19-ديسمبر-2023
الدعم السريع يرتكب الجرائم في السودان

حركة النزوح الكبيرة من "ود مدني" نتيجة هجوم الدعم السريع على المدينة (Getty)

سيطرت قوات "الدعم السريع" على مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان بشكل جزئي عصر، يوم أمس الإثنين، وسط حديث عن حركة نزوح كبيرة في المدينة، واتهامات للدعم السريع بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق.

وجاءت السيطرة على مدينة "ود مدني"، في أعقاب معارك عسكرية استمرت لمدة أربعة أيام متتالية ضد الجيش السوداني، شرقي المدينة.

في الخرطوم، أشارت مصادر محلية إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بنهب المنازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي

ومع اقتحام "الدعم السريع" للمدينة، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إنّ نحو 300 ألف شخص نزحوا، مع دخول قوات "الدعم السريع" إلى مدينة ود مدني.

ووفق مصادر محلية، فإن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة وتنهب المنازل والسيارات، في غياب قوات الجيش والشرطة.

ويخشى السودانيون من تمدد نطاق القتال في المدينة التي تضم مراكز إيواء نازحين بلغت أكثر من 50 مركزًا.

بانر الترا سودان

قال مصدر طبي بمستشفى رفاعة شرق الجزيرة، لـ"الترا سودان": إن قوات الدعم السريع اقتحمت مستشفى رفاعة وأطلقت النار بداخله، ما أدى إلى مقتل عدد من الكوادر الطبية وترويع المواطنين.

وبحسب المصدر فإن ثلاثة كوادر طبية في عداد المفقودين حتى الآن، "وفي انتظار أن ينجلي الأمر لمعرفة مصيرهم ومن كان بالمستشفى"، بحسب حديث المصدر.


اقرأ/ي: من نزوح إلى نزوح.. ود مدني: النجاة بشق الأنفس

الهجوم على ولاية الجزيرة.. 15 منطقة في مرمى الدعم السريع


ومنذ صباح الجمعة شنت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا على الأجزاء الشرقية من مدينة "ود مدني" في محاولة للسيطرة على قيادة الجيش في ولاية الجزيرة.

وقال شاهد عيان لـ"ألترا سودان": إن "الوضع خطير في بعض الأحياء، خاصة في أحياء الدباغة وجوار حنتوب حيث غادر المئات منازلهم سيرًا على الأقدام وهم يحملون الحقائب، وربما يتوجه الغالبية إلى مدن سنار والقضارف باعتبارها بعيدة نسبيًا عن المعارك العسكرية". وأضاف: "يواجه المواطنون ظروف اقتصادية حرجة جدًا، والبعض قد لا يملك ثمن تذكرة الحافلة، ومع ذلك قرروا الخروج مجبرين حتى يتفادوا المعارك".

ووصفت وزارة الخارجية السودانية هجوم قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة بأنه يمثل "جريمة ضد الإنسانية"، قائلة إن الولاية وعاصمتها ودمدني تستضيف عددًا كبيرًا من النازحين، والذين فروا من الاشتباكات المستمرة منذ ثمانية أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن بغرب وجنوب البلاد.

أمّا في الخرطوم، فقد أشارت مصادر محلية إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بنهب المنازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي.

تصعيد من الدعم السريع

وصعد الدعم السريع عمليته العسكرية، في الحرب التي تدخل شهرها الثامن مخلفة 12 ألف قتيلًا من المدنيين، ونزوح 6.8 مليون شخص، وهدم لبعض الجسور، وتدمير أجزاء من أكبر مصفاة للنفط شمالي الخرطوم، وذلك عقب انهيار المفاوضات بين الطرفين في منبر جدة مطلع هذا الشهر.

وتهدف الميليشيا العسكرية، من السيطرة على ولاية الجزيرة إلى فصل ولايات شرق وشمال السودان عن وسط البلاد، والغرض من ذلك تدمير مركز القيادة السياسية التي تدير الحرب بين الوسط وشمال وشرق البلاد.

يشار إلى أن هناك نحو 15 منطقة رئيسية تقع على الشريط الشرقي لنهر النيل الأزرق يحاول الدعم السريع السيطرة عليها عبر طريق بري يربط بين الخرطوم ومدينة ودمدني، وهو الطريق الشرقي الذي يستخدم كمسار ثانٍ منذ سنوات.

ويرى الباحث في مجال حقوق الإنسان أحمد عثمان، في حديث لـ"الترا سودان"، إن توسع رقعة الحرب إلى ولاية الجزيرة سيضع مصير خمسة ملايين شخص على المحك، وقد يضطر نصفهم إلى النزوح، ما يعني زيادة أعداد النازحين والضغط على مدن مثل القضارف وسنار وكسلا وبورتسودان التي تعاني من مشكلة نزوح ولجوء من دول الجوار.

أزمة تتفاقم

احتل السودان المرتبة الأولى في قائمة مراقبة الطوارئ الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، جراء تفاقم الصراع المسلح وتزايد أعباء الديون وتفاقم الوضع الإنساني والانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال.

وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أن تغير المناخ وتفاقم الصراعات المسلحة وتزايد أعباء الديون وتقلص الدعم الدولي، ستؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في شتى أنحاء العالم خلال 2024، فيما تزداد الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال.