02-يوليو-2021

من الفيلم (IMDB)

يعد تايلور شيريدان أحد أبرز كتّاب السيناريو في هوليوود هذه الأيام مع أفلام من طراز "Sicario" و"Hell or High Water"، ولكن ربما أفضل إنجازاته هو كتابة وإخراج الفيلم المميز "Wind River" عام 2017. يعود الكاتب والمخرج هذه السنة بفيلم مليء بأسماء لامعة يدعى "Those Who Wish me Dead". قام بكتابة السيناريو مع تشارلز ليفيت ومايكل كوريتا (الفيلم مقتبس من رواية لكوريتا). لسوء الحظ، فشل الفيلم في مضاهاة نجاحات شيريدان السابقة لأسباب عديدة متناثرة في الفيلم، الأمر الذي يعكس تعدد وتناثر حبكة، أو الأحرى بنا القول حبكات الفيلم.

يعد تايلور شيريدان أحد أبرز كتّاب السيناريو في هوليوود هذه الأيام، وربما يكون أفضل إنجازاته هو كتابة وإخراج الفيلم المميز "Wind River"

قدّم الفيلم لنا عالمين منفصلين لا يلتقيان حتى منتصفه. في البداية، نلتقي بالمحاسب الجنائي أوين (جاك ويبر) وابنه ذي الاثني عشر عاماً كونر (فين ليتل) مطاردين من قبل قاتلين محترفين، أب وابنه أيضًا (أيدن غيلن ونيكولاس هولت). سبب المطاردة هو اكتشاف أوين لخلية فساد واسعة، وهو الآن في آخر قائمة القاتلين من أسماء مرتبطة بملاحقة رجال الأعمال الفاسدين.

العالم الآخر يقع في ريف مونتانا حيث نجد الإطفائية هانا (أنجيلينا جولي)، ذات الميل العنيف تجاه المغامرات المتحدية كترياق لأشباح ماضي يطارها. صلة الوصل بين العالمين هو الشرطي في مونتانا إيثان (جو بيرنتال) الذي يكون أخًا لزوجة أوين المتوفاة.

يصل القاتلان المأجوران إلى البلدة الهادئة للتخلص من آخر الشهود، وهو الابن كونور الذي شهد مقتل والده ولديه المعلومات الكافية مكتوبة على ورقة لكشف خلية الفساد. لحسن الحظ، يلتقي كونور بهانا التي تساعده في الهرب من القاتلين في غابات مونتانا.

فقد الفيلم بعضًا من تأثيره وعمقه بسبب تناثر الحبكات وتعدد الشخصيات. مقدمة أحداث الفيلم طالت واستمرت تقريبًا حتى منتصفه، الأمر الذي أخّر لقاء كونور وهانا مما منح العلاقة بينهما وقتًا قصيرًا لتنمو وتتطور. بالرغم من ذلك، وربما بسبب أداء الممثلين، كان ممتعًا مشاهدتهما معًا ومتابعة حديثهما وتطور الصلة بينهما. الأمر نفسه حدث مع القاتلين. العلاقة بينهما كانت بحاجة إلى مزيد من التعمق، خاصة لفهم الرابطة الغريبة بين أب وابنه في مجال عمل غير اعتيادي. ربما أقوى هذه العلاقات في الفيلم كانت بين إيثان وزوجته أليسون (ميدينا سينغور)، ويمكن أن نعزو ذلك إلى الأداء المتمكن للممثلين.

ليس فقط القفز بين الحبكات الثانوية العديدة سبب ضعف الفيلم ولكن أيضًا خلوه من المفاجآت. فعادة ما يميز أفلام شيريدان – إضافة إلى عمق الشخصيات – هو قدرتها على مفاجأة المشاهد وتجنب المتوقع والسهل. فشل هذا الفيلم في فعل ذلك. فعلى سبيل المثال، المشهد، الذي كتب فيه أوين بسرعة تفاصيل اكتشافاته التي أدّت إلى هذه المطاردة وأعطى الورقة لكونر ليستخدمها في حال حدوث أي شيء له، كشف لنا فورًا مسار الأحداث وطريقة تطورها. هذا العنصر أفسد قليلًا متعتنا بمشاهدة الفيلم وأثر على عمق الشخصيات، وهو الأمر الذي كما ذكرت يخالف ما نتوقعه من شخص موهوب كشيريدان.

ما يميز أفلام تايلور شيريدان، إلى جانب عمق الشخصيات فيها، هو قدرتها على مفاجأة المشاهد وتجنب المتوقع والسهل

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Ride or Die"... قصة حب في نمط أفلام الطريق

بالرغم من كل ذلك، يبقى الفيلم مشوقًا ومثيرًا، ومليئًا بلحظات مظلمة وممتعة كأفلامه السابقة. أيضًا لا تشوب لفيفَ الممثلين في هذا العمل أيةُ شائبة، ونهاية الفيلم كانت مشدودة ومشوقة كما توقعنا وأردنا. المشكلة في فيلم تايلو شيريدان هو أنه فيلم لتايلور شيريدان. أطمعتنا أفلامه السابقة بما هو أكثر. ما زلت أطمع وأتوقع أن يبهرني عمله القادم، حتى ذلك الوقت سأكتفي بما حضر لأنه ما يزال يحتوي بعضًا من ملامح شيريدان الخشنة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم الهدية.. حجرٌ لكسر هذا الصمت

فيلم "Druk".. كاميرا سكرانة تصور ما لا يمكن السيطرة عليه