09-فبراير-2024
قذيفة الياسين 105 (الإعلام العسكري)

قذيفة الياسين 105 (الإعلام العسكري)

كشفت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" عن تفاصيل جديدة حول قذيفة "الياسين 105"، التي لعبت دورًا بارزًا في التصدي لدبابات وجرافات وناقلات جند الاحتلال على محاور التوغل في مدن القطاع، وأوقعت فيها خسائر مباشرة بعد اختراقها وتدميرها.

ونشرت الكتائب تقريرًا خاصًا بعنوان "قصة تحدٍّ وإنجاز في ظل الحصار"، يتحدث عن قيامها، منذ الانتفاضة الثانية، بمحاولات لتطوير العديد من الأسلحة لاختراق دروع دبابات وناقلات جنود الاحتلال المدرعة.

فمع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، زجّ الاحتلال بالدبابات والآليات المدرعة إلى قلب المدن والمخيمات في الضفة والقطاع، ولم يكن بحوزة المقاومة آنذاك سوى البنادق الخفيفة التي لا تستطيع التصدي بأي شكلٍ من الأشكال لتلك الآليات المدرعة. لتبدأ الكتائب آنذاك رحلتها في مجال التصنيع العسكري لمواجهة هذه الدبابات والآليات. وكانت المحاولات الأولى وضع عبوات متفجرة كبيرة يتم دفنها في المسارات المتوقعة لسير آليات الاحتلال.

لعبت قذيفة "الياسين 105" دورًا بارزًا في التصدي لدبابات وجرافات وناقلات جند الاحتلال على محاور التوغل في مدن القطاع

وشهد العام 2002 أولى محاولات تصنيع قذائف مضادة للدروع حملت اسم "البنا – البتار"، وكذلك العبوات الجانبية، لكن المعضلة التي واجهت "القسام" هي كيفية اختراق وتدمير آليات الاحتلال، فقد ظلّ الاحتلال يحسن ويطوّر في آلياته، بالإضافة إلى إدخال منظومات دفاعية إليها.

ورغم ذلك، واصلت "كتائب القسام" جهودها، وتمكن مهندسوها عام 2004 من تصنيع قذيفة "الياسين P2"، هي نسخة عن القاذف الروسي "P2-RPJ". وبذلك حققت الكتائب وفرة نسبية في السلاح والذخائر، لكن معضلة الاختراق والتدمير بقيت قائمة.

وفي نفس العام، بدأت تدخل إلى قطاع غزة أسلحة جديدة، من بينها قاذفات "P7-RPJ"الروسية، وإن كانت أعدادها شحيحة جدًا - كما كانت أسعارها باهظة تصل إلى 30 ألف دولار للقاذف الواحد - وتمر عبر عملية إمداد معقدة وعلى مراحل، لتتخطى في الأخير وإن بصعوبة العديد من الحواجز.

ومع تطور عمل الجهاز العسكري لـ"حركة حماس"، عملت الكتائب على تقسيم عناصرها للعمل بأقسام مختصة، وكان تخصص مضاد الدروع أحد أبرز هذه التخصصات وأكثرها أهمية. ومع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، تطورت حالة الإمداد بالسلاح، وانعكس ذلك على تطور قدرات المقاومة الفلسطينية بشكل عام وتطور التصنيع العسكري لـ"كتائب القسام" بشكل خاص.

وفي تلك الفترة أقدمت "القسام" على تدريب عدد من عناصرها على تلك الأسلحة خارج فلسطين المحتلة، وتم تعزيز تخصص مضاد الدروع لدى الكتائب بالخبرات والعتاد.

وكشفت القسام أن النقلة النوعية في مجال التصنيع العسكري كانت ضمن المواجهة الشاملة لعدوان عام 2014. وقُدمت توصية داخل الجهاز بإنتاج سلاح مضاد للدروع فعال ضد دبابات "ميركافاه 4" وناقلة "النمر"، و"جرافة D9" وغيرها من الآليات. وعمل فريق المهندسين في "القسام" على إعداد بحوث للوصول إلى دقة عالية في القياسات وخامات والسبائك لتصنيع سلاح فعال.

وبعد عشرات المحاولات والتجارب في الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2017، دخلت قذيفة "الياسين 105" إلى الخدمة عام 2018. واعتبرت الكتائب ذلك "إنجازًا وطنيًا".

وكشفت "القسام"، عن أن قوة الانطلاق والاندفاع والاستمرارية للوصول إلى الهدف قادرة على اختراق الدروع بمسافة تتراوح ما بين 60-100 سم في جسم الدبابة.

ترافق هذا الإنجاز مع تدريب المقاتلين المختصين في الدروع على نقاط ضعف دبابات الاحتلال، وكانت آليات العمل تتمثل في بناء نماذج محاكاة لتلك الدبابات. كما تم تصميم أجهزة رماية إلكترونية وتدريبات على المناورة في الميدان.

وأوضح التقرير أنه منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، وخلال عملية العبور الكبير، استخدم مقاتلو "القسام" هذه القذيفة، وبرز اسمها مع بدء المعركة البرية بإعلانات الكتائب المتتالية عن تصدي طواقم الدروع وقوات النخبة لآليات ودبابات العدو، وفي مقدمتها دبابة"ميركافاه 4 BAZ" التي طالما تغنى بها جيش الاحتلال وجهزها أفضل الأسلحة والمنظومات والدروع ضد الصواريخ الموجهة.

وكشفت "القسام" أن تكلفة إنتاج الدبابة الواحدة تصل لنحو 6 مليون دولار، مقسمة بين 3 ملايين لجسم ودرع الدبابة، ومليون لمنظومة المدفع، والمليونين الباقيين للأجهزة والمنظومات التي يتم تركيبها على هذه الدبابة. في المقابل، لم تتجاوز تكلفة إنتاج قذيفة "الياسين 105" الواحدة 500 دولار.

وفي حصيلة تُنشر للمرة الأولى لاستخدام قذيفة "الياسين 105"، تمكن مقاتلو "القسام" من إعطاب وتدمير أكثر من 1108 آلية منها 962 دبابة و55 ناقلة جند و74 جرافة و3 حفارات و14 جيب عسكري.

وأسفرت تلك العمليات عن قتل وإصابة عدد كبير من ضباط وجنود الاحتلال ومرتزقته داخل تلك الدبابات والآليات التي احترق عدد من الجنود داخلها، وقتل عدد منهم بعد سحق الطيران لآلياتهم لعدم قدرة قوات الإنقاذ على سحبها.