17-سبتمبر-2023
فيضان ليبيا

(Getty) ارتفاع درجة المحيطات كانت سببًا في حدوث الإعصار

حصد فيضان ليبيا حتى صباح يوم الأحد 17 أيلول/سبتمبر ما يزيد عن 11300 ضحية، وغيرهم عشرات الآلاف من المفقودين وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، في ظلّ استمرار عمليات البحث والإنقاذ.

 

وقد ضرب ما عُرف بإعصار دانيال يوم الإثنين الماضي، 12 أيلول/سبتمبر، مدينة درنة شرقي ليبيا، متسبّبًا بكارثةٍ إنسانية كبيرة تفاقمت بعد انهيار سدّين في مدينة درنة، وترافق ذلك مع أمطارٍ غزيرة لم تُسجّل منذ أربعة عقود، وهو ما أدّى إلى إغراق لقرىً وبلداتٍ بأكملها شرقي البلاد. ولا يزال الليبيون يحاولون تقدير حجم الخسائر، إذ أكّد مارتن غريفيت، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الحجم النهائي للكارثة لا يزال مجهولًا.

 

وفي سياقٍ متصل، لا يزال عدد الضحايا مرشّحًا إلى الارتفاع إلى 20 ألفًا، وفقًا لتقديرات مدير المركز الطبي في البيضاء عبد الرحيم مازق، في ظلّ تلاشي آمال أعداد المفقودين، ولفظ البحر للمزيد من الجثث.

 

من ناحيةٍ أخرى قدّرت منظّمة الهجرة الدولية عدد المشردين بما يقارب 40 ألفًا على الأقل، أيضًا مع توقّعات بزيادة هذه الأرقام.

 

إعلان حالة الطوارئ لمدة عام ومخاوف من انتشار الأوبئة

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تحت هذه الظروف عن حالة الطوارئ في البلاد للعام القادم، ويأتي ذلك مع تحذيراتٍ عديدة من انتشار الأمراض المعدية، إذ كشف وزير البيئة في الحكومة الوطنية صباح اليوم، 17 أيلول/سبتمبر، في تصريحاتٍ لوسائل إعلام عن ارتفاع حالات تسمّم الأطفال إلى 150 طفل بفعل المياه الملوُثة.

وفي إطار التدابير المأخوذ بها ضمن حالة الطوارئ، فرضت السلطات الصحية في البلاد ارتداء الكمامات والقفازات مع انتشار رائحة الموت.

 

من ناحيتها قالت حكومة الوحدة الوطنية أن عدد المنازل والمباني المدمّرة بالكامل قد تجاوزت 900 مبنىً ومنزلًا، مجدّدةً النداء للمجتمع الدولي بتقديم العون في ظلّ هذه الكارثة التي "تفوق قدرات الدولة الليبية". وقد أظهرت مقاطع مختلفة مأخوذة بالأقمار الصناعية عن حجم الدمار الرهيب الذي حلّ بمدينة درنة جراء إعصار دانيال.

 

 

تحقيقاتٌ وتساؤلاتٌ عديدة

ويفضح إعصار دانيال الإهمال الذي دام لسنين، حيث بدأت التشقّقات في الظهور في سدّي درنة عام 1998، وهو ما أكّدته العديد من الدراسات والتقارير، علمًا أن تاريخ بناء السدّين يعود إلى السبعينات من القرن الماضي.

 

كما عرّى الفيضان حالة الهشاشة والفساد في الدولة وفقًا لتحقيقاتٍ مختلفة نشرتها صحفٌ مثل ذي إيكونوميست والغارديان

 

كما نشرت النيويورك تايمز تحقيقًا قالت فيه إن كارثة درنة الليبية كانت متوقّعة بعد عقودٍ من الإعمال وتجاهل التحذيرات.

من ناحيةٍ أخرى، أجرت صحيفة الفاينشال تايمز تحقيقًا قالت فيه أن ارتفاع درجة المحيطات كانت سببًا في حدوث الإعصار، وقد نقل التقرير عن علماء مناخ أن إعصارًا اسمه "ميديكن" في البحر الأبيض المتوسّط قد تسبّب بعاصفة "دانيال". وأضاف الخبراء أن ظاهرةً مثل هذا الإعصار هي نادرةٌ نسبيًا تحدث ثلاث مراتٍ في السنة بحسب التقديرات، ولكن من شأنها أن تتسبّب بفيضاناتٍ ورياحٍ قوية، وتنجم هذه الإعصارات عن ارتفاع درجات الحرارة في شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسّط بمقدار 2-3 درجة مئوية عن المعتاد، وهو ما يؤدّي إلى عواصف تتزامن مع هطول أمطارٍ غزيرة.

وبطبيعة الحال دفعت كارثة الفيضان الحكومة الليبية إلى فتح تحقيقاتٍ في أسباب الكارثة، إذ أكّد الصديق الصور، المدعي العام الليبي، أن الادعاء العام سيتخذ إجراءاتٍ صارمة ويرفع دعاوي جنائية ويقدّم للمحاكمة كل من ارتكب أي خطأ أو إهمال.