18-أكتوبر-2020

فرانسيس هاربر (1825 - 1911)

فرانسيس هاربر (1825 - 1911) شاعرة أمريكية، إلى جانب كونها قاصة وسياسية وناشطة نسوية أمريكية سوداء. كرّست هاربر حياتها وأدبها لقضايا تحرير العبيد والدفاع عن حقوق المرأة والمساواة الاجتماعية ومحاربة الإدمان والتطرف.


اصنعوا لي قبرًا حيثما تشاؤون،

في سهلٍ خفيض، أو في هضبةٍ عالية;

اجعلوهُ بين أكثرِ قبور الأرض تواضعًا،

لكن ليسَ في أرضٍ حيثُ الرجالُ فيها عبيدٌ.

 

لن أرقدَ بسلامٍ لو سمعتُ من حول قبري

وقعَ خطى عبدٍ يرتجف;

ظلّه فوق ضريحي السّاكن

سيجعله مكانًا لكآبةٍ مخيفة.

 

لن أرقدَ بسلامٍ لو سمعتُ وقعَ خُطى

عُصبةٍ مكبّلةٍ بالأغلال تقادُ نحو المَسالخ،

وصرخةَ اليأس الضّارية لأمّ

تعلو كلعنةٍ في الفضاءِ المرتعش.

 

لن أنامَ لو رأيتُ السّوط

يشربُ من دَمِها في كلّ جرحٍ بليغٍ مهيبٍ،

ورأيتُ أطفالها ينفسخون عن صدرها،

كالحَمامات المنتفضة عن عشّ امّها.

 

سأنتفضُ وأقفزُ لو سمعتُ نباح

الكلاب الدّموم وهي تطالُ فريستها الآدميّة،

وصوتَ الأسيرِ يتضرّع عبثًا

فيما يوثقونَه من جديد بقيدهِ الحاقد.

 

لو رأيتُ الصّبايا في أحضان أمّهنّ

يُبَعنَ لحُسنهنّ الغضّ،

لوَمَضت عيني بلهبٍ حزين،

ولاحمرّت وجنةُ مَوتي الشّاحب عارًا.

 

سأنامُ، يا رفاقي الأعزّاء، حيث لا يمكن للقوّة المنتفخة

أن تسلبَ المرءَ أعزّ حقوقِهِ;

سأرتاحُ في أيّ قبرٍ كان

حيث لا أحدَ يدعو أخاه بالعبد.

لا أطلب نصبًا

تذكاريًا، باذخًا وشامخًا ;

يستوقف المارّ ;

فكلّ ما تصبو اليه روحي،

ألّا تقبروني في أرض عبيدٍ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لانغستون هيوز: أنهار قديمة

أليس ووكر: حزننا يعيدنا إلى المنزل