09-مايو-2018

المعركة الانتخابية في ماليزيا شخصية إلى جانب كونها سياسية (Getty)

بدأت اليوم الأربعاء الموافق 9 أيار/ مايو الانتخابات الماليزية، التي من المقرر أن تحدد رئيس الوزراء القادم للبلاد. وتبدو الانتخابات هذه المرة أكثر تعقيدًا، لارتباطها بملفات فساد، تورط بها رئيس الوزراء الحالي، نجيب عبد الرزاق، إضافة إلى الإجراءات الأخيرة التي تتخذها الدولة ضد المعارضة، مثل قانون "الأخبار الكاذبة"، الذي كان رئيس الوزراء السابق، مهاتير محمد، أول ضحاياه. في هذه المادة المترجمة عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقرير مفصل لما يريد أن يعرفه القارئ عن هذا الحدث.


1. ما الذي يحدث؟

يتوجه الناخبون في ماليزيا إلى صناديق الاقتراع اليوم الأربعاء الموافق 9 أيار/ مايو لتقرير من سيكون رئيس الوزراء السابع للبلاد. وقد أُعلن أن هذا اليوم عطلة رسمية للقطاعات التجارية والمصرفية. وقد تصاعدت وتيرة الانتخابات الماليزية لتصبح واحدة من أكثر المنافسات الانتخابية إثارة للجدل في تاريخ البلاد، كما ستكون الانتخابات الماليزية الأكبر على الإطلاق مع عدد مرشحين يصل إلى 2,333 مرشحًا.

قرر مهاتير (92 عامًا) العودة مرة أخرى إلى المعمعة السياسية، وإذا فاز في هذه الانتخابات، فسيصبح أكبر زعماء العالم سنًا

2. من هم اللاعبون الرئيسيون؟

تضع الانتخابات الماليزية هذه المرة رئيس الوزراء الحالي نجيب عبد الرزاق، الذي يتولى السلطة منذ عام 2009، ضد الدكتور مهاتير محمد، الذي كان رئيسًا للوزراء في ماليزيا بين عامي 1981 و2003، والتي تُعد أطول فترة تولى خلالها رئيس وزراء ذلك المنصب. وقد قرر مهاتير البالغ من العمر 92 عامًا العودة مرة أخرى إلى المعمعة السياسية، وإذا فاز في الانتخابات الماليزية الحالية، فسيصبح أكبر زعماء العالم سنًا.

اقرأ/ي أيضًا: قانون الأخبار الكاذبة في ماليزيا.. مهاتير محمد أول الضحايا

هذه المعركة شخصية إلى جانب كونها سياسية. فقد كان نجيب في يوم من الأيام تلميذ مهاتير الذي عمل على تدريبه ليشغل منصبه وحرص على  أن يكون رئيس الوزراء من بعده. وقد وصف مهاتير الآن دوره في صعود نجيب إلى السلطة قائلًا بأنه "أكبر خطأ  في حياتي".

بعد تورط نجيب في فضيحة الفساد المرتبطة بالصندوق السيادي الماليزي 1MDB في عام 2015، انقلب مهاتير ضده. وكان قد تقاعد من العمل السياسي بالفعل ولكن في وقت سابق من هذا العام أعلن عودته إلى السياسة، وقام بتغيير الولاءات السياسية والانضمام إلى ائتلاف المعارضة ساعيًا إلى تحقيق هدف واحد: ألا وهو الإطاحة بنجيب.

يرأس نجيب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، الحزب السياسي الرئيسي في ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم باريسان ناسونال (BN). بينما كان مهاتير أيضًا جزءًا من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة حين كان في السلطة أول مرة، وقد أسس الآن حزبه السياسي المعروف باسم حزب العمل الديمقراطي (Parti Pribumi Bersatu) الذي انضم إلى ائتلاف المعارضة الذي يطلق عليه پاكاتان هاراپان (Pakatan Harapan).

استطلاع للرأي: ائتلاف المعارضة پاكاتان هاراپان التابع له مهاتير من المرجح أن يفوز بنسبة 43.7% في الانتخابات الماليزية

الحزب الآخر الذي سيلعب دورًا حاسمًا في الانتخابات الماليزية هو الحزب الإسلامي المحافظ (PAS). في حين أنه من المرجح ألا يحصل إلا على عدد قليل من المقاعد، لكن في حدث ليس من المرجح فيه أن  يحصل أي حزب رئيسي على أغلبية، سيكون الحزب الإسلامي المحافظ قادرًا على اختيار من سيشكل تحالفًا معه.

3. كم من الوقت يمكن لرجل يبلغ من العمر 92 عامًا البقاء في السلطة؟

يتمثل جزء من اتفاق مهاتير لقيادة المعارضة في أنه بعد عامين سيتنازل عن السلطة لنائب رئيس الوزراء السابق أنور إبراهيم. إلا أن أنور حاليًا في السجن، يقضي عقوبة ثانية لـ"ممارسة اللواط" (التي يزعم أنها ذات دوافع سياسية). كان أنور أيضًا في السابق من تلامذة مهاتير، لكن مهاتير سجنه  في عام 1999 عندما بدا أنه يتمتع بقوة وشعبية كبيرة. وقد نحى الرجلان الآن خلافاتهما جانبًا. وإذا فاز مهاتير في الانتخابات الماليزية، سيصدر عفوًا عن أنور، ثم يفسح له المجال لتولي منصب رئيس الوزراء.

4. ما هي القضايا الكبرى في الانتخابات الماليزية؟

تتجسد أكبر القضايا في الانتخابات الماليزية في الفساد وتكلفة المعيشة. دور نجيب في فضيحة الفساد المزعومة المرتبطة بالصندوق السيادي الماليزي 1MDB، إذ اختلس 2.6 مليار دولار من صندوق حكومي - مع ما يقرب من 681 مليون دولار زُعم أنها نُقلت إلى حساب نجيب المصرفي الخاص -  كان جزءًا أساسيًا من رسالة المعارضة في محاولتها حشد الناخبين ضد الائتلاف الحاكم باريسان ناسونال. كما أن فرض نجيب لضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات سلب من شعبيته، إذ جعلت هذه الضريبة الحياة اليومية أكثر كلفة، وبالتالي فإن خفض تكلفة المعيشة كان في صميم البرامج الانتخابية لكلا الائتلافين.

5. من الأقرب إلى الفوز في الانتخابات الماليزية 2018؟

على الرغم من أن مهاتير لا يزال يحظى بولاء هائل في جميع أنحاء البلاد، فمن المفترض أن يفوز نجيب بسبب إعادة رسم الحدود الانتخابية في الآونة الأخيرة لصالح التحالف الحاكم. تستخدم ماليزيا نفس النظام الانتخابي القائم على الفوز للأكثر أصواتًا المعمول به في المملكة المتحدة. وقد صرحت منظمة الإصلاح الانتخابي الماليزية، الائتلاف من أجل انتخابات نزيهة وعادلة والمعروفة اختصارًا باسم بريش Bersih، أن نجيب سيكون قادرًا على الفوز في الانتخابات الماليزية بنسبة 16.5% فقط من الأصوات الشعبية. كما يُعتبر تطبيق قانون "الأخبار الزائفة" في الآونة الأخيرة بمثابة وسيلة لمنع الناس من التحدث ضد نجيب، ويُعد هذا الأمر مصدرًا للقلق الذي تؤيده حقيقة أن مهاتير كان من بين أول من حُقق معهم بموجب القانون لادعائه بأن طائرته قد تم تخريبها من قِبل الائتلاف الحاكم.

هذه المعركة شخصية إلى جانب كونها سياسية. فقد كان نجيب في يوم من الأيام تلميذ مهاتير

ومع ذلك، يبدو أن الأمور تنقلب ضد نجيب. وإذا كان أداؤه ضعيفًا في الانتخابات الماليزية، فهناك حديث يدور بالفعل حول التحديات القيادية التي سيواجهها بعد الانتخابات.

وقد خلص استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا مؤسسة "ميرديكا سنتر" لاستطلاعات الرأي المستقلة إلى أن ائتلاف المعارضة پاكاتان هاراپان التابع له مهاتير من المرجح أن يفوز بنسبة 43.7 % من الأصوات الشعبية، في حين يتوقع أن يحصل الائتلاف الحاكم باريسان ناسونال الذي ينتمي إليه نجيب على نسبة 40.3 %. وإذا فازت المعارضة في الانتخابات الماليزية، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ استقلال ماليزيا في عام 1957.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رمضان ماليزيا..أسواق شعبية عامرة وأكلات خاصة شهية

ما هي الدولة التي منعت أغنية "Despacito" من العرض بسبب كلماتها "الفاحشة"؟