13-يوليو-2021

مشروع فسيلة (فيسبوك)

ألتراصوت- فريق التحرير

في حين تتجاوز نسبة الأردنيين الذين يعانون من الإعاقة 11.2 بالمئة بحسب إحصاءات المجلس الأعلى للسكّان، إلا أن ثمّة نقصًا كبيرًا في المبادرات الرسميّة والمجتمعية التي تهدف إلى إدماجهم بشكل فعّال في المجتمع وتأمين حقوقهم الأساسية المكفولة ضمن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي يعدّ الأردن جزءًا منها. فنسبة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة الوظيفية في الأردن غير مشمولين بالتأمين الصحيّ، كما أن نسبة منهم لم تحظ بأي فرصة للتعليم. وبحسب المجلس الأعلى للسكّان في الأردن، فإن 66 بالمئة من ذوي الإعاقة الوظيفية ممن تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، عاطلون عن العمل.

مبادرة "فسيلة"، هي مشروع غير ربحي مختص ببيع نباتات الزينة ومستلزماتها عبر الإنترنت تشرف عليها "إسلام" 

وضمن هذا الواقع الصعب، والذي يتزايد صعوبة بعيدًا عن العاصمة عمّان، بادر الشاب الأردني أنس ضمرة، وهو صحفي وناشط اجتماعي أردني معني بشؤون ذوي الإعاقة، بالتعاون مع أخته إسلام ضمرة، المتعايشة مع متلازمة داون، إلى إطلاق مبادرة طموحة جديدة تحت اسم "فسيلة"، وهي مشروع غير ربحي مختص ببيع نباتات الزينة ومستلزماتها عبر الإنترنت، إلا أن المشروع يرتبط بغاية نبيلة، أبعد من مجرّد تشغيل شخص أو اثنين من ذوي الإعاقة. 

فوفق حديث مؤسس مشروع "فسيلة" أنس ضمرة مع وسائل إعلام محلية، فإن إيرادات هذا المشروع الناشئ ستخصص لأغراض تأسيس مركز تدريب مهني متخصص بالعناية بذوي الإعاقة في محافظة الزرقاء، وهي ثاني أكبر المدن الأردنية من حيث عدد السكّان، وتعاني من نقص شديد في مثل هذه المراكز المتخصصة.

 

 

 

أما "إسلام ضمرة" (20 عامًا) فهي القائمة حاليًا على العمليات اليومية في مشروع "فسيلة"، وقد باتت الآن المشرفة على نسبة كبيرة من شؤون المبادرة من منزلها في مدينة الزرقاء. إسلام ضمرة تتعايش مع متلازمة داون، ولديها طموح كبير في الاستفادة من المشروع لتطوير مهاراتها في الإدارة والعمل والمنافسة في هذا المجال، ولاسيما أنها بعد أن أتمت 16 عامًا من عمرها توقفت مراكز التربية الخاصة عن استقبالها، ما ترك في حياتها فراغًا كبيرًا، وأصرّت على ملئه بمشروع نافع لها وللبيئة، ضمن غاية أكثر طموحًا على المدى القريب، لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، ولاسيما ممن يبحثون عن فرص للتأهيل المهني والدخول في سوق العمل والمنافسة فيه.

أنس ضمرة ساند شقيقته "إسلام" في إطلاق هذا المشروع مطلع تموز/يوليو الجاري، على أمل أن تتحقق فيه فائدة لأكبر عدد من الأشخاص في المستقبل القريب. وبحسب حوار مع وسائل إعلام محلية، فإن ضمرة سيستعين بمجموعة من المتخصصين المتطوعين في مجالات مختلفة من أجل وضع الخطط الأولية لإنشاء مركز تدريبي متخصص يعنى بذوي الإعاقة في مدينة الزرقاء، وهو ما يعدّ حاجة ماسّة في المدينة، وحقًا أساسيًا لذوي الإعاقة وأهاليهم، والذين يواجهون قدرًا كبيرًا من التحديات والصعوبات، مع استمرار إهمال الجهات الرسميّة لهذه الحقوق، والتعامل مع قضايا هذه الفئة من ذوي الإعاقة ببرامج مؤقتة ومبادرات غير مستدامة ولا شاملة.

متلازمة داون هي طفرة جينية تنتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم، ما يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية

متلازمة داون هي طفرة جينية تنتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم، ما يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية. وتحدث المتلازمة عندما يولد الطفل مع 47 كروموسوما بدلا من 46. والكروموسوم الزائد هو كروموسوم 21، ولذلك تعرف متلازمة داون أيضاً بمتلازمة تثلّث الصبِّغي 21. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

النيوليبرالية الجديدة وعمان القديمة

في الأردن.. وصفات غير ديمقراطية للإصلاح السياسي