توهّج إلكاي غوندوغان مرّة أخرى، وسجل هدفي الفوز لفريقه مانشستر سيتي ضد جاره مانشستر يونايتد ضمن نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ليقترب الفريق الأزرق السماوي خطوة كبيرة نحو تحقيق ثلاثية تاريخية، حيث لم يتبقَ أمامهم سوى الفوز على إنتر ميلانو الإيطالي الأسبوع القادم في نهائي دوري أبطال أوروبا.
تألّق غوندوغان أتى بعد إشاعات وأخبار تم تداولها في الأسابيع الماضية، حول نية اللاعب الألماني الرحيل عن مدينة مانشستر والانتقال إلى برشلونة، اللاعب ينتهي عقده في الصيف الحالي، والإدارة تعرض عليه عقدًا جديدًا لمدة سنة أو سنتين، فيما يرغب اللاعب الذي وصل إلى سن الـ32، بعقد يمتدّ لثلاث سنوات، وهو الأمر الذي قد يجده في برشلونة.
إلا أن أداء غوندوغان الأخير المتميّز في جميع المسابقات، قد يدفع إدارة السيتي إلى تغيير رأيها. مدرب الفريق بيب غوارديولا الذي أعلن أكثر من مرة عن رغبته ببقاء اللاعب، أشاد بالمستوى الكبير الذي قدّمه لاعبه في النهائي: " يعلم تمامًا كيف أفكر، هو لاعب استثنائي وساعدنا كثيرًا هذا الموسم، ربما البعض منكم يعرف ذلك، غوندوغان يعيش في نفس المبنى الذي أقطن فيه، وهو صديق مقرب لي". وأضاف الإسباني: "مدير الفريق تكسيكي يعمل على تمديد العقد، أتمنى أن تسير الأمور بطريقة جيدة".
نجم مرحلة الإياب الأول
واجه غوندوغان بعض المشاكل بداية الموسم، وخرج مع منتخب ألمانيا من دور المجموعات لمونديال قطر، كما خسر مركزه في التشكيلة الأساسية للسيتيزنز، إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري في مرحلة الإياب، خاصة مع اعتماد بيب على تشكيلة 3-2-4-1، فحجز اللاعب تركي الأصل مركزًا دائمًا إلى جانب دي بروين في الوسط الهجومي خلف هالاند، وتنوّعت أدواره بين التحكم بالكرة في المنتصف، واللعب كمهاجم وهمي عندما يخرج هالاند ويسحب المدافعين.
في نهائي الكأس سجّل غوندوغان هدفين رائعين من خارج منطقة الجزاء، أحدهما بقدمه اليمنى والآخر باليسرى، ما يثبت أنه يمتلك ميزات من شأنها أن تساعد أي فريق يلعب معه، لذلك يضعه برشلونة في صدارة اهتماماته، حيث يرغب الفريق الكتالوني بلاعب وسط يجيد الأدوار الدفاعية والهجومية، مميز بالخروج بالكرة، ولديه معدل تهديفي ممتاز.
ثنائية رائعة ضد إيفرتون
قدّم غوندوغان مستويات كبيرة ضد ريال مدريد وبايرن ميونيخ بدوري الأبطال، وفي معظم مباريات فريقه في الدوري، وبالأخص في مباراة إيفرتون الصعبة خارج الديار، التي تزامن توقيتها بين مباراتي ريال مدريد في الأبطال، وكان الفريق يريد الفوز بها بأقل جهد ممكن، أمام فريق يصارع لتجنب الهبوط، حيث سجل غاندوغان هدفين رائعين، أحدهما اختير ضمن أجمل أهداف الموسم، والآخر من ركلة حرة مباشرة، فيما صنع الثالث لهالاند.
الصفقة الأولى لبيب في السيتي
تألق غوندوغان بشكل كبير مع بروسيا دورتموند في بداية مسيرته، وساهم بوصول الفريق إلى نهائي دوري الأبطال 2012، إلا أنه تعرّض لإصابة في الظهر كادت تنهي مسيرته مبكرًا، وغاب بسببها عن الملاعب لفترات متقطعة. عندما وصل بيب إلى مانشستر في العام 2016، كان غوندوغان هو اللاعب الأول الذي وقع معه، وكان دوره كبيرًا في السنوات السبع الماضية، وساهم في نجاحات النادي بشكل واضح، ولا تنسى جماهير الفريق الهدفين الذي سجلهما في العام الماضي ضد أستون فيلا عندما دخل بديلًا، ليقلب الفريق خسارته ويتوّج بلقب الدوري.
الأمور اليوم بيد مانشستر سيتي، اللاعب يطالب بعقد لثلاث سنوات، برشلونة يراقب الوضع عن كثب، وربما تدخل فرق أخرى على الخط، لكن المؤكد هو أن غوندوغان هو واحد من أشمل لاعبي الوسط في أوروبا اليوم، وسيشكل إضافة لأي فريق يلعب معه، خاصة مع الخبرة الكبيرة التي يمتلكها، غوارديولا وفريق عمله يدركون الأمر جيدًا وسيحاولون التمسك به، فهل ينجحون بالمحافظة عليه؟
