للمرة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخها، وضعت كوستاريكا اسمها بين المشاركين في نهائيات كأس العالم القادمة، ليرفع علمها في كورنيش الدوحة إلى جانب 31 علمًا سبقتها إلى المونديال المقرر إقامة أحداثه في قطر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
تأهل كوستاريكا إلى العرس العالمي جاء بعد خوضها الملحق العالمي، وفوزها أمام نيوزيلندا في مباراة الصراع على آخر بطاقات الوصول إلى مونديال قطر. ورغم ظهورها القليل في النهائيات العالمية إلى أن كوستاريكا تمكنت من تحقيق نتائج مميزة، خصوصًا في مونديال البرازيل 2014 عندما وصلت إلى ربع النهائي، وتعتبر ثالث أكثر منتخبات أمريكا الشمالية مشاركة في كأس العالم بعد المكسيك ( 17 مرة) والولايات المتحدة الأمريكية (11 مرة).
على المستوى القاري رفع المنتخب الكوستاريكي الكأس الذهبية 3 مرات أعوام (1963، 1969، 1989)، وشارك في 3 نسخ لبطولة كوبا أمريكا واستطاع بلوغ ربع النهائي في 2001 و2004.
تأهّل من بوابة الملحق
استهلت كوستاريكا تصفيات "الكونكاكاف" من الدور الثالث باعتبارها من بين الخمس الأعلى تصنيفًا في اتحاد أمريكا الشمالية، إلى جانب كل من، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية، جامايكا، وهندوراس.
أنهت كوستاريكا التصفيات بالمركز الرابع خلف كندا صاحبة الصدارة ووصيفتها المكسيك والولايات المتحدة الثالثة، برصيد 25 نقطة حصدتها من 7 انتصارات و4 تعادلات و3 هزائم في 14 مباراة سجلت فيها 13 هدفًا وتلقت شباكها 8 أهداف.
وبحسب نظام اتحاد الكونكاكاف في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فإن أصحاب المراكز الثلاث الأولى يتأهلون مباشرة إلى النهائيات، بينما يخوض المركز الرابع ملحقًا ضد أحد فرق القارّات الأخرى، فوضعته القرعة بمواجهة بطل أوقيانوسيا، المنتخب الكوستاريكي واجه نظيره النيوزيلندي في مباراة فاصلة، وتغلب عليه بهدف جويل كامبل مهاجم نادي مونتيري المكسيكي حاليًا واللاعب السابق في صفوف أرسنال الإنجليزي.
تاريخ "لاسيلي" المونديالي
في أول حضور له في النهائيات العالمية عام 1990 بمونديال إيطاليا، والذي جاء تعويضًا لاستبعاد المكسيك، صنع المنتخب الكوستاريكي الملقب بـ "لاسيلي" المفاجأة بتأهله إلى دور الـ 16 بأداء جميل مكنه من الفوز على السويد (2ـ1) وإسكتلندا (0ـ1)، في حين لم تسعفه الخبرة أمام البرازيل وخسر بهدفٍ وحيد، قبل أن ينتهي مشواره أمام تشيكوسلوفاكيا بهزيمة قاسية بأربعة أهداف لهدف.
كوستاريكا فشلت في التأهل إلى مونديالي 1994و1998، لتعود في 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وتقدم مستوى جيدًا للغاية، لكنها لم تستطع أن تتجاوز دور المجموعات بعد أن فازت على الصين بهدفين دون رد وانهزمت من البرازيل بخمسة أهداف لاثنين وتعادلت مع تركيا بهدفٍ لمثله، لتحتل المركز الثالث بـ 4 نقاط خلف الأخيرة التي تفوقت عليها بفارق الأهداف وجاءت بالمركز الثاني.
المشاركة الثالثة لمنتخب كوستاريكا في كأس العالم كانت في مونديال ألمانيا 2006، وحينها ودعت البطولة من الدور الأول بدون أي نقطة، إذ خسرت في المباراة الافتتاحية للنهائيات أمام منتخب البلد المضيف بأربعة أهداف لاثنين، ثم سقط أمام خصمه الإكوادوري بثلاثية دون رد، وفي الجولة الختامية انهزمت من بولندا بهدفين لهدف.
في مونديال البرازيل 2014 سجلت كوستاريكا أقوى ظهور لها في تاريخ مشاركاتها العالمية، حيث فاجأت الجميع وتصدرت مجموعتها في الدور الأول بـ 7 نقاط جمعتها عقب الفوز على الأوروغواي بثلاثة أهداف لواحد وعلى إيطاليا بهدفٍ مقابل لا شيء وتعادلها مع إنجلترا سلبًا من دون أهداف.
واجهت كوستاريكا في دور الـ 16 خصمتها اليونان واستطاعت التغلب عليها بركلات الترجيح (5ـ3)، لتضرب موعدًا مع هولندا ضمن منافسات الدور ربع النهائي في مباراة حسمها "الطواحين" بصعوبة بعد انتهاء وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي واللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي حرمت "لاسيلي" من الوصول إلى الدور نصف النهائي، كأول منتخب من أمريكا الشمالية يُحقق هذا الإنجاز.
المونديال الروسي 2018 عرف خروج منتخب كوستاريكا من الدور الأول، بعدما حصد نقطة وحيدة من تعادله مع نظيره السويسري بهدفين لمثلهما، في حين خسر أمام البرازيل بهدفين دون رد وصربيا بهدفٍ وحيد. عمومًا في تاريخ مشاركاته الخمس السابقة، لعب المنتخب الكوستاريكي 18 مباراة، فاز في 5 منها، وتعادل في مثلها، وخسر 8 مباريات، محرزًا 19 هدفًا وتلقت شباكه 28.
صدام مع ألمانيا وإسبانيا
لم تكن القرعة رحيمة بالمنتخب الكوستاريكي، إذ وضعته في مواجهة مباشرة مع منتخبي ألمانيا وإسبانيا في المجموعة الخامسة، التي تضم أيضًا "الساموراي" الياباني القادم إلى مونديال قطر بطموح كبير. حظوظ كوستاريكا بتخطي دور المجموعات تصطدم برغبة كبيرة من العملاق الألماني في تعويض خيبة مونديال روسيا الأخير، والذهاب بعيدًا على الأراضي القطرية، الأمر الذي ينطبق كذلك على إسبانيا التي تتطلع لمحو أثار الخروج من دور الـ 16 في مونديال 2018، وإعادة أمجاد 2010 حين توجت بالكأس العالمية.
ورغم صعوبة المهمة إلا أن الكوستاريكيون متفائلين بتكرار إنجاز مونديال 2014، حين اجتازوا الدور الأول بالصدارة على حساب كبيران أوربيان أيضًا هما الإيطالي والإنجليزي، اللذان سبق لهما التتويج بكأس العالم، وبطل عالمي آخر هو منتخب أوروغواي.
تحت قيادة المدرب الكولومبي لويس فرناندو سواريز، أظهر منتخب كوستاريكا صلابة دفاعية واضحة في النصف الثاني من التصفيات بتلقيه هدفين فقط، وهو ما يُمثل نقطة قوة "لاسيلي" في مواجهة باقي منتخبات المجموعة التي تتميز بهجومها القوي.
يمتلك المنتخب الكوستاريكي عناصر مميزة ومفاتيح لعب متعددة القدرات، يأتي على رأسهم حارس المرمى كيلور نافاس النجم السابق في صفوف ريال مدريد، وحاصل مع النادي الإسباني على 12 بطولة منها ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ومثلها بكأس السوبر الأوروبي، وأربعة ألقاب لكأس العالم للأندية، قبل أن ينتقل لحماية عرين باريس سان جيرمان الفرنسي في 2019. وهناك أيضًا قائد خط الوسط المخضرم بريان رويز، والمهاجم جويل كامبل، وسيلسو بورخيس، والموهبة الصاعدة بقوة بسماء الكرة الكوستاريكية جويسون بينيت ذو الـ 18 ربيعًا.
تستهل كوستاريكا مشوارها في النهائيات بمواجهة إسبانيا يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ثم اليابان في 27 من ذات الشهر، قبل أن تختتم مبارياتها في الدور الأول بلقاء ألمانيا في الأول من كانون الأول/ديسمبر.
