18-فبراير-2021

صورة أرشيفية لمحطة محروقات مدمرة في جنوب لبنان (Getty)

في الوقت الذي تعثرت فيه مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية خلال الأيام الأخيرة، وفيما يبدو أن العلاقة بين الرئيس المكلّف لتشكيلها سعد الحريري، ورئيس الجمهورية ميشال عون وصلت إلى طريق مسدود، استقبل اللبنانيون يوم الأربعاء 17 شباط/فبراير 2021 أخبار ارتفاعات إضافية في أسعار المشتقات النفطية والغاز. هذا في ذات الوقت الذي كانت الليرة اللبنانية تفقد المزيد من قيمتها أمام النقد الأجنبي خلال النهار، وتتابع انهيارها مساء، بعد أسبوعين تقريبًا من ثبات سعر صرفها نسبيًا مقابل الدولار الأمريكي.

تشير التوقعات الاقتصادية في لبنان إلى إمكانية  أن يؤثر ارتفاع أسعار المحروقات والهبوط الجديد في سعر صرف الليرة اللبنانية على توليد الكهرباء بشكل مباشر

ضمن إطار هذا الظرف أطلق مغردون لبنانيون وسم #الدولار للتعبير عن غضبهم من الانهيارات المتلاحقة لليرة اللبنانية، والارتفاع الجنوني الذي يطال أسعار السلع والمواد الغذائية، خاصة المستوردة منها التي يُدفع ثمنها أساسًا بالدولار الأمريكي.

اقرأ/ي أيضًا: هل ستتخطى المصارف المتعثرة في لبنان احتمال التصفية؟

في هذا الخصوص قالت صفحة "لبنان منتوف" الساخرة، إنه في الوقت الذي يتلهّى اللبنانيون بالثلوج التي تساقطت ليل الأربعاء، وفيما كانوا يحتفلون بوصول أولى دفعات لقاحات الكورونا بعد مماطلة استمرت لأشهر، كان سعر صفيحة المحروقات يرتفع 1600 ليرة وكان الدولار الأمريكي الواحد يصلّ لقيمة 9000 ليرة لبنانية في السوق السوداء. 

من جهتها قالت إسراء إن الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار أفقد رواتب اللبنانيين قيمتها الحقيقة، وأن راتبها أصبح اليوم يساوي 350 دولار أمريكي فقط.

كما قال حسن نيازي إن الكهرباء مقطوعة، والإنترنت معطّل، أسعار البنزين ترتفع وكذلك نسب الفقر، في الوقت الذي يصرّ فيه جبران باسيل على الثلث المعطل، الأمر الذي يعرقل تشكيل الحكومة، ويساهم في مفاقمة الأزمة. 

وقال نضال السبع إن سعر صرف الدولار يرتفع بشكل جنوني، وهو يقترب من 10 آلاف ليرة لبنانية. ورأى أن الدولة عاجزة عن إيجاد أية حلول، فيما معدلات  الفقر تزداد مع ارتفاع سعر صرف الدولار.

ورأى ميثم عبدالله أن الدولار في السوق السوداء يرتفع، فيما خطاب المسؤولين يهبط وينحدر. ووصف عهد ميشال عون بعهد الفتنة والخراب.

فيما حمّل موقع ميس الجبل من جهته، الرئيس المكلّف سعد الحريري مسؤولية انهيار العملة، بسبب تعنّته وتمسكّه بشروطه فيما يخصّ تشكيل الحكومة. 

في السياق نفسه، وصف رياض الدهيني القائمين على التحكّم بأسعار الدولار بالمافيا. وتوقّع أن يحترق لبنان ويحترق معه الجميع في حال استمرت الأمور على هذا النحو. 

وحمّل حسين  عثمان مصرف لبنان مسؤولية انهيار سعر صرف الليرة، حيث يقوم المصرف بطباعة الأوراق النقدية بدون أية دراسات اقتصادية، الأمر الذي يجعل الليرة تخسر قيمتها أمام العملات الأجنبية.

ضمن هذا الإطار، توقع الخبير في مجال الطاقة مارك أيوب، أن يؤدي الارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي، إلى انخفاض في القدرة على توليد الطاقة الكهربائية، كما سيؤدي إلى تدهور كبير في شبكة الكهرباء وزيادة الخسائر التقنية. وتخوّف من عدم إمكانية الدولة تأمين الكهرباء للمواطنين في الفترة القادمة. 

بينما قال بيتر الخوري إن قطاع الكهرباء كلّف لبنان أكثر من 50 مليار دولار أمريكي منذ نهاية الحرب الأهلية، وهو أحد أسباب الانهيار الحاصل، وعلّق ساخرًا "كان بإمكاننا إضاءة القمر بهذا المبلغ".

وتساءل شربل العلم عن سبب التغيّر المباشر لسعر صرف الدولار صعودًا أو نزولًا،  بالتزامن مع زيارات سعد الحريري إلى القصر الجمهوري في بعبدا، ورأى أن سماسرة السوق يتلاعبون بالأسعار خدمة للجهات السياسية الداعمة لهم.

من جهته، رأى محمد المختار أن انهيار سعر صرف الليرة سببه الحصار الاقتصادي والمالي الذي تمارسه الدول الكبرى على لبنان، وقال إن الهدف هو تفجير الوضع الاقتصادي لتحقيق ما عجزوا عنه عسكريًا.

في الوقت الذي يتراشق فيه المسؤولون اللبنانيون عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل ويتبادلون التهم، وفيما يحمّل أنصار الأحزاب مسؤولية الانهيار إلى الأحزاب والجماعات الأخرى، لا يبدو أن هناك ما يوقف سير لبنان نحو الانهيار الكبير. انهيار تشير إليه كل المعطيات المتوفرة اليوم، فيما يعرقل السياسيون تشكيل حكومة على حساب مصلحة الوطن، بينما الشعب يدفع الثمن وحيدًا. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

رقعة إيبولا تتسع غرب القارة الأفريقية ومنظمة الصحة العالمية تحذر 6 دول 

في سابقة تاريخية أول امرأة وأفريقية تتولى رئاسة منظمة التجارة العالمية