03-أكتوبر-2018

غسان كنفاني "1936-1972"

تستعدّ العاصمة القطرية الدوحة لانطلاق الدورة الرابعة من "مهرجان كتارا للرواية العربية" الذي تنظّمه المؤسسة العامة للحي الثقافي، كتارا، في الفترة بين 15 وحتّى 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري. أعلنت المؤسسة، على لسان مديرها، خالد بن إبراهيم السليطي، في الأوّل من تشرين الأوّل/ أكتوبر، عن برنامج الدورة الحالية التي تحتفي بالكاتب والروائي الفلسطينيّ غسان كنفاني "1936-1972". والتي ستشهد أيضًا في اليوم الأوّل منها، افتتاح مكتبة للرواية العربية يحتضنها مبنى المؤسسة في العاصمة القطرية الدوحة.

ستشهد هذه الدورة من كتارا للرواية العربية عددًا من الندوات والمؤتمرات التي ستناقش حالة "الرواية العربية النسوية"، و"الرواية والمسرح"

بالإضافة إلى إطلاق مبادرة "مشوار ورواية"، وفعالية "حكاية من رواية" التي تستهدف الأطفال وطلّاب المدارس بقصد خلق مساحة الهدف منها جعل هذه الفئة أكثر قربًا من عالميّ السرد والرواية. وتندرج هذه الفعالية ضمن إطار انفتاح كتارا على المؤسّسات التعليمية. عوضًا عن إقامة حفل توقيع لإصدارات الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها السابقة بجميع فئاتها، وبحضور أصحابها. وعقد عددًا من الندوات والمؤتمرات التي ستناقش حالة "الرواية العربية النسوية"، و"الرواية والمسرح".

اقرأ/ي أيضًا: غسّان كنفاني.. العودة إلى الدرس الأول

من المعروف أنّ المهرجان الذي انطلقت دورته الأولى عام 2015، يتضمّن فعاليات ثقافية وأدبية ثرية تحتفي بالإبداع والرواية العربية التي تسعى "كتارا" إلى تعزيز مكانتها الكبيرة أساسًا في المشهد الأدبي العربيّ، من خلال دعمها بمبادرات تُسلّط الضوء عليها، وأنشطة نوعية وغير مسبوقة أيضًا، تُعنى بالرواية والروائيين العرب.

لا تقتصر استعادة الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني في هذه الدورة من المهرجان، على الاحتفاء بشخصه فقط، أي أن يمرّ اسمهُ مرور الكرام ضمن فعاليات المهرجان، ويطوى بعدها سريعًا. بل يأتي حضوره، لا كأديبٍ فقط، وإنّما كإنسان وقائد ومفكّر سياسي أيضًا. فالندوة التي قرّرت المؤسسة أن تختهم بها فعالّيات اليوم الأوّل من المهرجان، لا تتناول ما أنجزه الراحل وحسب، وإنّما حياته كاملةً، ما يعني أنّ مؤلّف "رجال في الشمس"، سوف يُستعاد في المهرجان بصورته الكاملة دون نقصان. ناهيك عن المعرض الذي ينظمه المهرجان تحت عنوان "دقات غسان كنفاني"، والذي سوف يحتضن جميع أعمال الراحل، رواية كانت أو قصصًا ومسرح.

 يأتي حضور اسم غسان كنفاني في هذه الدورة من كتارا للرواية العربية، لا كأديبٍ فقط، وإنّما كإنسان وقائد ومفكّر سياسي أيضًا شهد على واحدة من أهم مراحل تكوين الوعي الفلسطيني

أمّا بشأن المكتبة الجديدة التي سوف تحمل اسم "مكتبة كتارا للرواية العربية"، والتي ستوفّر للكتّاب والباحثين مصادر ومراجع في الأدب والرواية، فقد أكّدت مؤسسة كتارا أنّها سوف تضمّ عشرة آلاف عنوانٍ روائيٍّ تقريبًا. وستكون، بحسب تصريحات القائمين عليها، موزّعة على أصنافٍ عدّة، كروايات الخيال العلمي، والروايات البوليسية والرومانسية وروايات اليافعين وقصص الأطفال أيضًا. وستوفّر المكتبة إلى جانب ذلك مساحةً مُخصّصة للمطالعة، بالإضافة إلى قاعاتٍ لعقد الندوات وتنظيم ورش العمل الثقافية. وفي خطوةٍ هي الأولى من نوعها، خصّصت مؤسّسة كتارا مكانًا لعرض الروايات العربية التي تحوّلت إلى أعمال درامية وسينمائية. وهي بذلك تتيح للزائرين، إلى جانب القراءة، مشاهدة الأفلام المأخوذة عن أعمالٍ روائية مختلفة، والاستماع أيضًا إلى الروايات التي فازت بجائزتها في السنوات السابقة. وبالتالي، تخرج المكتبة عن نمط المكتبات العامّة السائدة عربيًا وربّما عالميًا، وتوفّر الثقافة والأدب لزوّارها ورقيًا، بصريًا، وصوتيًا أيضًا في تجربة حسية متكاملة.

اقرأ/ي أيضًا: ساعة غسان كنفاني

وفي ظلّ سعيها الدؤوب إلى إثراء المشهد الثقافي العربيّ، وتعزيز مكانة الرواية عربيًا، ستطلق "المؤسسة العامّة للحي الثقافي كتارا" أرشيفًا إلكترونيًا خاصًّا بالمكتبة أيضًا، يتضمّن بيبلوغرافيا تصبّ جلّ اهتمامها في التركيز على جميع الأعمال الروائية العربية، حقولها المختلفة، وما يتعلّق فيها من دراساتٍ نقدية أيضًا.

جديرٌ بالذكر أنّ "مهرجان كتارا للرواية العربية" هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي، كتارا، في سنة 2014، بهدف تعزيز مكانة الثقافة العربية من خلال نشاطاتٍ وفعالياتٍ ثقافية متنوّعة من شأنها أن تجمع الأصوات الأدبية العربية في مكانٍ واحد، بحيث تحقق تنوّع ثقافي وفكري عربيّ، وتفتح الباب أمام المبدعين العرب، كبارًا وصغارًا، للإنتاج المميز. وتتوزّع الجائزة على أربعة فئاتٍ هي:

  • "الروايات العربية المنشورة" - حصل كل ّ نص روائي من النصوص الخمسة الفائزة فيها على 60 ألف دولار أمريكيّ.
  • "الروايات العربية غير المنشورة" - يحصل كلّ نصّ روائي من النصوص الخمسة الفائزة على 30 ألف دولار أمريكي.
  • "الدراسات: البحث والتقييم والنقد الأدبي غير المشورة" - تحصل كل دراسة من الدراسات الخمسة الفائزة على 15 ألف دولار أمريكيّ.
  • "روايات الفتيان غير المنشورة" - تحصل كل رواية من الروايات الخمسة الفائزة على 10 آلاف دولار أمريكيّ.