وقع مؤخرًا العشرات من العلماء والخبراء وقادة التكنولوجيا، من بينهم إيلون ماسك، على رسالة تدعو الشركات المطورة لتقنيات ونماذج الذكاء الاصطناعي إلى التأنّي قبل الشروع بخطوات جديدة، وذلك لإتاحة الفرصة بشكل أكبر لدراسة المخاطر المحتملة والبحث فيها.
أثارت التطورات الأخيرة في ميدان الذكاء الاصطناعي الكثير من التخوفات بين المختصين والناشطين
وتأتي أهمية هذه الرسالة مما بات بحكم المعلوم حكمًا اليوم بشأن التطور الهائل الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي والأشواط المذهلة، والمخيفة، التي قطعتها في إثارة الاهتمام العام بها والتخوفات بشأنها، وسبر فرص الاستفادة منها ودمجها في التطبيقات والأعمال اليومية المختلفة على تنوّعها. إلا أن الرسالة تمثّل تحذيرًا واضحًا ورسالة مهمّة مفادها أن كبار قادة قطاع التقنية في الولايات المتحدة، وربما خارجها، ليس على قناعة تامّة بأن البيئة العامّة مستعدّة بعد للتعامل مع هذا التطوّر الكبير.
كان من بين الموقّعين على هذه الرسالة إيلون ماسك، وستيف وزنياك، المؤسس الشريك في شركة آبل، وأندرو يانغ السياسي الأمريكي الشاب الذي ترشّح للرئاسيات عام 2020، وأكثر من 1000 شخصية بارزة أخرى من قطاع التقنية والمال والأعمال والسياسة وقادة المجتمع المدني والنقابات. وقد تضمّنت هذه الرسالة دعوة صريحة للوقف الفوري عن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على نحو يفوق ما تم التوصّل إليه حاليًا في نموذج "جي بي تي 4"، وهو النموذج الأحدث والأكثر قوّة من نموذج "شات جي بي تي"، وأن يتواصل تعليق ذلك لمدة لا تقلّ عن ستة أشهر.
وقف السباق "الخطير" نحو عالم الذكاء الاصطناعي
ولمزيد من التوضيح، أفادت الرسالة أن "هذا لا يعني توقفًا مطلقًا عن تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل عام، بل يعني كبح جماح السباق الخطير نحو هذه التقنيات وتطويرها على نحو قد يؤدي إلى خروجها عن السيطرة، وهو ما شبهته الرسالة بأنه "صندوق أسود ضخم" لا يدري أحد ما الذي قد يخرج منه.
تطالب العريضة بوقف التسابق في قطاع الذكاء الاصطناعي كيلا تخرج الأمور عن السيطرة
وتضيف العريضة، التي صدرت عن معد "فيوتشر أوف لايف" (Future of Life)، وهي مؤسسة غير ربحية تقوم بحملات توعية وضغط من أجل ضمان الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي: "إذا لم يكن بالإمكان تفعيل مثل هذا التوقف المؤقت بسرعة بشكل طوعي، فيجب على الحكومات التدخل وفرض حظر ما".
