20-سبتمبر-2022
كأس العالم

منذ لحظة إعلان فوز الملف القطري بسباق استضافة مونديال 2022، تبادر إلى الأذهان سؤال ملحّ، من جملة لائحة طويلة من الأسئلة، حول قدرة الدولة الخليجية الصغيرة على استقبال أكثر من مليون ونصف المليون زائر خلال فترة شهر، على اعتبار أنه أمر غير ممكن من الناحية النظرية في حال الاكتفاء بالأساليب التقليدية، أي الفنادق الموجودة أصلًا في قطر، أو تلك التي تم بناؤها خصيصًا لأجل المونديال.

وكالة رويترز أشارت في تقرير نشرته قبل فترة، إلى أن عدد غرف الفنادق في قطر يبلغ 30 ألفًا، وهو عدد بطبيعة الحال لا يغطي سوى جزء قليل من الزوار المنتظرين، وبالتالي توجّب على قطر إيجاد حلول بديلة، تؤمن الراحة والرفاهية للضيوف، عبر خلق استراتيجيات جديدة يكون لها فوائد في جوانب متعددة، دون أن يتعارض ذلك مع الرؤية القطرية  ومقاربتها الشاملة لتنظيم المونديال، من خلال الحفاظ على التوازن بين المصاريف والمداخيل المتوقعة، وبالتالي فإن فكرة إنشاء الكثير من الفنادق لاستقبال جميع الزوار كانت مستبعدة، لأنها ستكون بلا فائدة بعد المونديال، ما يتناقض مع رؤية التنمية المستدامة التي وضعتها البلاد انطلاقًا من العرس الكروي.

ثلاث استرتيجيات لاستقبال الضيوف

في دراسة أعدها أستاذ العمارة والعمران في جامعة حمد بن خليفة علي عبد الرءوف تحت عنوان " تأملات في مستقبل عمران قطر: ما بعد حلف الفيفا 2022 "، أشار الكاتب إلى وجود ثلاثة خيارات بديلة سيتمّ اللجوء لها لاستقبال الضيوف في العرس الكروي العالمي، هي الفنادق الدولية العائمة، فنادق الصحراء، واستئجار المنازل من المقيمين بقطر بواسطة التطبيقات الإلكترونية.

الفنادق الدولية العائمة

ستتاح لبعض زوار قطر لمشاهدة مونديال 2022 مباشرة من الملاعب، فرصة استثنائية لخوض تجربة فريدة، في حال قرروا استئجار غرف في الفنادق العائمة التي سترسو في مقابل سوق واقف خلال المونديال. الحديث هنا عن فندق إم سي سي وورلد أوروبا، وهو عبارة عن سفينة مصنّفة بأحدث وسائل الترفيه، ومصنّفة خمس نجوم ويحتوي 2633 حجرة،  يضمّ ستّ برك للسباحة، وعدة مطاعم تقدم أفخر أنواع المأكولات، بالإضافة إلى منتجع صحي، وتبدأ الأسعار فيها من حوالى 347 دولار لليلة الواحدة.

فنادق عائمة

الفندق العائم الآخر هو إم إس بويسيا، أصغر لناحية المساحة وعدد الغرف من الفندق الأول، حيث يضمّ 1265 حجرة، ومصنّف أربع نجوم ما يعطي خيارًا أقل تكلفة للزائرين، حيث تبلغ كلفة الليلة الواحدة حوالي 180 دولار، ويضمّ هو الآخر ثلاث برك للسباحة، بالإضافة إلى ملاعب تنس وكرة سلة وقاعة سينما.

فنادق الصحراء

يطلق  عليها أيضًا تسمية فنادق المليون نجمة، إذ يتاح لمن يرتادها أن يشاهدها آلاف النجوم في السماء ليلًا. نتحدث هنا عن خيم نصبت في الصحراء، تتخذ الطابع البدوي وتحتوي على جميع التجهيزات والخدمات، وتتيح لروادها الحصول تجربة فريدة وفرصة قد لا تتكرر. تبتعد معسكرات الصحراء مسافة تقديرية بين ساعة وساعة ونصف عن الملاعب، وسيحظى القائمون فيها بسهرات بدوية تتضمن نشاطات مرتبطة بالفلكلور القطري وحفلات الشواء والتعرف على حياة الصحراء. حاز هذا الخيار على اهتمام الكثيرين، لأن تكلفته المادية أقل من تكلفة الفنادق، كما أنه سيعطي مستخدميه فرصة التخييم في الصحراء.

فنادق صحراوية

استئجار الغرف والمنازل

واحدة من أكثر الطرق عملية وبتكلفة مادية مقبولة جدًا، كما أنها تناسب الأشخاص الذي لا يحبون ارتياد الفنادق، وتجربة الحياة الحقيقي في قطر، وقد تمّ تدشين منصة " دلالة " لتأجير المنازل والوحدات السكنية في الـ 25 من أب \ أغسطس السابق، حيث سيتاح للمواطنين والمقيمين بقطر عرض وحداتهم السكنية وبيوتهم للإيجار، بقيمة مالية يحددها المالك، ويضاف إليها 40 % من قيمتها تحصل عليهم الدولة، لقاء الخدمات التي تؤمنها من أمن ونظافة وما إلى ذلك.

المدير التنفيذي  لشركة دلالة العقارية حسين الكعبي قال في مداخلة مع قناة الكاس القطرية منتصف شهر آب \ أغسطس، عن توافر 1710 وحدة سكنية للإيجار حتى تاريخه، مشيرًا إلى إقبال كبير على استئجار الوحدات، ومتوقّعًا أن يتم تشغيل خمسة آلاف وحدة لحظة إغلاق التطبيق نهاية شهر أيلول \ سبتمبر.

بالإضافة إلى الخيارات الثلاثة المطروحة أعلاه، ستستقبل بعض الدول المجاورة لقطر في فنادقها أعدادًا كبيرة من زوار مونديال قطر، حيث سيستفيدون من قرب المسافة وتطور المواصلات في الخليج العربي، للتنقل والوصول لمشاهدة المباريات من الملاعب، والعودة بعدها للمبيت في الدولة التي يتواجد فيها الفندق الذي نزلوا به.

صحيفة البيان الإماراتية، نقلت عن محمد جاسم الريس الرئيس الفخري لمجموعة وكلاء السياحة والسفر في غرفة دبي، تأكيده أن أعدادًا كبيرًا من المشجعين سيقيمون في فنادق دبي، فيما ستوفر فلاي دبي أكثر من ثلاثين رحلة إلى قطر خلال المونديال، وتسارعت وتيرة الحجوزات في فنادق دبي للفترة بين 21 تشرين الثاني \ نوفمبر و18 كانون الأول ديسمبر وهي الفترة التي سيقام بها المونديال، وقد توقّع الريس أن تتراوح نسبة إشغال فنادق دبي في أثناء المونديال بين 90 و100%.