08-سبتمبر-2023
gettyimages

سبق أن تولى لسيما رئاسة الوزراء في عهد الرئيس المخلوع علي بونغو، بين عامي  2012 و2014، لكنه انسحب، وانضم للمعارضة (Getty)

عَينَ قادة الانقلاب في الغابون، الخبير الاقتصادي والمعارض للرئيس المعزول علي بونغو، ريموند ندونغ سيما رئيسًا مؤقتًا للوزراء، بموجب مرسوم وقعه الرئيس الانتقالي للغابون، الجنرال بريس أوليغي نغيما، أمس الخميس.

وجاء في بيان تلاه المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي عبر التلفزيون الرسمي: "يتم تعيين السيد ريموند ندونغ سيما رئيس وزراء، ورئيسًا للحكومة الانتقالية"، وأضاف أن "القرار يتم تنفيذه بتاريخ توقيعه (7 أيلول/ سبتمبر 2023)، وينشر في الجريدة الرسمية حسب الإجراء الطارئ، ويتم إيصاله إلى كل وسائل الإعلام". 

استقبل رئيس المرحلة الانتقالية في الغابون، الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيس الوزراء المعين ريموند ندونغ سيما، وسلمه كتاب التعيين، بحضور أعضاء المجلس العسكري، وضباط الجيش الغابوني

واستقبل رئيس المرحلة الانتقالية في الغابون، الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيس الوزراء المعين ريموند ندونغ سيما، وسلمه كتاب التعيين، بحضور أعضاء المجلس العسكري، وضباط الجيش الغابوني.

وسبق أن تولى لسيما رئاسة الوزراء في عهد الرئيس المخلوع علي بونغو، بين عامي  2012 و2014، لكنه انسحب، وانضم للمعارضة، متهمًا النظام الحاكم بسوء إدارة البلاد، والفساد.

وترشح في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016، ضد  على بونغو، وكرر الأمر في الانتخابات الأخيرة، لكنه لم يكن المرشح الرئيسي للمعارضة التي كانت قد دعت قادة الانقلاب إلى الاعتراف بـفوز مرشحها ألبير أوندو أوسا بالرئاسة، وتسليمه السلطة.

وبحسب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 26 آب/أغسطس الماضي، التي وصفتها المعارضة بالمزورة، حصل ألبير أوسا على 30.77% من أصوات الناخبين، فيما حصل الرئيس المخلوع  علي بونغو على 64.27%.

getty

وبعد ساعة من إعلان نتائج الانتخابات في 30 آب/أغسطس، وفوز الرئيس بونغو بولاية ثالثة، قام ضباط في الجيش الغابوني بالاستيلاء على السلطة، وقالوا إن الانتخابات كانت مزورة، وقاموا بإلغاء نتائجها.

وعين الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيسًا لفترة انتقالية لم يحدد مدتها، لكنه وعد بإجراء "انتخابات حرة" في نهايتها، ليؤدي الإثنين الماضي، اليمين الدستورية كرئيس للبلاد.

رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس المعزول

إلى ذلك، أعلن قادة الانقلاب أنهم أطلقوا سراح الرئيس المعزول علي بونغو، بعد أن خضع للإقامة الجبرية منذ الإطاحة به، مشيرين إلى أنه يملك كامل الحرية في التنقل، ويمكنه السفر لإجراء فحوصاته الطبية، نظرًا لحالته الصحية.

وكان الرئيس المخلوع قد أصيب بجلطة دماغية أواخر عام 2018، أبعدته عن الحكم لعدة أشهر في رحلة علاج طويلة.

وبعد قرار الإفراج، بث تلفزيون "غابون 24" المحلي، لقاءً جمع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط أفريقيا، عبده باري، والرئيس المعزول علي بونغو، في مقر إقامة الأخير. وقال باري بعد اللقاء: "لقد وجدته بصحة جيدة".

لقاءات حاكم الغابون الجديد

وكان عبدو أباري، قد اجتمع مع الجنرال نغيما في ليبرفيل الأربعاء، وكشف له بأن الأمم المتحدة ستساعد البلاد مع دخولها مرحلة جديدة.

getty

وبعد الاجتماع، صرح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بأنه: "بمجرد أن نعرف خارطة الطريق والجدول الزمني، وبمجرد تعيين الحكومة، ستجري وكالاتنا المختلفة الاتصالات اللازمة وستواصل دعم الغابون".

هذا، ووصل إلى العاصمة ليبرفيل، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانغ تواديرا، الذي عين مبعوثًا للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكواس)، والتقى الرئيس الانتقالي الجنرال أوليغي نغيما.

وقال تواديرا للصحفيين إنه التقى أيضًا علي بونغو بإذن من نغيما، لكنه لم يفصح عن أي تفاصيل عن ما جرى، سوى إن "اللقاء كان مثمرًا".

وعلقت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، الإثنين، عضوية الغابون، لكنها في المقابل أرسلت رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، ممثلًا لها للقاء قائد البلاد الجديد.

سبق أن تولى لسيما رئاسة الوزراء في عهد الرئيس المخلوع علي بونغو، بين عامي  2012 و2014، لكنه انسحب، وانضم للمعارضة

وعود السلطة الجديدة

من جهة أخرى، التقى الرئيس الانتقالي بالسلطات المحلية والإقليمية في الغابون، ووعد بـ"بنية تحتية أفضل، وانتقال سلمي للمواطنين".

كما وجه الجنرال نغيما كلمة للشعب الغابوني، جاء فيها: "إننا نريد أشياء بسيطة للشعب الغابوني"، ووعد بـ"توفير الرعاية الصحية الوطنية وتحسين التعليم والسياسة البيئية"، لكنه أكد بأن تحقيق هذه الوعود، يرتبط مع وجود "إدارة فعالة".

وتعتبر الغابون دولة نفطية، ويبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة. وتعدّ الأغنى في وسط أفريقيا، لكن حكم عائلة بونغو منذ أكثر من 55 عامًا، جعل البلد فقيرًا وينخره الفساد.