12-أكتوبر-2020

كتاب "انتفاضة 1987: تحوّل شعب"

عام 1987، وتحديدًا في الثامن من كانون الأوّل/ ديسمبر، انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى التي عُرِفت فيما بعد بانتفاضة الحجارة، لتُشكِّل أحد أهمّ أشكال المُقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة غير المُسلّحة ضدّ دولة الاحتلال الإسرائيليّ. وبمناسبة الذكرى السنويّة الثلاثين لاندلاعها، عقدت "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة" بالتعاون مع "دار النمر للفنّ والثقافة" مؤتمرًا تحت عنوان "انتفاضة 1987: الحدث والذاكرة"، خلال الفترة المُمتدّة من 24 إلى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في كلّ من جامعة بيرزيت ومدينتي غزّة وبيروت.

في كتاب "انتفاضة 1987: تحوّل شعب"، تتناول بعض الدراسات الانتفاضة انطلاقًا من كونها حدثًا فنيًّا

تناول المؤتمر الجوانب الثقافيّة والفنيّة المُتعلّقة بالانتفاضة، وسعى أيضًا إلى وضع إجاباتٍ على مجموعة من الأسئلة، أهمّها: كيف نفهم انتفاضة 1987 بعد ثلاثين عامًا على انطلاقها؟ ما هي العوامل التي أنتجت الانتفاضة بصفتها حالة شعبيّة واسعة؟ وما الأثر الذي تركتهُ في الثقافة والسياسة والمجتمع الفلسطينيّ؟ وكيف أثّرت على صورة الفلسطينيّ في العالم؟ وهل للانتفاضة فرادة وخصوصيّة تاريخيّة استثنائيّة من ناحية العوامل والفواعل التي تسبّبت باندلاعها؟

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "داخل السور القديم".. كتابات حيّة من زمن الجهاد المقدس

وبعد مرور ثلاث سنوات على انعقاد المؤتمر، جمعت "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة" الأوراق والمُداخلات والشهادات التي قُدِّمت خلاله، وأصدرتها حديثًا في كتاب حمل عنوان "انتفاضة 1987: تحوّل شعب"، تقديم وتحرير روجر هيكوك وعلاء جرادات، وبُمشاركة أكثر من 20 باحثًا وكاتبًا تنوّعت مُساهماتهم بين ما هو ثقافيّ وفنّيّ وسياسيّ، وركّزت جميعها على الانتفاضة باعتبارها نقطة تحوّل في التاريخ الفلسطينيّ، وتاريخ صراع الشعب الفلسطينيّ مع دولة الاحتلال الإسرائيليّة.

عبر الشهادات والمُساهمات والمُداخلات المتنوّعة والمُختلفة أيضًا، يُقدِّم "انتفاضة 1987: تحوّل شعب" رؤى سياسيّة متنوّعة ومُتعدِّدة الأبعاد للانتفاضة، تجعل منه الكتاب الأوّل في نوعه الذي ينصرف إلى البحث عن مفاتيح لأبواب مُستقبل فلسطينيّ يبدو غامضًا وغارقًا في ماضٍ شديد الاضطّراب والتناقض، الأمر الذي يؤهّله ليكون مُساهمة بالغة الأهميّة تُساعد على فهم الانتفاضة بصفتها فصل أساسيّ من تاريخ فلسطين والشرق الأوسط.

تناول الكتاب الذي جاء في 397 صفحة مواضيع ومسائل مُختلفة مُتعلّقة بالانتفاضة وأحوالها وتداعياتها، منها خلفياتها بصفتها خلفيّات انتفاضة شعبيّة كُبرى إن كان على صعيد الوعيّ والتعبئة والتنظيم، أو أشكال المُقاومة أيضًا، كما تناول مسألة الحشود عبر تقديم المُشاركين قراءة لها وللإرادة العامّة آنذاك، والقيادة الموحدّة والتنظيمات الإسلاميّة ودور مُنظّمة التحرير في الانتفاضة، وعلاقة الداخل بالخارج في سياقها، بالإضافة إلى دور "حماس" والمقاومة الشعبيّة وأنماط التعبئة والسيادة الداخليّة، عدا عن شهادات حيّة تستعرض الأدوار الكفاحيّة لبعض العوائل الفلسطينيّة آنذاك، منها عائلة فارس بشير جرادات.

ويضمّ الكتاب أيضًا دراسات وأبحاث حول التعليم في ظلّ الانتفاضة، والاستراتيجيّات القمعيّة والتحرريّة، وحركة مقاطعة إسرائيل "BDS" وإرث الانتفاضة ودور وموقف وموقع فلسطينيو 1948 فيها ومنها، بالإضافة إلى مسألة حقّ تقرير المصير، وتحوّلات السياسات الإسرائيليّة تجاه السكّان والأرض، والانتفاضة الفلسطينيّة الأولى كنقطة تحوّل في إعادة صوغ وكالة جسد الفلسطينيّ/ ة وروحهُ/ا، عدا عن الأبعاد الاقتصاديّة للانتفاضة الأولى في سياق المسار التنمويّ الفلسطينيّ.

في كتاب "انتفاضة 1987: تحوّل شعب"، أبحاث حول التعليم في ظلّ الانتفاضة، والاستراتيجيّات القمعيّة والتحرريّة، وحركة مقاطعة إسرائيل "BDS"

اقرأ/ي أيضًا: شكري عراف في كتاب "عَسَس السلطان وَعيون الحُكّام"

لا يُغفل "انتفاضة 1987: تحوّل شعب" العوامل الثقافيّة، إذ تتناول بعض الدراسات الانتفاضة انطلاقًا من كونها حدثًا فنيًّا، فيما تبحث أخرى في مسألة الإنتاج الفنيّ في ظلّها، وتُقدّم قراءة في بعض الأفلام التي تناولتها، قبل الانتقال نحو تأثيرها في نوعيّة رأس المال الاجتماعي وممارسة تخليدها وتأريخ خطابها ورؤيتها، بالإضافة إلى العلاقة ما بين الانتفاضة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مجلة الدراسات الفلسطينية.. 29 كاتبًا يُحيّون بيروت

مجلة منهجيات.. مساهمة تربوية نحو تعليم معاصر عربيًا