في حال تم تبنيها على نطاق واسع. وتجدر الإشارة إلى أن مخلفات شركة كوكاكولا لوحدها من البلاستيك تقارب 2.9 مليون طن سنويًا، ما يجعل شركة كوكاكولا أكبر ملوث بالبلاستيك في العالم بحسب دراسة تناولها تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

جاء تصنيف كوكاكولا، للسنة الثالثة على التوالي، في صدارة الشركات الملوثة للبيئة بالبلاستيك

تدخل هذه التجربة لكوكاكولا ضمن رؤية الشركة المعلنة لعام 2030، وهي رؤية تمت صياغتها بعد أن وجهت الاتهامات للشركة بأنها أكبر الشركات المستخدمة للبلاستيك تلويثًا للبيئة في العالم. وجاء تصنيف كوكاكولا، من قبل مجموعات بيئية تنادي بعالم خال من البلاستيك، للسنة الثالثة على التوالي في صدارة الشركات الملوثة للبيئة بالبلاستيك، ومعها بيبسي ونستلة ومارس وبروكتر أند غامبل وكولغايت وفيليب موريس وبيرفيتي ومونديليز إنترناشيونال وغيرها.

اقرأ/ي أيضًا: رقعة إيبولا تتسع غرب القارة الأفريقية ومنظمة الصحة العالمية تحذر 6 دول

بالنسبة للنموذج التجريبي الأولي الجديد لعبوة كوكاكولا، الذي تتم تجربته في هنغاريا، فيتكون من غلاف خارجي قوي من الورق وغطاء بلاستيكي وبطانة بلاستيكية رفيعة مصنوعة من مواد يمكن إعادة تدويرها. ويتم تطوير النموذج الأولي الجديد للعبوة الورقية كجزء من شراكة بين كوكاكولا وعدة شركات أخرى منها شركة بابوكو، وهي شركة دانماركية المنشأ، وشركة كارلسبرغ والشركة المصنعة لمنتجات التجميل لوريال. وسيبدأ توزيع كميات محدودة من هذه العبوات في الولايات المتحدة الأمريكية على المحلات التجارية للبدء في بيعها خلال الشهر الجاري.

في ذات السياق، قالت مديرة سلسلة التوريد الفنية والابتكار في شركة كوكاكولا في أوروبا، دانييلا زاهاريا أن "التجربة التي نعلن عنها تشكل علامة فارقة في سعينا لتطوير العبوات المصنعة من الورق"، وأضافت "الناس يتوقعون منا تقديم أنواع جديدة ومبتكرة ومستدامة من العبوات إلى السوق العالمي، وهذا هو السبب في بناء الشراكة مع العديد من الخبراء، ولذلك نجري  عدة تجارب في السوق" حسب ما نقله تقرير صحيفة الإندبندنت. من جهته وصف تيم سيلبرمان، مدير مشاريع التطوير في بابوكو، وهي شركة تعمل عل المشروع بالشراكة مع كوكاكولا، التعاون مع كوكاكولا في هذا المشروع بالأمر العظيم الذي من شأنه أن يظهر الإمكانيات المذهلة للورق.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا قال اللبنانيون تعقيبًا على ارتفاع أسعار المحروقات والدولار؟

من جهتها، تعتمد المجموعات البيئية على عدة معايير منها مراجعة سنوية لحجم النفايات البلاستيكية الموجودة على الشواطئ والأنهار والمتنزهات والحدائق وضمن التجمعات السكانية المختلفة. وضمن مراجعة من هذا النوع لحملة "تحرروا من البلاستيك" تم إحصاء العلامة التجارية لماركة كوكاكولا بواقع 13.834 قطعة من البلاستيك في 51 من أصل 55 نقطة شملها الإحصاء، وأظهر الإحصاء 8633 قطعة لشركة نستلة، وجاءت علامة بيبسي التجارية في المرتبة الثالثة 5155 كأسوأ مصادر للتلوث. وقد جمع متطوعو الحملة البيئية ما يقارب 350 ألف قطعة بلاستيكية.

ساهمت جائحة كوفيد-19 في تفاقم الأزمة البيئية المتعلقة بمخلفات البلاستيك بسبب الاستهلاك الإضافي للمنتجات البلاستيكية بما فيها وسائل الوقاية الطبية

وقالت الناشطة البيئية أبيغيل أغيلار من منظمة غريبنيس في جنوب شرق آسيا أن "هذه الشركات تدعي أنها تعالج أزمة البلاستيك، ومع ذلك فهي تواصل الاستثمار في حلول خاطئة، وتتعاون مع شركات النفط لإنتاج المزيد من البلاستيك" وأضافت "من أجل وقف هذه الفوضى ومكافحة تغير المناخ، يجب على الشركات متعددة الجنسيات مثل كوكاكولا وبيبسي ونستله وغيرها  أن تنهي إنتاجها من العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والابتعاد عن إدخال الوقود الأحفوري في صناعاتها".

وتشير بعض التوقعات المتخصصة إلى إمكانية أن يتضاعف تداخل البلاستيك مع البيئة البحرية بحلول عام 2040، وما لم يتصرف العالم بشكل ناجع، فسيتم إلقاء أكثر من 1.3 مليار طن من النفايات البلاستيكية في الأرض والمسطحات المائية. ويذكر أن جائحة كوفيد-19 قد أسهمت في تفاقم الأزمة البيئية المتعلقة بمخلفات البلاستيك بسبب الاستهلاك الإضافي للمنتجات البلاستيكية بما فيها وسائل الوقاية الطبية كالقفازات والأقنعة والعباءات الطبية وأدوات التنظيف والمعقمات وغيرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في سابقة تاريخية أول امرأة وأفريقية تتولى رئاسة منظمة التجارة العالمية

دراسة جديدة عن "لغز" بناء نصب ستونهنج الأثري