31-أكتوبر-2016

متظاهرة ترفع شعار فيسبوك في المغرب (صورة أرشيفية/Getty)

موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هو عند المغاربة، أكثر من مكان للتعارف أو للنقاش، هو فرصة لإيصال صوت "من لا صوت له"، هكذا يقولون. يعتبره البعض ملجأ العديد من الفقراء والمظلومين بالمغرب، لتقديم صرختهم وآلامهم وأحيانًا لتعرية ظلم حل بهم. وقد لعب "فيسبوك" دورًا في حل الكثير من المشاكل في عديد القصص الإنسانية وساهم في مساعدة أشخاص لا حول لهم ولا قوة.

لعب "فيسبوك" دورًا في حل الكثير من المشاكل في عديد القصص الإنسانية وساهم في مساعدة عديد المغاربة

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك.. جحيم السياسيين المغاربة

لاقت قضية اختطاف رضيعة بمستشفى "الهاروشي للأطفال" بالدار البيضاء مثلًا، تفاعلًا كبيرًا عند المغاربة في "الموقع الأزرق"، فبعد اختطافها، ظهر الأب، من خلال فيديو راج في فيسبوك، صرخ بشكل هستيري، وبكى بحرقة على رضيعته التي اختطفت أمام عينيه. الفيديو تداول بشكل كبير بين رواد "فيسبوك"، وأصبح محط اهتمام وسائل إعلام تقليدية مغربية. وبعد أسابيع قليلة، كان خبر العثور على الرضيعة بقنصلية روسيا بالدار البيضاء، وتقاسمت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا الخبر، بحيث صارت الرضيعة، بفضل "فيسبوك"، ابنة كل المغاربة.

ومن بين القصص الكثيرة الأخرى التي تفاعل معها المغاربة على "فيسبوك"، هي للطفلة "آية"، أضخم طفلة بالمغرب، حيث تزن 200 كيلوغرامًا رغم أن سنها لا يتجاوز 11 سنة، ويعود وزنها الزائد إلى خلل جيني بسبب متلازمة "بريدر ويلي"، وقد تم طردها من المدرسة بسبب وزنها.

آية، كانت تجد صعوبة في الحصول على المساعدات الطبية بسبب وضعية أسرتها، لكن بعد نشر الفيديو الذي يسلط الضوء على معاناتها، عبر أحد المواقع الإلكترونية المغربية، والذي انتشر أيضًا في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، تم تبنيها من طرف مصحة خاصة للخضوع إلى فترة العلاج أمام إشراف طبي مهني.

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك يدخل الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي

من جانب آخر، أصبحت قصة إكرام ملهمة للعديد من الشباب في المغرب، وهي التي لم تكن تتوقع أن تحدث قصتها كل تلك الضجة، بكلماتها الصادقة. توصلت إكرام برسائل عديدة من طرف شباب من مختلف الأعمار، تأثروا بقصتها، فهي شابة تبلغ من العمر عشرين سنة، خلقت دون يدين وبالرغم من ذلك نجحت في إتمام دراستها وحصلت على الثانوية العامة بمعدل مشرف، وتواصل الآن دراستها وتعمل في آن واحد.

عن هذه القصص الإنسانية ودور مواقع التواصل الاجتماعي، تقول خلود السباعي، المختصة في علم النفس الاجتماعي لـ"ألترا صوت": "التطور التكنولوجي المعاصر فتح لفئات، يعتبرها الكثيرون، مهمشة المجال لسماع أصواتهم". وتضيف خلود: "في السابق إيصال الصوت والمشكل مرتبط بالمكانة الاجتماعية وسلطة الشخص، لكن فيسبوك سمح بذلك للجميع، ويمكن أن نذهب بعيدًا من ذلك ونقول إنه حقق نوعًا من الديمقراطية في الأصوات والخطاب".

لكن، على أرض الواقع، ليس كل من لجأ إلى فيسبوك لقي تعاطفًا وتجاوبًا من طرف النشطاء أو الرواد، تفسر خلود السباعي ذلك: "إن كان الظلم الذي تعرض له الشخص جليًا وواضحًا فسيحصل على المساندة، وسينجر عن ذلك تحرك المسؤولين". وتضيف السباعي: "الحميمية بدأت تقل في المجتمع المغربي أو حتى في المجتمعات القريبة الأخرى، بسبب وسائل التواصل التكنولوجي، كانت الحياة الخاصة، الفقر، طلب المساعدة، العنف وغيرها من المواضيع، من المسكوت عنه لكن اليوم ومع تزايد الوعي بحقوقنا أصبح مجال الحميمية في تقلص ودور وسائل التواصل الاجتماعي يتطور".

اقرأ/ي أيضًا:

أنا وربي في فيسبوك

فيسبوك السوريين.. دفتر لمذكرات الحرب