19-سبتمبر-2022
لوحة لـ فان كوخ/ هولندا

لوحة لـ فان كوخ/ هولندا

1

قبل أن تحبَّ

ستكون قد

قرأتَ في أحد كتبك

قصة رجل أحبَّ

وارتدى معطفه في أشد الأيام خيبة،

مضى وحيدًا

عبر أطول النهارات التي

يشهدها تاريخه.

قبل أن تعيد الكتاب إلى الرف

وتقرر مباشرة حياتك مثله

سيكون النهارُ قد انقضى!

 

2

آلاف الأشخاص يودون

أن أحكي لهم القصة منذ البدء

لكن ما أقوله

لا يبدو كافيًا.

لقد أحببنا وكل واحد منا

يحمل طبقًا زجاجيًا

بعد أن أكلنا الطبخة الشهيرة

تمشينا كالأرجوحتين

ثمّ في المنحدر الرطب

أشعلنا الشموع لتظل خالدة

لعشرات السنين

وكسرنا الأطباق!

 

3

في رقبتكِ عظام أشبه بالجذور

إنها بضعة كلمات

تشقُّ طريقها

للوصول

لكنك ترفعين حذاءك عن الوحل

دون انتباه لتلك

الجذور التي بدأت

تتضحُ للعيان.

أنك تبتسمين فيبرز بعضها ببطء

شديد

ثم تخبئين الكلمات المرجوة

فتختفي!

 

4

أخيرًا رضيتُ أن أحبك

عبر نزهة في سيارة،

يسرع السائق

فتقع ندف الثلج على الواجهة الأمامية،

لا شيء يغدو واضحًا

في مراياه.

في الاستراحة المخصصة ينزل

السائق من سيارته

لكني أكمل قصتي الوحيدة

مشيًا على القدم!

 

5

لقد اتسخ الماء

بينما كنا ننظف أقدامنا

انتظرنا أن يصفو

لنغسل وجوهنا ثم سرعان ما بدا

العالم مجازيًا على نحو من عدم الثقة.

ستبقبق المياه ثم ترسب

أما الدموع الحزينة كالنجوم الباهتة

فهي التي ستطفو!

 

6

للشاعر قوة شائعة

لا تساعده ليتعلم شيئين

عبر شيء واحد

قصائده بضعة أسنان لبنية

سيقذفها واحدًا

تلو الآخر

دون أن تعيد له الشمس

وميضًا من طفولته.

أي ألم ذلك وقد تعذرَ على الشاعر

الفصيح

أن ينتحب باللغة الفصحى!

 

7

كم تبدو مثل امرأة مسنة

في عتبة الباب

ترخي نظارتها

لتتأكد من أن صغار الحي

لن يقذفوها بالكرة سهوًا.

هذه هي الطريقة

التي أترقب بها ليلتي الأخيرة

الموت ليس ماهرًا

طوال الوقت

وعلى أية حال

ستصيب الكرة رأسي

عندما يخطئ اللاعبُ الهدف!

 

8

إما بكاء لا ينتهي

أو ضحك إلى الأبد،

هذا ما يخيرني

به النادل

وهو بعيد الأكواب إلى أماكنها

فارغة.

أسأل ما الذي تناوله

هؤلاء الذين يجلسون بجانبي؟

يقول:

لا أتذكر

لعله بكاء لا ينتهي.

انه خياري أيضًا لكني أحلم

أن أحبك

لأكف عن لوم نفسي

وأنا أدفع الثمن!

 

9

غسلتُ المقالي

مرة تلو مرة لئلا يكون

ثمة ممر إلى الشوق

وقد عشتِ هنا أيامًا

تستخدمين كل شيء برقة

وخيبة.

مطبخنا الصغير هو تاريخنا

الذي يُحسُّ به.

في أيامٍ كهذه

نختبر حب المرأة

في صحون المجلى 

أقلّ مما نفعل ذلك في المقلاة!

 

10

تلّوحُ يدي بمصباح

من بعيد

إلا أنك لا تصلين الآن

أدفع خطاي وحيدًا

بألم يصوب المسار

لعلي ذلك الذي يضع

كمَّ قميصه

على فمه

ليخبئ صراخ الخيوط الرثة إلى الأبد!