09-فبراير-2024
ركام في رفح

(Getty) ارتكب جيش الاحتلال مجازر مروعة في رفح والمنطقة الوسطى

مع دخول العدوان على قطاع غزة يومه الـ126، ارتكب جيش الاحتلال عدة مجازر بحق المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم في مدينة رفح التي تعيش أوضاعًا مزرية على وقع استمرار التهديدات الإسرائيلية باجتياحها.

واستُشهد فجر اليوم، الجمعة، ما لا يقل عن 10 شهداء في قصف استهدف منازل المدنيين في مدينة رفح، حيث ارتقى 5 شهداء إثر استهداف شقتين لعائلة "السيد" وسط رفح، و3 شهداء في قصف طال منزلًا يعود لعائلة "النحال" في منطقة خربة عدس شمال شرق المدينة.

كما سقط 15 شهيدًا، وعشرات الجرحى، جراء قصف إسرائيلي استهدف روضة أطفال تؤوي نازحين وعدة منازل في بلدة الزوايدة ومدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأفادت وسائل إعلام محلية بارتقاء شهيدين جراء إطلاق مسيّرة من نوع "كواد كابتر" النار على مدارس تؤوي نازحين شرق خانيونس.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة بحق المدنيين جنوب ووسط قطاع غزة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين

 واستُشهد شاب ومسن برصاص قناصة الاحتلال في محيط مجمع ناصر الطبي المحاصر وسط مدينة خانيونس. كما ارتقى 7 شهداء من النازحين الذين أجبرتهم قوات الاحتلال، اليوم، على مغادرة مدرستي الشيخ جبر وقنديلة في مخيم خانيونس.

وقصفت قوات الاحتلال، إلى جانب المناطق السابقة، أحياء الرمال والصبرة والزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين بمدينة غزة. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن مركبات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى الأحياء المستهدفة بسبب القصف الشديد، وإطلاق النار من الطائرات المسيرة.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الذي دخل شهره الخامس، إلى 27.947 شهيدًا و67.459 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الجمعة.

وأفادت الوزارة بارتقاء 107 شهداء، وإصابة 142 مواطنًا، في 13 مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

المجاعة والمرض يعصفان بالفلسطينيين بغزة

إنسانيًا، جدِّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيره من تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة بمدينة رفح، مشدِّدًا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني قبل وقوع ما وصفه بـ"مأساة رهيبة" بالمدينة التي يتكدّس فيها نصف سكان قطاع غزة.

وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي عقده بنيويورك، الخميس، إن سكان غزة أُجبروا على التوجه نحو مدينة رفح، لافتًا إلى أن ذهابهم إليها لم يكن بإرادتهم.

وتابع: "يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني قبل أن تكون رفح مسرحًا للمأساة الرهيبة التي شهدناها سابقًا في خان يونس وأجزاء أخرى من غزة".

وأشار إلى أن الناس في رفح: "ليس لديهم منازل ولا أمل. يعيشون في ملاجئ مؤقتة مكتظة، في ظروف غير صحية دون مياه جارية وكهرباء وإمدادات غذائية كافية"، كما أكد أنه: "بالإضافة إلى الموت والدمار الناجمين عن العمليات العسكرية، فإن المجاعة والمرض يعصفان بالفلسطينيين في غزة"

وقالت "منظمة الصحة العالمية" إن الجوع والأمراض المعدية يهدِّدان حياة سكان قطاع غزة، مؤكدةً أن: "الجميع في غزة جائعون، فيما تنتشر الأمراض المعدية".

وأضافت المنظمة في منشور على حسابها بمنصة "إكس" أن: "الجوع يضعف قدرة الأشخاص على مقاومة الأمراض"، ودون ما يكفي من الغذاء: "سيمرض ويموت المزيد من الناس". ودعت إلى إنهاء هذه المعاناة التي تتفاقم يومًا تلو آخر بغزة.

وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الخميس، أن تدمير "إسرائيل" للبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، يُعدّ: "انتهاكًا خطيرًا لاتفاقيات جنيف، وجريمة حرب".

وقال المسؤول الأممي للصحفيين إن: "التدمير الواسع النطاق للممتلكات بغزة، الذي لا تبرره الضرورة العسكرية ويتم تنفيذه بشكل تعسفي وغير قانوني، يرقى إلى مستوى انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وجريمة حرب".

من جهته، قال "برنامج الأغذية العالمي" إن خطر المجاعة في غزة يزداد يومًا بعد آخر، سيما في شمال غزة حيث يعيش 300 ألف شخص انقطعت عنهم المساعدات، محذّرًا من أن وصول المساعدات إلى مدينة غزة لا يكفي لمنع حدوث المجاعة.

وذكر أن آخر مرة تمكنت فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من توزيع المواد الغذائية شمال وادي غزة، كانت في 23 كانون الثاني/يناير الفائت.

واعتبرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن تصعيد القتال في رفح يُعد تحوّلًا مدمّرًا آخر في الحرب على قطاع غزة يهدِّد حياة الآلاف.

خسائر إسرائيلية مستمرة في غزة

ميدانيًا، تتواصل المعارك بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف مناطق قطاع غزة. وقد أعلنت "كتائب القسام"، الخميس، استهدافها دبابة من نوع "ميركافاه 4" بقذيفة "الياسين 105" بمحيط مفترق الصناعة بمدينة غزة، واشتباكها مع قوة إسرائيلية في المكان نفسه موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح.

وقالت إن مقاتليها تمكنوا من الإجهاز على قناص إسرائيلي قرب مفترق الطيران بالمدينة. فيما أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في خانيونس. وأسقطت مسيّرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" خلال تنفيذها مهامًا استخبارية شرق المحافظة الوسطى.

بدورها، ذكرت "كتائب المجاهدين" أنها قصفت سديروت وناحل عوز في غلاف قطاع غزة بعدة رشقات صاروخية. بينما أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" أنها قصفت جنود وآليات الاحتلال في محيط منطقة البطن السمين في خانيونس بقذائف الهاون.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال، الخميس، إصابة 12 جنديًا، أحدهم بحالة خطرة، في المعارك الدائرة بغزة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما ذكر أن 545 ضابطًا وجنديًا أُصيبوا "بحوادث عملياتية ونيران صديقة" منذ انطلاق العملية البرية في قطاع غزة في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.