01-مايو-2023
غرزة الزوج

لعل الألم يجعل الذهن يرى الأشياء على غير ما هي عليه (الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي)

هذه ترجمة جزء من قصّة قصيرة للكاتبة الأمريكية كارمن ماريا ماتشادو. عنوان القصّة التي نشرت أول مرة في موقع مجلّة "غرانتا" في تشرين الأول/أكتوبر 2014، هو "The Husband’s Stitch"، وهي الغرزة التي تقع على مهبل المرأة بعد الولادة الطبيعية لتضييقه. الغرزة للزوجة، وتقع على جسدها، لكن الكاتبة اختارت إضافتها للزوج، وهذه حكاية هذه القصّة.


(إن كنت تقرأ هذه القصة جهرًا حاول قراءة السطور التي تتحدث فيها الشخصيات على النحو الآتي:

أنا: طفلة منسية، لصوتها نبرة عالية، ويبقى الأمر كذلك حين أكبر.

الصبي الذي سيكبر ويصبح رجلًا، ويكون زوجي: صوت ثخين يستدعي أشياء عديدة بمحض الصدفة.

والدي: طيب واضح الصوت، كأبيك، أو كالرجل الذي تتمنى لو كان أباك.

ولدي: صوت رقيق، فيه لثغة بالكاد تبين، وحين يكبر، يكون له صوت أبيه.

كل النساء الأخريات: صوت أشبه بصوتي).

>>>>

ثمة قصة مشهورة عن فتاة تحداها أصدقاؤها على الدخول إلى مقبرة الحي بعد أن يحل الظلام. هنا كانت حماقتها الأولى: حين أخبروها أن الوقوف على قبر أحد الموتى في الليل سيجعل من فيه يقوم إليها ويسحبها إليه، تهكمت ساخرة منهم. والتهكم هو أول خطأ قد ترتكبه الفتاة.

قالت لهم: "الحياة قصيرة ولا تستحق أن نقضيها خائفين، وسأريكم أني سأفعلها."

كان الغرور ثاني الأخطاء.

أصرت على أنها تستطيع فعل ذلك، لأنه لا يمكن أن يحل بها مصيرٌ كالذي وصفوه لها. أعطوها سكينًا كي تغرزها في التراب حين تصل إلى المكان المقصود، ليكون ذلك دليلًا على أنها وصلت بالفعل، ولإثبات نظريتها في أنها ستنجو. 

توجهت الفتاة نحو المقبرة. يقول بعض من يروي القصة إنها اختارت أي قبر هكذا بلا تحديد. ولكني أعتقد أنها اختارت قبرًا قديمًا، دفعها على ذلك شيء من الشك تسلل إليها، فظنت أنها حتى لو تبين لها أنها مخطئة، فإن هيكل صاحب القبر القديم لن يكون بخطورة جثة ميت لم يمض على دفنه سوى أيام.

انحنت على القبر وغرزت السكين في التربة، وحين نهضت لتركض هاربة- إذ لم يكن حولها من يرى خوفها- كانت عالقة ولا تستطيع الهرب. كان ثمة ما يشدّ بملابسها. ناحت وانهارت ساقطة على الأرض.

في الصباح، توجه أصدقاؤها إلى المقبرة. وجدوها ميتة على القبر، ورأس السكين قد ثبّتت تنورتها على الأرض. هل ماتت من الخوف يا ترى أم من البرد؟ لن يشكل ذلك فرقًا في نظر والديها. لم تكن الفتاة مخطئة، لكن ذلك لم يعد مهمًا أيضًا. بعد موتها اعتقد الجميع أنها كانت ترغب بالموت، مع أنها ماتت وهي تحاول إثبات ثقتها بالحياة.

وهنا الخطأ الثالث، وهو أن تكون على صواب، وهذا أسوأ الأخطاء.

فرح والداي بخبر زواجنا. قالت أمي إن بنات هذه الأيام يفضلن تأخير الزواج، لكنها هي أيضًا تزوجت وهي في التاسعة عشرة، ولا تشعر بأي ندم على ذلك.

حين اخترت ثوب الزفاف، تذكرت قصة المرأة التي تمنت أن ترقص مع حبيبها، ولكنها لم تكن قادرة على شراء ثوب مناسب. فاضطرت للذهاب إلى متجر ملابس بالية واشترت فستانًا من هناك. بعدها أصابها مرض وماتت. اكتشف الطبيب الذي عاينها في أيامها الأخيرة أنها قد ماتت مسمومة بمواد تحنيط كانت على الفستان، وتبين بعد شيء من التقصي أن مساعد الحانوتي عديم الضمير كان قد سرق هذا الفستان من جثة عروس وباعه في السوق. 

الفكرة من القصة، في رأيي، هو أن الحاجة تقتل. لذلك قررت أن أنفق على ثوب زفافي أكثر مما عزمت عليه في البداية، ولكنه يستحق ذلك، فهو جميل، ثم إن ذلك أفضل من أن ينتهي بي الأمر ميتة. وحين وضعت الثوب في خزانة الجهاز، تذكرت قصة العروس التي قررت أن تشارك في لعبة الغميضة يوم زفافها، واختبأت بالعلية، في صندوق قديم، فأقفل بابه الثقيل عليها ولم تتمكن من الخروج، وعلقت فيه حتى ماتت. ظنّ الناس أنها هربت، وظل الأمر لغزًا لسنوات، حتى وجدت خادمة جثتها المتحللة في الصندوق، بثوبها الأبيض، في زاوية معتمة. كثيرة هي قصص العروسات ذات النهايات مشؤومة، حيث يبدو فيها طرف من السعادة فيها ثم يتلاشى كأنك نفخت على شمعة.

 تزوجنا في أبريل، ظهيرة يوم بارد على غير العادة في هذا الموسم. رآني قبل العرس، بثوبي، وأصر على تقبيلي، وأخذ يقبلني بحرارة، ووصل بيده إلى صدري. شعرت بانتصابه، وأخبرته بأني أريده أن يهنأ بجسدي كما يحلو له. وتنازلت عن قاعدتي الأولى، باعتبار المناسبة التي كنا بصددها. دفعني نحو الجدار، ووضع يده على الحائط قرب رقبتي، ولمس طوقي بأطراف أصابعه. لم يحرك يده، وأثناء حركته داخلي قال لي: "أحبك، أحبك، أحبك". لا أدري إن كنت أنا العروس الأولى التي تخطو في ممر كنيسة القديس جورج وهي تقطر من بين فخذيها، ولكني أحب أن أتخيل أني كنت الأولى.

في شهر العسل، سافرنا إلى أوروبا. لم نكن أغنياء، ولكنا تدبرنا الأمر. أوروبا قطعة من الحكايات، تعرفت إليها بين معاشرة وأخرى. تجولنا بين المدن المزدحمة والقديمة إلى القرى الناعسة في حول منتجعات جبال الألب، ثم عدنا مجددًا إلى المدن، نتناول الشراب ونأكل اللحم المشوي بعظمه ونمزقه بأسناننا، وأكلنا الشبتزلي والرافيولي وتذوقنا أنواع الزيتون المختلفة، وأحببت نوعًا من الحبوب كريمية اللون لم أعرف ما هي بالضبط، ولكني اشتهيتها هناك كل صباح. لم نستطع شراء تذكرة قطار لمقصورة ذات سرير، ولكن زوجي برشوة بسيطة للموظف تمكن من حجز إحدى المقصورات الفارغة لساعة واحدة فقط، وهكذا أتيحت لنا فرصة ممارسة الحب فوق نهر الراين، حيث كان زوجي يثبتني على الإطار المتداعي وهو يشهق ويتنهد في لذة كأنه شيء أكثر قدمًا من الجبال التي نمر عبرها.  أما أنا فاكتشفت أن هذا ليس العالم بأسره، ولكنه أول جزء أراه منه. ارتعشت من سعة الاحتمالات. 

(إن كنت تقرأ هذه القصة جهرًا، يمكن محاكاة قرقعة السرير مع هدير القطار وصوت المعاشرة بتحريك كرسي معدني قابل للطي. وحين تتعب من ذلك، يمكن غناء أغنية قديمة بالكاد تذكر كلماتها للشخص الأقرب منك، كما يمكن أن تختار أنشودة أطفال.)

انقطعت دورتي بعد عودتنا من الرحلة. أخبرت زوجي في إحدى الليالي، بعد أن تمكّن منا التعب واستلقينا على السرير. فشع وجهه بسرور حقيقي.

قال لي في لهفة: "سنرزق بطفل؟". تمدد على ظهره ويداه تحت رأسه، وقال "طفل". صمت هنيهات حتى ظننت أنه قد نام، لكن حين نظرت إلى عينيه كانتا مفتوحتين تنظران إلى السقف. ثم اتكّأ على جنبه ورمقني بعينيه.

سألني: "هل سيكون لطفلنا طوق مثلك؟"

شعرت بشيء يضغط على فكّي، وتحركت يدي تلقائيًا نحو طوقي. انتقل ذهني بين عدة إجابات، واخترت الجواب الذي يثير القدر الأدنى من الغضب.

"لست متأكدة".

رمقني مجددًا، ثم وضع يده حول حلقي. رفعت يدي لأوقفه، لكنه لجأ إلى قوته، وثبت كلتا يدي بيد وراح يعبث بالطوق بالأخرى، ويضغط عليه بإبهامه، ويحركه حركة دائرية كأنه يدلك شيئي.  

توسلت إليه: "أرجوك، أرجوك لا تفعل ذلك".

واصل العبث بطوقي كأنه لا يسمعني. قلت له مجددًا بصوت أعلى "أرجوك!" ولكن صوتي كان يتكسر عند حلقي.

كان بوسعه أن يفعلها، ويحل عقدة الطوق، لو أراد.

لكنه أفلتني، واستلقى على ظهره مجددًا كأن شيئًا لم يكن. شعرت بألم في يدي، ففركتهما من ناحية الرسغين.

قلت له "أريد كوبًا من الماء". نهضت وذهبت إلى الحمام. فتحت الصنبور ورحت أتفقد طوقي بجنون، وتجمعت الدموع في عينيّ، وكان الطوق في مكانه ثابتًا.

هنالك قصة أحبها عن زوج وزوجته افترستهما الذئاب. وجد الجيران جسديهما وقد نهشا ومزقا إربًا قرب كوخهما الصغير، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على طفلتهما الرضيعة، لا حية ولا ميتة. ادعى البعض أنهم رأوا البنت تجري مع قطيع من الذئاب، تثب بسرعة ولا تكاد تفرقها في جموحها وشراستها عن أي من الذئاب التي معها في القطيع.

انتشرت أخبار البنت عبر القرى المجاورة، خاصة بعد أن كادت تقتل أحد الصيادين في الغابة، مع أنه ربما لم يشعر بالخطر بقدر ما شعر بالذهول من مظهر بنت عارية تكشر عن أسنانها وتعوي بقوة حتى كادت تشق لحم الرجل عن عظمه من الفزع. كبرت وبرز ثديها، وصارت بسن الزواج، وحاولت مرّة افتراس خيل في البرية. وقد رآها الناس وهي تفتك بدجاجة وتمزق لحمها وجعلت الريش يتطاير من فوقها.

مضت سنوات عديدة، وقيل إن البعض قد رآها ترتاح قرب ضفة أحد الأنهار، ترضع جروين صغيرين. يروق لي أن أتخيل أنهما خرجا من رحمها، وأن تكون هنالك ذرية من البشر اختلط نسبها بالذئاب، ولو مرة. لا شك أن الدم كان يسيل من ثدييها، لكنها لم تكترث، لأنهما كانا لها هي فقط. أعتقد أنهما حين يضعان خطميهما وأسنانهما عليها فإنها تشعر بنوع من الأمن والحرمة، نوع من الطمأنينة التي لن تجدها في أي مكان آخر. لعلها بهم أفضل مما لو كانت من دونهم. وأنا متأكدة تمامًا من ذلك.

مرت أشهر وبطني يكبر. في أحشائي، كان طفلنا يسبح بقوة، يركل ويدفع ويلكم. كنت أمشي مرة، انقطع نفسي وتوقفت على جانب الطريق، انكمش على بطني وهمست بصوت بالكاد يخرج من بين أسناني لصغيري، كما أدعوه الآن، وأطلب منه أن يتوقف عن العراك. في مرة تعثرت في الممشى في حديقة عامة، في المكان نفسه حيث تقدم إلي زوجي قبل عام، ووقعت على ركبتي وأنا أتنفس بصعوبة، وأكاد أبكي. ساعدتني امرأة كانت تمر من هناك، وأجلستني وقدمت لي بعض الماء، وأخبرتني أن الحمل الأول يكون الأصعب دومًا، ثم يصبح الأمر أسهل مع الوقت.

إنه أصعب حمل أبدًا، وذلك للعديد من الأسباب، ليس أقلها التغير الذي طرأ على جسدي. كنت أغني لصغيري، وأفكر بحكايات الأمهات عن حمل الطفل في الرحم وإن كان متجهًا نحو الأعلى جهة الصدر أو إلى الأسفل جهة الحوض. هل في بطني ولد ذكر، على صورة أبيه؟ أم بنت، ستضفي الرقّة على الأولاد الذين يأتون بعدها؟ ليس لدي إخوة ولا أخوات، ولكني أعرف أن للبنت الكبرى أثرًا على الذكور، إذ تجعلهم أكثر نبلًا، فيحرصون على حمايتها من أخطار العالم، وهذه صورة تنعش قلبي وتفرحه دومًا.

جسدي يتغير بطرق لم أتوقعها- صدري كبير وساخن، وبطني يتشقق وتظهر عليه علامات وندوب نهدية. يراودني شعور بالوحشية، لكن الرغبة لدى زوجي تبدو وقد تجددت، وكأن شكلي الجديد قد أنعش قائمة رغباتنا الجامحة. والأمر عينه تولد في جسدي. فسواء كنت في المتجر، أو في الكنيسة، أشعر برغبة عارمة تجتاحني، وتجعلني متوترة ومهتاجة عند أقل إثارة. حين يعود زوجي إلى المنزل كل يوم، يكون قد أعد قائمة في خياله عن المغامرات التي يود أن يقضيها معي في السرير، وكنت مستعدة لتلبيتها وأكثر، لاسيما أني أكاد أطق من الشهوة من الصباح الباكر حين أذهب لشراء الخبز والجزر.

يقول لي: "أنا أكثر الرجال حظًا" وهو يمسّد بيده على صفحة بطني.

وفي الصباح يقبلني ويغنجني، وأحيانًا يأخذني قبل أن يتناول قهوته وفطيرته. ويذهب إلى عمله منتشيًا. يعود من العمل، ويخبرني بأنه حصل على ترقية، ثم بعد فترة حصل على أخرى. قال لي: "المزيد من المال لأسرتي، المزيد من المال لسعادتنا".

أتاني مخاض الولادة في منتصف الليل، وكان كل إنش من أحشائي يتلّوى بشكل لا يطاق. صرخت صراخًا يملأ ما بين صرختي الأولى عند البحيرة حتى هذه اللحظة، لكن لسبب مختلف، وكانت لذة ارتقابي لخروج طفلي تتبدد بسبب الألم الذي كاد يمزقني.

قضيت في غرفة الولادة عشرين ساعة أحاول أن أضع طفلي. كدت أن أقصع يد زوجي من شدة ضغطي عليها، تخرج من فمي شتائم فظيعة، ومع ذلك لم يبد الطبيب أي قدر من الامتعاض منها. كان الطبيب صبورًا إلى حدّ مغيظ، ينظر بين قدمي، وحاجباه يشكلان على جبهته رموزًا أشبه برمز مورس.

سألته "ما الذي يجري؟"

"خذي نفسي عميقًا" طلب مني بنبرة آمرة.

لو تأخر الأمر أكثر من ذلك فستنطحن أسناني ببعضها. أنظر إلى زوجي، قبل جبهتي، واستفسر الطبيب عن المشكلة.

أجاب: "لست متأكدًا إن كانت الولادة ستكون طبيعية. قد نضطر لإجراء عملية جراحية".

رفضت وقلت له: "لا، أرجوك، لا أريد ذلك، أتوسل إليك".

فرد الطبيب: "إن لم نر أية حركة في غضون دقائق، فسنضطر للعملية. هذا أفضل للجميع". رفع الطبيب رأسه، وأنا متأكدة تقريبًا أنه غمز لزوجي، ولكن لعل الألم يجعل الذهن يرى الأشياء على غير ما هي عليه.

عقدت في ذهني صفقة مع "صغيري"، وقلت له: صغيري، أعتقد أن هذه هي اللحظة الأخيرة التي سنكون بها أنا وأنت وحدنا تمامًا فقط. أرجوك، لا تجعلهم يضطرون لأخذك مني قطعًا.

ولد صغيري بعد عشرين دقيقة. كان يلزم إحداث جرح صغير، ولكن ليس على طول بطني كما كنت أخشى. شقّ الطبيب بمبضعه من أسفل السرة، ولم أشعر إلا بالقليل من الألم، ربما بسبب التخدير على الأغلب. وحين وضعوا الطفل بين ذراعي، تفحصت جسده المتغضّن من رأسه حتى أصابع قدميه، وكان بلون السماء عند الغروب، تظهر عليه حزوز حمراء.

كان ولدًا، وليس له طوق. بدأت أبكي، وأضم الطفل إلى صدري. ساعدتني القابلة في إرضاعه، وغمرتني السعادة وأنا أشعر به يرضع، وألمس أنامله الطرية، كأنها فواصل صغيرة.

(إن كنت تقرأ القصة جهرًا، أعط أحد المستمعين سكين تقشير واطلب منه أن يقشر بها قطعة الجلد الرقيقة بين الشاهد والإبهام، ثم اشكره بعد ذلك)

أعرف قصة امرأة تذهب للولادة والطبيب المناوب متعب. وهنالك قصة عن امرأة حامل كانت أمها قد أنجبتها في ولادة مبكرة جدًا. وهنالك قصة عن امرأة كان طفلها قد التصق بجسدها التصاقًا شديدًا حتى أنهم اضطروا لإحداث قطع بها كي يستخلصوه. وهنالك قصة عن امرأة سمعت قصة امرأة أنجبت جراء ذئب سرًا. حين تفكر بالأمر، ستجد أن هذه هي طبيعة القصص، إذ تستدعي الواحدة الأخرى، كقطرات المطر حين تهطل تباعًا على صفحة الماء. كل قطرة تولد وحيدة من السحاب، لكن بمجرد أن تهبط على السطح، فليس ثمة ما يمكن فصلها عن بعضها.

(إن كنت تقرأ هذه القصة جهرًا، تحرك جهة النافذة وارفع الستارة لتوضح هذه النقطة بالتحديد لمن يستمع إليك. أعدك أنك ستجد السماء تمطر)

أخذوا الطفل كي يتمكنوا من إغلاق الجرح أسفل بطني، وأعطوني شيئًا سبب لي النعاس، عبر قناع وضعوه بلطف على فمي وأنفي. بالكاد سمعت زوجي يمازح الطبيب وهو يمسك بيدي.

سأله زوجي: "كم تكلفة الغرزة الإضافية هناك يا دكتور؟ لديكم هذا العرض، أليس كذلك؟"

حاولت أن أقول له "كف عن هذا أرجوك" لكن الصوت خرج مني أشبه بالغمغمة، وربما لم يكن سوى تأوه صغير. لم يحول أي منهما وجهه نحوي.

 ابتسم الطبيب مازحًا وقال: "أنت لست الأولى".