12-أكتوبر-2021

قد تحمل الجولة القادمة من المباحثات بين الطرفين تطورات عملية تحسن فرص تطبيع العلاقات (DW)

ألتراصوت – فريق التحرير

تظهر السعودية وإيران بوادر انفراج في العلاقات بينهما، لكن مراقبين يرون أن المزيد من العمل مطلوب لتخفيف حدة التوترات المتصاعدة منذ سنوات.  

وكانت المملكة العربية السعودية قد قطعت علاقتها مع إيران في العام 2016 بعد أن اقتحم محتجون البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران بعد إعدام المملكة رجل دين الشيعي نمر باقر النمر.

الحوار يفتقر إلى تأكيدات بأن إيران ستلتزم بما يتم الاتفاق عليه، بالإضافة لغياب الدعم الدولي لمثل هذه المفاوضات

لكن في الأسابيع الأخيرة تحدث مسؤولون من كلا البلدين بإيجابية عن المحادثات التي عُقدت ببغداد في نيسان/أبريل الماضي، حيث انطلقت المحادثات في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني واستمرت في عهد خليفته المحافظ إبراهيم رئيسي.

وزير الخارجية السعودي (Getty)

 وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود أكد في وقت سابق على عقد جولة رابعة من المفاوضات في أيلول/سبتمبر الماضي وأعرب عن أمله في أن "تضع الأساس لمعالجة القضايا بين البلدين". في المقابل أكد نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "المناقشات تسير على المسار الصحيح"، وتحدث مطلع هذا الشهر الجاري وقال "لقد حققنا نتائج واتفاقات، لكننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الحوار".

 دبلوماسي أجنبي مطلع على مسار المباحثات قال في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن الجانبين "كانا على وشك الاتفاق، لتخفيف التوترات بينهما في المنطقة، خلال الجولة الأخيرة من المحادثات". وتحدث عن أن الجانبين "سيضعان على الأرجح اللمسات الأخيرة للاتفاق في الجولة الجديدة من المحادثات التي قد تكون في غضون الأيام القليلة القادمة". وصرح الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته لقد "توصلوا من حيث المبدأ إلى اتفاق لإعادة فتح القنصليات ... وأعتقد أن الإعلان عن تطبيع العلاقات قد يأتي في الأسابيع القليلة المقبلة".

تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام السعودية قد خففت في حدة خطابها مؤخرًا تجاه طهران، حيث أشارت القناة "الإخبارية السعودية" الحكومية الأسبوع الماضي إلى أن المناقشات "المباشرة والصادقة من شأنها تحقيق الاستقرار في المنطقة".

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد صرح هذا العام بأن الرياض تريد "علاقة جيدة ومميزة" مع طهران.

وفي الشهر الماضي أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن أمله في أن تؤدي المحادثات مع إيران إلى "نتائج ملموسة لبناء الثقة وإحياء التعاون الثنائي"، لكنه دعا طهران أيضًا إلى وقف "جميع أنواع الدعم للجماعات المسلحة في المنطقة"، مشيرًا بشكل خاص إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين صعدوا من هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.

وتتهم الرياض طهران بدعم الحوثيين بالأسلحة والطائرات المسيرة، لكن طهران تقول إنها تقدم الدعم السياسي للمتمردين فقط.

وزير الخارجية الإيراني (Getty)

وتتحدث مصادر دبلوماسية أجنبية أن السعودية مهتمة بإنهاء الصراع في اليمن والذي كلفها المليارات منذ العام 2015، بالمقابل تسعى طهران أيضًا إلى الظفر بفرص اقتصادية مع الرياض لإنعاش اقتصادها المتضرر من العقوبات.

وفي حديث لوكالة "فرانس براس" أشار مستشار العاهل السعودي علي الشهابي إلى الأجواء الإيجابية في المباحثات لكن لفت إلى أن على "طهران اتخاذ إجراءات جوهرية، خاصة فيما يتعلق باليمن، قبل أن توافق الرياض على إجراءات مثل إعادة فتح السفارات". وقال الشهابي إن "إيران بحاجة الى اتخاذ خطوات حقيقية وليس فقط الدخول في محادثات ايجابية".

بدورها قالت الباحثة الزائرة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ياسمين فاروق إن "المملكة العربية السعودية تريد وقف الهجمات عليها لأنها تريد أن تنوع في اقتصادها بعيدًا عن النفط، وستنفق المليارات على مشاريع عملاقة طموحة لجذب السياح والمستثمرين". وأضافت "هناك فرصة أكبر للتوصل إلى اتفاق الآن، لأن السعودية متأكدة من أنه لن يكون هناك رد عسكري أمريكي على مهاجمة إيران للمملكة"، في إشارة على وجه الخصوص إلى الهجوم الذي شنّه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2019 والذي استهدف منشأة أرامكو وأدى مؤقتًا إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام وأثار إدانة دولية واسعة من دون اتخاذ أي إجراء ضد المنفذين.

وعلى الرغم من البوادر التي توحي بالأجواء الإيجابية، حذرت فاروق من أن "الحوار يفتقر إلى تأكيدات بأن إيران ستلتزم بما يتم الاتفاق عليه، بالإضافة لغياب الدعم الدولي لمثل هذه المفاوضات"، إذ إن المباحثات إقليمية ومن المرجّح أن تبقى كذلك، بحسب ما أوضحت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، في تصريحات صحفية مطلع الشهر الجاري. 

أما خبير الشرق الأوسط المقيم في واشنطن حسين إيبش فقد صرح لوكالة "فرانس برس" عن أن "المؤشرات على تحسن العلاقات تأتي في الغالب من إيران والعراق الذي يقدم نفسه كوسيط إقليمي"، وقال "الان بعد ان دخلت المنطقة كلها في عصر حل النزاع، ليس من الصعب تخيل عملية تؤدي الى عكس مسار القطيعة، لكنها ستتطلب مزيدًا من التقدم".

يرى مراقبون أن المزيد من العمل مطلوب لتخفيف حدة التوترات المتصاعدة منذ سنوات

ووفقًا للصحافي الإيراني مازيار خسروي من المحتمل ألا "تتقابل الرياض وطهران وجهًا لوجه، لكنهما وصلتا إلى طريق مسدود في تنافسهما الإقليمي"، وأشار إلى أن "كلا الجانبين يدركان أنه لا خيار أمامهما سوى التوصل إلى حل وسط".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العاهل الأردني عبدالله الثاني في زيارة إلى الدوحة لإجراء مباحثات رسميّة

موقف: اللاسامية الألمانية تغسل نفسها في فلسطين المحتلّة